jeudi 12 mai 2011

النازية الألمانية


النازية الألمانية ( الإشتراكية الوطنية )
بزعامة أدولف هتلر

د. كمال إبراهيم علاونه
أستاذ العلوم السياسية
فلسطين العربية المسلمة


كلمة جرماني ( Germain ) إشتقت من كلمتين سلتيتين ( جاير Gair ) وتعني جار ، و( مان Man ) وتعني رجل . وبهذا أصبحت رجل جار كناية عن القرب بين الناس . وقيل إن " بلد الألمان " من كلمة ( Alamans ) اشتق من اسم ( Alle Manner ) الذي يعني جميع الناس لأن الألمان لم يكونوا يشكلون شعبا واحدا كالتوتونيين أو الإروليين من القبائل التي سكنت ضفاف نهر الألب ثم هاجرت باتجاه الغرب إبان القرن الثالث بعد الميلاد . على أي حال ، دلت لفظة ألمانيا على البلدان التي كانت تتحدث باللغة الألمانية [1] . وتعني كلمة الجرماني ( German ) الشقيق من نفس الأبوين ، كناية عن الاخوة والمحبة والالتقاء في كل شئ . وتبلغ مساحة ألمانيا 755 ر356 كم2 ، تنقسم إلى 16 منطقة . بلغ عدد السكان اكثر من 85 مليون عام 2008 . وعاصمة البلاد هي مدينة برلين ، واللغة الرسمية هي اللغة الألمانية ، والعملة المتداولة كانت ( المارك ) الألماني ثم اليورو الأوروبي منذ مطلع عام 2002 .


نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي


مفهوم النازية

كلمة نازي ( Nazi ) هي لفظة تختصر الحروف الأولى للكلمتين اللتين تعنيان ( الوطني الاشتراكي ) بالألمانية . وهي حركة سياسية ذات أيديولوجية شمولية ، والبعض يقول إن النازية عبارة عن " الحزب الوطني الاشتراكي " [2] . ظهرت النازية بصورة جلية ، في العقد الثاني من القرن العشرين في ألمانيا على يد ادولف هتلر الذي ولد في قرية " براونو " النمساوية، لأب موظف في الجمارك النمساوية ، وأم بوهيمية ، تتكلم الألمانية بصعوبة ، وعاش في الفترة الواقعة بين ( 20 / 4 / 1889– 30 / 4 / 1945 ) .



نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي








نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي






نادت النازية بالقومية الجرمانية ( Germanism ) والتعصب لألمانيا والعادات والقيم الألمانية وتفوق العنصر الآري وكرست ديكتاتورية الفرد " الفوهرر " أو " الدكتاتور الأعلى " أو قائد الشعب الألماني ، عندما جمع بين الرئاسة والمستشارية في ألمانيا في 4 آب عام 1934 . من الشعارات الكلامية لإنعاش الجرمانية المتفوقة التي كان يرددها النازيون : رايخ واحد ، وشعب واحد ، وفوهرر واحد . وسخرت النازية التعليم والفن والأفلام لنشر أفكارها بين الشعب ، ولعبت وزارة الدعاية الألمانية تحت إمرة جوزيف جوبلز ( 1897 – 1945 ) دورا كبيرا في بث الأفكار النازية الاستعلائية في البلاد ، حيث كرست هذه الوزارة دعاية مستمرة للغرور والفخر والتباهي بالأمة الألمانية " العظيمة " . وقد أحيط هتلر ب " فرقة الانتحار " ، أو" فرقة الهجوم " ، واتخذ نشيد الرايخ " ألمانيا فوق الجميع " رمزا للنازية . وكان كتاب هتلر " كفاحي " بمثابة إنجيل النازية هذا الكتاب الذي ألفه هتلر أثناء اعتقاله- لمدة تسعة شهور – في " لاندزبرغ " في مدينة ميونخ ، بين عامي 1924 - 1925 بعد إعلانه العصيان على الجمهورية الألمانية التي تشكلت بعد معاهدة فرساي ، 1919 م ، واعتبرت مهينة لألمانيا . وكتاب " كفاحي " لهتلر، اعتبره النازيون كتابا مقدسا ، وهو الكتاب الذي جعل هتلر المؤلف الأكثر دخلا في ألمانيا ، حيث بيع منه عام 1945 نحو عشرة آلاف نسخة ، وترجم إلى ست عشرة لغة [3]. وكان النازيون يلبسون القمصان البنية حيث لقبوا بهذا الاسم ( ذوي القمصان البنية ) .

مبادئ النازية

وضعت الحركة النازية مبادئ حزب العمال الألماني الوطني الاشتراكي ( النازي ) ، في بضع وعشرين نقطة شاملة ، وفيما يلي أهم النقاط المتعلقة بالمبادئ النازية [4] : [/B
1) " يجب ان يكون هناك اتحاد – أي وحدة – من جميع الالمان حتى تتكون ( المانيا الكبرى) على قاعدة حق تقرير المصير .
2) نطلب حق المساواة للشعب الالماني ، في معاملة الامم الاخرى له ، والغاء معاهدة فرساي ومعاهدة سان جرمان .
3) نطلب ارضا واقطارا لتزويد شعبنا بالغذاء ، واسكان ما يفيض منهم عن المانيا .
4) لا يجوز لاحد ان يكون من ابناء الدولة ، ما لم يكن عضوا في الأمة ، وهؤلاء هم الذين يمتازون بالدم الالماني ، مهما كان الدين الذي يؤمنون به ، ولا يجوز لليهودي أن يكون عضوا في الأمة .
5) كل فرد لا يكون من ابناء الدولة ، لا يجوز له ان يعيش في المانيا الا كضيف فقط .
6) ان حق التصويت في شؤون الحكومة والتشريع ، لا يتمتع به غير ابناء الدولة وحدهم ، ونحن نعارض العادات الفاسدة المتبعة في ملء الوظائف لإرضاء الشهوات الحزبية دون اعتبار للاخلاق او الكفاءة .
7) يجب على الدولة ان تجعل واجبها الاول زيادة الرفاهية لجميع الشعب . واذا لم يكن يمكن تغذية جميع الشعب ، فيجب استثناء الاجانب ، ومنع غير الالمان من الدخول الى المانيا ، وجميع من ليسوا آريين ، ودخلوا المانيا منذ آب 1914 يجب ابعادهم .
8) يجب ان يتساوى ابناء الدولة جميعهم في الحقوق والواجبات .
9) على كل فرد أن يعمل بذهنه او بيده داخل نظام الجماعة لخدمة المصلحة العامة .
10) لا يجوز لاحد ان يتمتع بدخل غير مكسوب .
11) مصادرة جميع الاموال المكتسبة من الحرب .
12) نطلب ان تمتلك الدولة جميع الشركات المحتكرة .
13) نطلب توزيع الأرباح الناتجة من تجارة الجملة .
14) التوسع في نظام المعاشات للشيخوخة ، وفي انظمة الاعانة " للعاطلين والمرضى ... الخ .
15) حماية التاجر الصغير ، وامتلاك الدولة لمتاجر الجملة .
16) اصلاح الاراضي الزراعية والغاء الربح على القروض التي تمنح لاصحاب الاراضي الزراعية ومنع المضاربة في الأرض .
17) المطاردة التي لا تعرف رحمة ، والعقوبة بالاعدام للمجرمين السفلة مثل المرابين بالربا الفاحش والمكتسبين بالاحتكار وغيرهم بصرف النظر عن ديانتهم وسلالتهم .
18) نطلب ان يستبدل القانون الروماني بالقانون الجرماني .
19) تجديد نظام التعليم بحيث تغرس فكرة الدولة باعتبارها الهدف الأصلي عند بزوغ الذكاء بالتلميذ ، ونطلب معاونة الفقراء من آباء التلاميذ الأذكياء مهما كانت طبقتهم او عملهم على نفقة الدولة .
20) على الدولة ان ترفع مستوى صحة الأمة ، وحماية الأطفال ومنع استخدام الصبيان ، وزيادة الكفاءة الجسمية في الالعاب الرياضية والجمبازية .
21) نطلب الحرب القانونية ضد الأكاذيب السياسية ونشرها في الصحف ، ونطلب صحافة وطنية مطهرة من الاجانب ، وخاضعة للرقابة في الأداب والفنون ، لكي نتميز في حياتنا الثقافية العامة .
22) ونطلب الحرية لجميع العقائد ما دامت لا تعد خطرا على الدولة ، ولا تعمل ضد الشعور الاخلاقي للشعب الالماني ، والحزب يقف من هذه الناحية الى جانب المسيحية الايجابية ، ويحارب الروح المادية اليهودية ، وهو مقتنع بأن الأمة لن تحقق الصحة الداخلية لكيانها الا اذا سارت على مبدأ " المصلحة العامة قبل نفسك " .
23) ولكي يتحقق ما ذكر هنا ، نطلب حكومة مركزية قوية ، وسلطانا للبرلمان فوق الدولة ، وعلى زعماء الحزب ان يقسموا بأن يسيروا الى الأمام ، وان يبذلوا حياتهم اذا اقتضت الظروف لتحقيق ما سلف ذكره " .

لقد اتخذ الحزب النازي الألماني شعارا خاصا به كرمز وطني للاشتراكية الألمانية التي نادى بها ، وهذا الرمز ( السواس تيكا – باللغة الألمانية ) عبارة عن رمز على شكل صليب معقوف تمتد نهايات الأذرع فيه إلى زوايا من جهة اليمين ، وهي علاقة قديمة انتقاها النازيون للدلالة على القوة الحاكمة والجبروت . أدى قيام الحركة النازية بتسلم زمام الحكم في ألمانيا في 30 كانون الثاني 1933 بزعامة ادولف هتلر ( مستشار ألمانيا ) وهو أعلى منصب تنفيذي[5] ، اثر حصول حزب العمال الألماني الوطني الاشتراكي ( النازي ) في انتخابات البرلمان ( الرايخشتاغ ) على 230 مقعدا مقابل 133 مقعدا للحزب الديموقراطي الاشتراكي و97 لحزب الكاثوليك المعتدل في تموز 1932 ، أدى بصورة ظاهرة إلى دعم النزعة العنصرية في أوروبا وخاصة في ألمانيا . وفي عام 1934 ، ذبح هتلر منافسيه ورفاقه السياسيين السابقين في ليلة عرفت ب " ليلة السكاكين الطويلة " . وكان هتلر في خطبه أمام الشعب في الساحات العامة يردد عبارات الانتقام من الدول والشعوب التي أهانت الشعب الألماني بقوله : " الدول التي صفعتنا سوف نصفعها ، والتي أذلتنا سوف نذلها ، والدول التي اضطهدتنا سوف نضطهدها " [6]. وتبنت النازية فكرة الاستعلاء والتفوق الآري على جميع البشر قاطبة ، ورأت : " أن الجنس الآري وحده أهل دون سواه لإنشاء الحضارة ، ورأت أن الحضارة العظيمة لا تفنى إلا لأن الجنس الآري المنشئ لها يفنى بامتزاج الجنس وتسممه " [7]. واليهود حسب النظرة الهتلرية هم الشر الجذري بتشبيههم بالشيطان ، الصورة الجسدية لليهودي ، ويؤكد هتلر أن أعداء النازية اثنان: " لقد فتحت فيانا( في النمسا ) عيني على خطرين ، كنت أجهل مدى تآمرهما على كيان الشعب الألماني ، وهذان الخطران هما الماركسية واليهودية " [8]. وفي التطبيق العملي بعدئذ عمد هتلر إلى محاولة انتزاع الشرق من الماركسيين واليهود وهاجم فرنسا المتعاطفة مع اليهود والميالة للزنوج في إطار السياسة الشعبية وتطوير التوسع الإقليمي ، والإخلاء السكاني [9] .
على العموم ، إن النظرية النازية على ارض الواقع ، غالت في تمجيد الجنس الآري ، وتفوقه على جميع الأجناس البشرية حيث يرى الجرمانيون انهم سادة الجنس البشري ، وهم أعلى مرتبة فيه ، يجب أن يتولوا دائما توجيهه . وقد وضعت لائحة للعناصر البشرية كان العنصر الآري في ألمانيا على قمتها وهم " الأقوياء " ، يليهم النورد ( الدانماركيين والنرويجيين والسويديين ) والانجلوساكسون . وجاء في نهاية اللائحة السلاف والعرب واليهود والزنوج . وبذل الألمان جهدهم لإثبات أن الآري هو أبو الأجناس البشرية جميعها حمل مشعل الحضارة منذ الأزل ، ونقلها إلى أمريكا ، وهناك من قال أن عقيدة المسيح يهودية ولكنه من سلالة آرية والأصل أهم من العقيدة [10] .
على أي حال ، إن هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ، أرجعت – حسب وجهة نظر النازيين – إلى كون اليهود هم الذين تسببوا في ذلك . إذ أكد دعاة النازية أن حضارة العالم في القرن العشرين ، هي حضارة منحلة بلا شرف ، بسبب تولي اليهود الصدارة في اكثر من مجال حيوي في العالم ، في عدة حكومات من حكومات الدول الكبرى ، وان السبب الرئيسي في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى هو تولي اليهود المراكز الحساسة في الدولة [11] .
ولجأت الحكومة النازية إلى تطبيق المبادئ العنصرية حرفيا على ارض الواقع في ألمانيا طيلة فترة حكمها ، وما قاله هتلر نفذه وفعله على ارض الواقع بعد استيلائه على السلطة بعد ثماني سنوات من تأليف كتابه كفاحي . فاعتقلت السلطات النازية وسجنت المعارضين من الشيوعيين والديموقراطيين الاشتراكيين وركزت هجومها على اليهود لاستئصالهم من الوظائف والأعمال . ولهذا عمدوا إلى طرد الآلاف من العلماء والأساتذة الموسيقيين والمحامين والقضاة والأطباء والممرضات اليهود . وقاطعوا أصحاب الدكاكين وطردوا العمال اليهود من المصانع ، وحرقوا الكتب التي لا يوافقون عليها بشكل علني ، ومنعوا كل صحيفة من الصدور إذا كانت تعارض أو تنتقد النازية [12] .


شعار النازية الألمانية

كما سعت النازية الألمانية – التي نادت بالإمبراطورية أو الدولة العرقية - إلى سياسة ( الاكتفاء الذاتي ) وتطهير البلاد في سني حكمها من العناصر التي أسمتها بالعناصر الوضيعة من خلال قوانين نورمبرغ في أيلول عام 1935 ، إذ عمدت إلى تطهير ألمانيا من العناصر المتخلفة أو المنحطة ، خاصة طائفة اليهود حيث صدرت قوانين نورمبرغ القاضية بطرد كافة الموظفين اليهود من مناصب الدولة العامة ، ومنع فئات المحامين والصحفيين والأطباء والصيادلة والناشرين من اليهود ، من مزاولة مهنهم ، وتحريم فكرة وراثة الأرض عليهم [13] . وردا على الأعمال الهتلرية النازية الإرهابية ، وما سمي بسوء معاملة اليهود ، واضطهادهم على أساس عنصري ، وإحلال الألمان مكانهم ، اهتزت أوروبا هزة قوية ، وخاصة أن من بين اليهود المضطهدين أطباء وعلماء ومحامين وموسيقيين وكتاب اعتبروا ألمانيا وطنهم ، وكذلك اعتبرهم غيرهم ، وقد رحب العالم بهم إلا أن النازيين أخذوا يتصيدونهم مما أثار الرأي العام . فلم يسمحوا لهم بمغادرة ألمانيا ، مما أدى إلى تجويع اليهود ، وقد اثر الرأي العام العالمي على النازيين وجعلهم يخففون من حدتهم ، الا أن سياستهم الاضطهادية بقيت كما هي [14] .


أما اليهودية العالمية ، ذات النفوذ القوي في الاقتصاد والمال والإعلام ، فقد اتخذت إجراءات مقاطعة شاملة ضد ألمانيا ، فقاطعت البضائع الألمانية ، ووسائل المواصلات وامتنعت عن كل ما يساهم في تطوير الحياة في ألمانيا . وعلى الجانب الآخر ، فان النازية طبقت طريقة " القتل الجماعي " على الملايين من الطوائف غير الجرمانية ومن بين هذه الطوائف اليهود ، بوضع الآلاف من غير الألمان في أفران الغاز ، واعتقال الآلاف الآخرين في معسكرات نازية منها معتقل اوشفيتش البولندي [15] . أما عن الاهتمام بالصفوة في التناسل والتكاثر من أبناء العرق الواحد ، وأهمية الحفاظ على العرق الجرماني ، يقول هتلر Adolf Hitler :
من هنا وجوب التدخل لمصلحة الصفوة … وإذا كانت الطبيعة تأبى على الضعفاء والأقوياء أن يتزاوجوا ، فإنها تحارب دون هوادة اختلاط عرق متفوق بعرق وضيع ، لأن هذا الاختلاط يعود بالبشرية القهقرى … إن امتزاج دم الآري بدم شعوب وضيعة قد أدى دائما إلى خراب الشعب ذي الرسالة التمدينية … فالجرماني الذي حافظ على دمه نقيا أضحى سيد القارة الأميركية ، وسيظل هذا شأنه ما دام محافظا على طابعه الخاص. ومجمل القول إن كل اختلاط بين الأجناس يفضي إلى : تدني مستوى الجنس المتفوق ، وتأخر مادي وروحي يفضي في النهاية إلى التفسخ والانحلال [16] .
ويكشف هتلر رأيه بكل وضوح وصراحة حيال الأولوية في البقاء للاصلح ، ويربط ذلك بالنضال المستمر ، إذ يقول : " وإن الحفاظ على حضارة ما يفترض الحفاظ بالدرجة الأولى على الإنسان الذي أوجدها ، وهذا المبدأ مرتبط بحق الأصلح والأقوى في التفوق والسيادة ، على من يريد الحياة أن يكافح إذن ، فليس في عالمنا هذا مكان لمن يتهرب من النضال " [17] .
وتذهب النازية إلى حد الادعاء أن الإنسان الآري هو الأقوى ، وهو صانع الحضارة البشرية ، وتدعو إلى الحفاظ على دم العرق الجرماني نقيا متفوقا طاهرا ، مؤكدة أن نتاج الحضارة البشرية من الفن والعلم والتكنيك هو ثمرة النشاط الآري الخلاق بدعوى أن الآري لا يزال المشعل الإلهي الذي يضيء السبل أمام البشر . فشرارة العبقرية الإلهية انبعثت دائما من جبينه المشرق ، فإذا توارى الآري يغشى البسيطة الظلام السرمدي ، وتتلاشى الحضارة البشرية في عدة قرون ويستحيل العالم قفرا [18] . وتقول المقولة الآرية التي تدعو إلى التفوق العنصري الآري على الأجناس البشرية إن غريزة حب البقاء عند الآري تشكل أنبل أشكالها عند تضحية الآري بذاته في سبيل الجماعة [19] .
على أي حال ، إن ادولف هتلر أطلق كلمة الرايخ الثالث على الحكم الاشتراكي الوطني الألماني ( النازي ) الذي استمر لفترة ما بين 1933 – 1945 ، حيث عنى بذلك الإمبراطورية النازية الثالثة ، وكانت أول إمبراطورية ألمانية أو الرايخ الأول هو رايخ أو إمبراطورية روما المقدسة ( 962 – 1806 ) بينما امتد الرايخ الثاني أو الإمبراطورية الألمانية الثانية بين الأعوام ( 1871 – 1918 ) [20] . وقد اتبع هتلر سياسة التمييز ضد شعوب العالم كافة ومن بينهم الأوروبيين والعرب واليهود والغجر والزنوج . فمثلا ، رفض هتلر مصافحة الرياضي الأسود ( جيسي اوينز 1913 – 1981 ) بعد فوزه بأربع ميداليات في الألعاب الأولمبية التي نظمت في مدينة برلين الألمانية عام 1936 ، وكذلك لم يسمح بعزف موسيقى الجاز في ألمانيا النازية لاعتقاده العام أنها موسيقى مدمرة خاصة بالزنوج .

النازية واليهود

يقول زعيم النازية الألمانية ادولف هتلر ، في كتابه كفاحي ، عن نظرته لليهود الذين عاشوا في أوروبا وخاصة في ألمانيا :
كنت اعتبر اليهود مواطنين لهم ما لنا وعليهم ما علينا ، ولكن اختلاطي بأعداء السامية من مفكرين وساسة جعلني أشد تحفظا في الحكم على أعداء اليهود ، وما لبثت أن وجدتني في عداد المعنيين بالمسألة اليهودية بعد أن لمست بنفسي تكتل الإسرائيليين وتجمعهم في حي واحد من أحياء فيانا ، ومحافظتهم الشديدة على تقاليدهم وعاداتهم وطقوسهم . وقد زاد في اهتمامي بمسألتهم ظهور الحركة الصهيونية وانقسام يهود فيانا إلى فئتين : فئة تحبذ الصهيونية وتدعو لها ، وفئة تشجبها … هذا لم يؤثر في التضامن القائم بينهم … أن انقسامهم مصطنع وأنهم يلعبون لعبتهم ، لا في النمسا فحسب بل في العالم كله . وهي لعبة سداها ولحمتها الكذب والرياء مما يتنافى والطهارة الخلقية [21] .
ويضيف ادولف هتلر عن نظرته لليهود :
ما من فعل مغاير للأخلاق وما من جريمة بحق المجتمع إلا ولليهود فيها يد ، واستطعت أن أقيس مدى تأثير " الشعب المختار " في تسميم أفكار الشعب وتخديره وشل حيويته ، بتتبعي نشاطه في الصحف وفي ميادين الفنون والآداب والتمثيل . فقد امتدالأخطبوط اليهودي إلى هذه الميادين جميعا وفرض سيطرته عليها ورسمها بطابعه … هذا التغلغل في كل ميدان من ميادين النشاط التوجيهي يشكل طاعونا خلقيا أدهى من الطاعون الأسود وأشد فتكا [22] .
ولتحويل اليهود إلى أناس غير شرعيين في ألمانيا ، حرمت النازية حوالي نصف اليهود من الوظائف العامة والخاصة والخدمة في الحكومة وحظر عليهم العمل في الصحافة والإذاعة والتعليم والمسرح والسينما والزراعة واخرجوا من الأسواق المالية ( البورصة ) عامي 1933 و1934 . وفي خطوات لاحقة وتنفيذا لكتاب هتلر " كفاحي " ، فقد صنف اليهود حسب قوانين نورمبرغ الصادرة في 15 أيلول 1935 ، إلى درجة رعايا لا مواطنين ، وفرض عليهم ارتداء ( شارات صفراء ) وكانت الهوية أو البطاقة الشخصية يوضع على غلافها الأول الحرف العبري ( J ) للتدليل على انهم يهود ، لتمييزهم عن غيرهم من السكان . وبهذا حرم اليهود من الجنسية الألمانية ، ومنع التزاوج بين اليهود والآريين وحظر على اليهود استخدام فتيات آريات دون سن الخامسة والثلاثين في بيوتهم ، وتتالت القوانين النازية لاستكمال قوانين نورمبرغ فوصل عددها إلى ثلاثة عشر قانونا . وبهذه الإجراءات العنصرية فان اليهود لم يتمكنوا من شراء الأطعمة والاشربة من الحوانيت الألمانية ، كشراء الخبز واللحم والألبان ، وكذلك منع اليهود من الإقامة في الفنادق الألمانية ، وكان يتم مشاهدة لافتات في الشوارع وعلى مداخل الأحياء والبقالات معنونة بعبارات : يمنع دخول اليهود ، ولافتات أخرى كتب عليها : يمنع على اليهود منعا باتا دخول هذه المدينة ، إذا دخل اليهود هذا المكان فعليهم أن يتحملوا مسؤولية هذه المجازفة [23] . وقد عملت النازية الألمانية ، كما رأينا ، على استبعاد اليهود من الحياة الألمانية العامة بحرمانهم العمل والشراء والبيع والكثير من الميادين العامة للامة الألمانية ، للأسباب التي أوردها هتلر في كتابه " كفاحي " ، ويدعي اليهود أن هتلر قتل منهم نحو ستة ملايين يهودي ، وهي عبارة عن دعاية غير مؤكدة ، صحيح انه قتل الآلاف منهم ، وقتل الآلاف بل الملايين من الشعوب الأوروبية أيضا ،( إذ قتل نحو خمسين مليون شخص في الحرب العالمية الثانية من جميع الدول المتحاربة ) الا أن عدد القتلى اليهود لم يبلغ العدد الضخم الذي يردده اليهود في كافة وسائل الإعلام اليهودية والعالمية التي يسيطرون عليها قديما وحديثا وفي الوقت المعاصر . فقد نشرت جريدة ( سبوتلايت ) الأمريكية تحت عنوان ( الدعاية اليهودية إلى أين تقودنا ولماذا تكذب علينا ) إن عملية الترويج اليهودية والصهيونية لمقتل الملايين على أيدي النازيين في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية غير صحيحة ، وان هذه الدعاية المغرضة بثها اليهود لجني أهداف سياسية واقتصادية وتسريع هجرة اليهود إلى فلسطين ، وأمريكا ، والحصول على تعويضات مالية من ألمانيا لإسرائيل والمناداة باللاسامية ضد اليهود بصورة مستمرة . وأشارت تلك الصحيفة الأمريكية إلى أن عددا من الضحايا اليهود المنشورة أسمائهم في جرائم النازية ضد اليهود ما زالوا أحياء ، منهم المسز ( سيمون فيل ) رئيسة البرلمان الأوروبي [24] .
إجمالا ، يمكن القول إن النازية الألمانية استطاعت أن تعيد حسابات معاهدة فرساي المذلة لها ، فألغى هتلر معاهدة فرساي في 16 آذار 1935 ، وأعلن إطلاق حرية بلاده في التسلح وصعدت ألمانيا النازية إلى مرتبة الدولة الأوروبية الأولى بعد إعادة التجنيد العسكري الإجباري للشباب الألماني ، وزحف الجيش النازي على النمسا وضمت للرايخ الثالث ( الرايخ باللغة الألمانية تعني الإمبراطورية ) بصورة رسمية في 15آذار 1938 . وقال هتلر عن عملية ضم النمسا : " يجب أن تعود النمسا إلى الوطن الألماني الكبير ، وذلك ليس بسبب بعض الأسباب الاقتصادية ، لا .. لا ، إن هذا الاندماج يجب أن يتم على كل حال ، ولو كان من الوجهة الاقتصادية غير هام ، بل وكان ضارا .. إن الدم الواحد هو للإمبراطورية الواحدة " [25] .
وضمت منطقة السوديت الألمانية إلى الرايخ الألماني في اتفاقية ميونخ في أيلول 1938 بين ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وإيطاليا ومزقت دولة تشيكوسلوفاكيا ، وعمل على إعادة تقسيم قارة أوروبا وفق تشكيلة جغرافية جديدة ، حسبما ترتأيه القوة النازية الصاعدة .
وكانت عملية غزو بولونيا ( بولندا ) في أيلول عام 1938 بأسلوب الضربات الخاطفة ، حتى لا يفيق العدو ولا ينتبه لما سيحل به ، بداية لنشوب الحرب العالمية الثانية . كما تعد عملية الغزو النازي لروسيا هي التي قصمت الظهر الألماني ، وبعد شن الحملات الحربية بالتعاون مع دول المحور ( إيطاليا الفاشية واليابان إضافة إلى ألمانيا ) على يوغوسلافيا وفرنسا ، واستعادة الحلفاء الغربيين سيطرتهم على ألمانيا ألقى الجيش النازي سلاحه في 29 نيسان 1945 . وحاصرت القوات الروسية مخبأ ادولف هتلر بدار المستشارية ودمرتها ، فكتب هتلر وصيته الأخيرة حيث جاء فيها إن قوات النازية ضعيفة وغير قادرة على الدفاع عن مدينة برلين عاصمة ألمانيا ولا تستطيع أن تصد الهجوم من العدو عن هذا المكان ، وبما أن كل مقاومة أصبحت لا جدوى منها ، فإنه سوف يبقى ليموت في مقره ، ولن يسمح لنفسه بأن يسقط حيا في أيدي الأعداء ، أولئك الأعداء الذين يبحثون عن مظاهر الدعاية التي يقوم بها اليهود . ولذلك قرر البقاء في برلين ، واختار الموت بمحض إرادته في اللحظة التي أسفر فيها وجوده كزعيم لا يمكن المحافظة عليه . وفي 30 نيسان 1945 أطلق الزعيم النازي ادولف هتلر النار على فمه من مسدسه الخاص ، وتناولت زوجته ( ايفا براون ) السم فماتت ، فنقلهما " الحرس الأسود " حرس هتلر الخاص ، وحفروا لهما حفرة وسكبوا عليهما النفط واحرقوهما في الحديقة القريبة من البناء وتحولت الجثتين إلى رماد . وكل ذلك حتى لا يقع هتلر أسيرا في أيدي الأعداء غير الجرمانيين ، فكانت عنصريته التي نادى بها تموج في دمه حتى آخر رمق من حياته وعند مماته أيضا . وبهذا ، فان هتلر حكم ألمانيا لمدة 12 عاما وأربعة اشهر ، ولم يستمر ( الرايخ الثالث ) الذي بناه هتلر – ذو الشهرة العالمية - وامتد أثره التسلطي العنصري في العالم من أقصاه إلى أقصاه ، زاعما التفوق والسمو فوق كافة الأجناس البشرية على وجه الكرة الأرضية ، إلى ألف سنة كما كان ينادي : " رايخ الألف سنة " .




أدولف هتلر وزوجته

وطويت صفحة من صفحات الأنظمة العنصرية ودعاتها في قارة أوروبا خاصة وفي العالم عامة 0 ولم تتحقق طموحات هتلر في أن يجعل الدولة الشعبية ذات الجذور التاريخية : ألمانيا سيدة العالم لمدة ألف عام ، فانعقف الصليب المعقوف عقفة كبرى إلى الأبد ، فكانت الفاجعة للشعب الألماني وللشعوب الأوروبية التي ابتليت بهذا المرض أو الوباء الاجتماعي العنصري الفتاك ، الذي فتك بالدعاة وبمن حولهم ودمر ملايين البشر دونما فائدة أو سبب حقيقي سوى التعصب للعنصرية .
ومهما طال الزمن الذي تتركز وتتجذر فيه العنصرية أو التفرقة الاجتماعية فإنها ستسقط لا محالة ، إن عاجلا أو آجلا ، كأوراق الشجر في فصل الخريف . وقد بدأ التصدع يخر في جسم التفرقة العنصرية في كافة أنحاء العالم بفعل عوامل محلية وإقليمية ودولية ، لأنها تقوم على عدم المساواة والاستعباد والحط من الكرامة الإنسانية وانتقاص الحقوق الإنسانية الأساسية ، ولا تعير العدالة الاجتماعية أهمية تذكر بين الأجناس والعناصر المختلفة باختلاف الوانهم ولغاتهم وأصولهم ومنابتهم الوطنية والقومية . فالتمييز يحمل في طياته بذور الاندثار النهائية منذ قيامه ، فيدمر القوة التي تنادي بنظرية التفوق أو " النقاء العرقي " ، ويسبب مآس كبيرة لأفراد الشعب أو الجماعة ماديا ومعنويا ، وذلك بعد أن يقضي سنوات أو بعض العقود في نشوة العنصرية الظالمة التي تقوم على استعباد الآخرين والحط من كرامتهم .
أما المساواة بين الناس وتطبيق مبادئ العدالة الاجتماعية فانهما يبقيان في الأرض فترة زمنية أطول ، وقد دلت قرائن المساواة والعدالة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات القديمة والمعاصرة ، على مر التاريخ الإنساني ، أنها الأكثر بقاء وديمومة . أما العنصرية فإنها الأكثر دموية وتعصبا للذات الفردية أو الجماعية أو المجتمعية ، وبالتالي تحمل بذور فنائها بفنائها ذاتيا . والمساواة الإنسانية هي الحل الأمثل لاندماج الجماعات فيما بينها دون تمييز أو مفاضلة عنصرية ، ليعيش الجميع في حياة حرة كريمة ، تتساوى فيها الحقوق والواجبات عند الجميع .
فالنازية مثلا ، عاشت فترة تزيد عن خمسة وعشرين سنة بقليل ، ثم تلاشت واختفت وجرت خلفها ويلات وحروب بدعوى السيطرة للعنصر المتفوق حامل لواء الحضارة والتقدم في النطاق العالمي أو الإقليمي أو المحلي المحدود . فقد تبنت النازية نظرية المجال الحيوي ، التي تتيح المجال أمام العنصر الجرماني للتحكم بالشعوب الأخرى ، بأي ثمن كان ، ومهما كانت النتائج . وتجدر الإشارة إلى أن بذور العنصرية ، تبقى موجودة بين ظهراني الشعب أو الجماعة أو الأمة التي تدعي التفوق والاستعلاء ، الا أنها تظهر وتختفي بين الحين والآخر ، حسب الظروف والأوضاع المؤاتية ، وبروز رموز قومية من الرجال أو القادة الذين ينادون بأحياء الأمجاد القديمة . عن ذلك يقول ( ليريس ) : " لقد ظن أن العنصرية قد ماتت بسقوط هتلر ، ولكنها كانت نظرة ضيقة ، غاب عن ذهن أصحابها أن فكرة التفوق العنصري متأصلة في غالبية البيض ، حتى عند الذين يعتبرون أنفسهم أقل عنصرية " .
وأخيرا ، فان الدعاية النازية الألمانية تظهر وتختفي في ألمانيا حتى أيامنا هذه ولكن بصورة خافتة عن النسخة الأصلية الأولى التي عمرت في النصف الأول من القرن الماضي .
----------------------------------
[1] أطلس العالم ، جمهورية ألمانيا الموحدة ( بيروت : مكتبة الصغار ، 1996 ) ، ص 191 .
[2] جواهر لال نهرو ، لمحات من تاريخ العالم ، ترجمة : لجنة من الأساتذة الجامعيين ( بيروت : منشورات دار الآفاق الجديدة ، 1983 ) ، ص 473 .
[3] فرانسوا شاتليه ، واليفيه دوهاميل ، وايفلين بيزيه ، معجم المؤلفات السياسية ، ترجمة : محمد عرب صاصيلا ( بيروت : المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر ، 1997 ) ، ص 1135 .
[4] أحمد قدامة ، رجال السياسة في الشرق والغرب ( دمشق : المطبعة الهاشمية ، 1939 ) ، ص 36 – 39 .
[5] أدولف هتلر ، كفاحي ، ترجمة : لويس الحاج ، ط . 2 ( بيروت : دار صادر للطباعة والنشر ، 1995 ) ، ص 253 .
[6] تاريخ العالم ، القائد العنصري ، أدولف هتلر ، قرص حاسوب ثابت .
[7] عمر الخطيب ، نظرات إسلامية ، مرجع سابق ، ص 80 .
[8] أدولف هتلر ، كفاحي ، مرجع سابق ، ص 12 .
[9] فرانسوا شاتليه وآخرون ، مرجع سابق ، ص 1140 .
[10] عبد العزيز سليمان نوار ، وعبد المجيد نعنعي ، التاريخ المعاصر – أوروبا من الثورة الفرنسية إلى الحرب العالمية الثانية ( بيروت : دار النهضة العربية ، 1973 ) ، ص 564 .
[11] المرجع السابق ، ص 565 .
[12] جواهر لال نهرو ، لمحات من تاريخ العالم ، مرجع سابق ، ص 478 .
[13] عبد العزيز سليمان وعبد المجيد نعنعي ، مرجع سابق ، ص 573 .
[14] جواهر لال نهرو ، لمحات من تاريخ العالم ، ص 481 .
[15] لويس ل. شنايدر ، العالم في القرن العشرين،ترجمة : سعيد السامرائي ( بيروت : منشورات دار الآفاق الجديدة ) ص 128
[16] أدولف هتلر ، كفاحي ، ص 161 – 162 .
[17] المرجع السابق ، ص 163 .
[1] المرجع السابق ، ص 163 – 164 .
[18] المرجع السابق ، ص 169 .
[19] وليام شيرر ، تاريخ ألمانيا الهتلرية ، ترجمة : خيري حماد ( بغداد : منشورات مكتبة المثنى ، 1962 ) ، ص 180 .
[20] أدولف هتلر ، المرجع السابق ، ص 19 .
[21] المرجع السابق ، ص 19 – 20 .
[22] وليم شيرر ، تاريخ ألمانيا الهتلرية ، مرجع سابق ، ص 427 – 428 .
231] عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ، مكايد يهودية عبر التاريخ ( دمشق : دار القلم ، 1992 ) ، 394 – 396 .
[24] أحمد قدامه ، رجال السياسة في الشرق والغرب ، مرجع سابق ، ص 56 .
[25] وليام شيرر ، تاريخ ألمانيا الهتلرية ، مرجع سابق ، ص 27 .
نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي


تحية هتلر العسكرية









نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي



نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي

نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي



نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقي
[/color]

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire