mardi 17 mai 2011

نازي‮ جديد في‮ المانيا

نازي‮ جديد في‮ المانيا
المقال| ايكتبه اليوم: رابح بوكريش
05-05-2011


كم منا‮ يعرف أن العرب ذات‮ يوم حكموا امبراطورية الرومان الواسعة؟ لكن ذلك ماحدث بالفعل‮. فخلال خمس‮ ‬سنوات‮ (٤٤٢‬م‮ - ٩٤٢‬م‮) كان قيصر الرومان عربيا من سوريا‮ يعرفه المؤرخون بإسم فيليب العربي،‮ لم‮ يكن فيليب‮ يتقلد مجرد لقب قيصر بل كان قائدا قويا وهو الذي‮ تصدى لغزوات القبائل الجرمانية من الشمال وهجمات الفرس من الشرق وقد كان عهده بالرغم من جميع المشاكل عهد قوة وسلام ورخاء لم تعرف الامبراطورية الرومانية مثله خلال أيامها الباقية‮. وها هم أبناء هذه الامبراطورية‮ يردون الجميل للمسلمين بأفكار عنصرية متطرفة والدليل ما جاء‮ ‬في‮ الكتاب الذي‮ صدر حديثا في‮ ألمانيا وأثار موجة من الانتقادات وضجة كبيرة في‮ الاوساط السياسية المحلية والعالمية نظرا للمركز الهام الذي‮ يحتله مؤلفه،‮ وقد ردت الحكومة الالمانية بلهجة حادة على تصريحاته‮ ‬وعكس ذلك فقد اطلقت دار النشر التي‮ صدر عنها الكتاب حملة واسعة للترويج لهذا الكتاب كما رد نائب المجلس الاعلى لليهود على ما جاء فيه بقوله‮ ''‬المؤلف تجاوز الخط الاحمر وأفكاره تعود لمبادئ عنصرية ونازية‮''.
الكتاب‮ يحتوي‮ على‮ ٤٦٤ صفحة وأهم المواضيع‮ ‬التي‮ تناولها‮ ‬المؤلف الذي‮ له مكانة خاصة في‮ الاوساط السياسية وهو رجل قوي‮ وسبق له ان شغل منصب هاما‮ (‬وزارة المالية‮):
‮ ١ - ‬تدهور عدد المواليد الالمان‮
‮ ٢ - ‬زيادة عدد المواليد المسلمين والعرب‮
‮ ٣- ‬تناقص الذكاء الالماني‮
‮ ٤ - ‬دعا الى منع‮ ‬جلب الزوجات المسلمات إلى ألمانيا‮
‮ ٥ - ‬العرب والمسلمون لا‮ يهتمون بتعليم ابنائهم‮ ‬
‮٦ - المسلمنٍ‮ يعيشون عالة على الاقتصاد الالماني
‮٧ - اليهود‮ يشتركون في‮ جين واحد وغيرها من المواضيع العنصرية
ومع احترامي‮ لكل انسان ألف كتابا،‮ وبحكم انني‮ لم أقراء تفاصيل الكتاب بعد الا انني‮ استطيع أن اناقش بعض الامور التي‮ جاءت في‮ مواضيعه لأننا أمام حالة تتطلب من كل القوى الثقافية الحية في‮ العالم الاسلامي‮ والعربي‮ واليهودي‮ أن تتصدى لهذه الافكار العنصرية ونحاربها بأقلامنا وهو أضعف الايمان‮ .
اولا فيما‮ يتعلق بتدهور عدد المواليد الالمان‮ ‬اقول بأن الدولة الالمانية لم تجبر المواطن الالماني‮ على ذلك فهو اختياره الشخصي‮ وبموافقة الزوجة طبعا،‮ وهل تعلم أن سبب تدهور عدد المواليد في‮ بلادك‮ يعود بالدرجة الاولى الى العامل الاقتصادي‮ حيث ان الشخص الالماني‮ معروف عنه انه انسان‮ يحب نفسه أكثر من اللازم ويفضل توفير بعض الاموال للعطلة الصيفية أحسن من أن‮ يصرفها على الاولاد أي‮ يريد أن‮ يعيش بأمواله لوحده لا‮ يشرك فيها أحدا بما في‮ ذلك الاولاد،‮ ‬وقد ناقشت هذا الموضوع مع احد الالمان عندما سألته عن الزواج فقال هذا الامر‮ يتعلق بكم أنتم في‮ العالم الثالث أما نحن فإننا نريد ان نعيش حياتنا حرة وبدون مسؤوليات وأن الزواج والاطفال هي‮ مشكة كبيرة لا انوي‮ القيام بها وهناك ألماني‮ آخر عندما زرته في‮ بيته وجدته‮ يحضر الغداء ويغسل الثياب فقلت له لو كنت متزوجا لما كنت في‮ هذه الحال،‮ فقال أية حال؟ قلت له تحضير الغداء وغسل الثياب فقال لي‮ افضل ان اقوم بهذه الاعمال لوحدي‮ و لا استطيع ان اعيش مع انسان آخر في‮ غرفة واحدة‮. صدمني‮ بهذه الأجوبة فعرفت حينها أنه‮ ‬يفضل العيش وحيدا لذلك‮ غيرت الموضوع‮.‬
أما العربي‮ أو المسلم فهو‮ يفضل أن‮ يعيش مع اسرة ويتفانى في‮ خدمتها،‮ لذلك فهو متناقض مع الالماني‮. اما فيما‮ يتعلق بالذكاء الالماني‮ فأعتقد ان هذه الفكرة تنبع من أفكار عنصرية ومؤيدة لفكرة شعب الله المختار التي‮ تدعيها النازية،‮ أما فيما‮ يتعلق بقولك‮ يجب منع جلب الزوجات المسلمات الى ألمانيا،‮ فهذا‮ يتنافى مع حرية الاختيار وحرية الفرد في‮ اختيار زوجته،‮ فهل المسلم مجبر‮ ‬أن‮ يحب الألمانية ويتزوجها؟ إنه منطق لا‮ يليق بشخص‮ يدعي‮ الديمقراطية،‮ ورغم ذلك فإن هناك الكثير من الألمان الذين تزوجوا بمسلمات أو عربيات ولهم ما شاء الله من الاطفال فكيف‮ يفسر كاتبنا الكبير ذلك‮. اما قولك أن الجاليات المسلمة والعربية لا تهتم بتعليم أبنائها فهو قول‮ غير صحيح على الاطلاق وكم من طبيب وعالم واستاذ جامعي‮ هم من ابناء المهاجرين من جهة ومن جهة اخر فإن دينهم‮ يحثهم على ذلك،‮ ام اكبر خطأ وقع فيه المؤلف فهو تقسيم المجتمع الى اذكياء وأغبياء‮. والسؤال المطروح في‮ هذا الصدد هل نعتبر الشخص الذي‮ يريد أن‮ يعيش بمفرده ذكيا والانسان الذي‮ يعيش مع اسرته‮ غبيا؟
إننا لا نستطيع أن نحدد الذكاء بهذه الطريقة فهناك في‮ ألمانيا أبناء فلاحين اصبحوا علماء وأبناء علماء لا وظيفة لهم‮.‬
خلاصة القول‮: إن موجة العنصرية الآخدة في‮ الاتساع في‮ العالم الغربي‮ تدل على ان العالم‮ يسير نحو تدمير نفسه بنفسه‮. ففي‮ هذه السنة لوحدها نظمت جهات امريكية‮ ‬توصف بأنها‮ يمينية متشددة و عنصرية،‮ مظاهرات سميت‮''‬استعادة الشرق‮ '' دعا إليها الاعلامي‮ اليميني‮ المحافظ‮ غلين بيك واحتشد لها عشرات الالاف من المناصرين وهناك ميليشيات مسلحة متطرفة‮ يزداد عدد افرادها‮ يوما بعد‮ يوم في‮ الولاية الامريكية المتحدة،‮ كما تعرف فرنسا هذه الايام‮ غليان الجمعيات والمنطمات‮ غير الحكومية التي‮ تتجند للاحتجاج على مشروع القانون المتعلق بالهجرة والاندماج والجنسية وهو قانون‮ يستهدف بالدرجة الاولى الجالية الجزائرية،‮ والاعمال المسيئة للمسلمين في‮ اوربا تزداد‮ يوم بعد‮ يوم واخرها فيلم من الرسوم المتحركة‮ يدعو الى قتل المؤذن وتحطيم المساجد وغيرها من الاعمال العنصرية‮. وحتى في‮ روسيا ظهرت مجموعة عنصرية متشددة تعمل على ارهاب المهاجرين العرب وفي‮ بعض الاحيان الاعتداء عليهم،‮ كما حدث لتجار الشاورما‮. فهل سمع الذين‮ يدعون أنهم في‮ خدمة الثقافة الإسلامية بالكتاب؟‮


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire