lundi 30 mai 2011

11 سبتمبر صور جديدة

11 سبتمبر صور جديدة
كشفت شرطة نيو يورك عن صور لأحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تنشر من قبل

vive türkie

 
مسؤول تركي: رفض المانيا وفرنسا لانضمام تركيا الى الاتحاد نابع من العنصري
وعزا باتو سبب رفض ميركل عضوية تركيا للاتحاد الاوروبي الى روح العنصرية لكونها تنحدر من شرق المانيا المعروف عنها بالعنصرية حسب قوله.
عزا النائب السابق في البرلمان التركي اينال باتو سبب رفض بعض الدول الاوروبية لانضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي الى دافع العنصرية السائدة في الساحة السياسية، رافضا مثل هذه السياسة المبنية على الحقد كما صرح النائب السابق باتو.

وقال باتو في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاثنين: ليس من المستغرب بالنسبة لتركيا بان تعلن المستشارة الالمانية انجيلا ميركل رفضها طلب تركيا للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وعزا باتو سبب رفض ميركل عضوية تركيا للاتحاد الاوروبي الى روح العنصرية لكونها تنحدر من شرق المانيا المعروف عنها بالعنصرية حسب قوله.

وحول رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي لهذا الطلب قال باتو: "ان ساركوزي رغم ادعاءه بالوطنية والقومية، الا انه من اصل يهودي يقدم المصالح الاسرائيلية، مضيفا ان مواقفه العنصرية معروفة لدى الجميع".

وتابع ان سبب رفض ساركوزي عضوية تركيا الى الاتحاد الاوروبي هو من اجل انها دولة مسلمة واغلب سكانها من المسلمين، اضافة الى اهمية موقعها الجغرافي ولكونها جارة لايران وسوريا والعراق، واصفا اسلوب ساركوزي ازاء تركيا بالعنصري وانه مرفوض جملة وتفصيلا.

ووصف النائب السابق تصريحات ميركل وساركوزي بالخطير وانه نابع مما يضمرانه من حقد تجاه تركيا، معتبرا ان تركيا غير مستغربة من هذه المعارضة لاختلاف الثقافات بين تركيا من جهة والدول الاوروبية من جهة اخرى.

هذا وكان كل من المستشارة الألمانية انجيلا ميركل والرئيسِ الفرنسي نيكولا ساركوزي اعربا عن رفْضهما الصريحِ انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي.

وقالت ميركل خلال لقاء مشترك في برلين إنه لا جدوى من وراء توسيع الاتحادِ الأوروبي، ولكنها جددت دعوتها لمنح أنقرة شراكة مميزة مع الاتحاد.

بدورِه أكد ساركوزي أن أوروبا بلا حدود ستكون بلا مبادئ، مضيفاً أن على الاتحاد الأوروبي التوقف عن إعطاء تركيا وعوداً بالإنضمام اليه.
العالم الاخباري

ألمانيا: مؤتمر عن عنصرية الصحافة ضد الإسلام








موقع هابيرلير

خبر مترجم من اللغة التركية
عُقِد مؤتمر حول العنصرية ضد الإسلام في الصحافة، بمبنى "اتحاد النقابات" في مدينة "بريمن" الألمانية، كانت الدكتورة "سابينا شيفر" هي المتحدثة خلال المؤتمر، والدكتورة "سابينا شيفر" هي رئيسة ومؤسسة معهد "المسؤولية الصحفية" الموجود بمدينة "أرلانغين" بولاية "برافيا" الألمانية.

قالت الدكتورة "سابينا شيفر": إن العنصرية ضد الدين الإسلامي لم تبدأ في 11 سبتمبر 2001 كما يعتقد الناس، وإنما كانت قد بدأت قبل ذلك بكثير؛ حيث كانت الصحافة الألمانية خلال تسعينيات القرن العشرين تعرض للإسلام والمسلمين بذكر صفات سلبية حولهم.

وأوضحت الدكتورة "شيفر" أنه كان يتم ربط الأحداث والوقائع السيئة بالإسلام والمسلمين، على الرغم من عدم وجود أية أسباب أو دلائل على تورطهم فيها، ويتم تحميلهم مسؤولية هذه الأحداث، ودعمت الدكتورة "سابينا شيفر" ما تقوله بأمثلة من الصحافة نفسها.

ووصفت "سابينا شيفر" بعض الجمعيات والشركات الإعلامية القابضة بأنها تمثل القوة الخامسة في المجتمع، وهم يحاولون توجيه الفكر العام في المجتمع عن طريق سياساتهم الإعلامية.

وأكدت أنهم يصبغون المشكلات السياسية والاجتماعية بالصبغة الدينية عن قصد لينتقدوا الدين الإسلامي، وهذا يعد وسيلة هامة لخلق عدو جديد.

وردًّا على الأسئلة المطروحة خلال فترة النقاش في المؤتمر، قالت "سابينا شيفر": إنه بعد انتهاء الحرب الباردة اتجه الجميع للبحث عن عدو جديد، وتمثَّل هذا العدو في الإسلام، وأوضحت أن رسالة "ساموئيل فيليبس هونتينغتون" – مستشار وزير الخارجية الأمريكي السابق - المسماة "حرب الثقافات" تعد دليلاً على ذلك، أما هذا النوع الجديد من العنصرية فلا يقتصر على الطبقات البسيطة في المجتمع فحسب كما كان الحال قديمًا، وإنما تَطَرَّق إلى الطبقات الوسطى المتعلمة. المصدر: شبكة الألوكة.
المصدر: طريق الخلاص

mardi 24 mai 2011

كتاب كفاحي 2011

 
 
 
 
كتاب كفاحي
تأليف: أدولف هتلر
الفصل الأول: طفولتي:

يبدو وكأن القدر تعمد اختيار براوناو موقعًا لأولد فيه: فتلك المدينة الصغيرة تقع على الحدود بين دولتين سعينا نحن الجيل الجديد لتوحيدهما بكل ما لدينا من قوة.

فلا بد من عودة ألمانيا النمساوية للوطن الأم، وليس بسبب أي دوافع اقتصادية. بل أنه ألحق الإتحاد أضرارًا اقتصادية، فلا بد منه. دمائنا تطلب وطنًا واحدًا، ولن تستطيع الأمة الألمانية امتلاك الحق الأخلاقي لتحقيق سياسة استعمارية حتى تجمع أطفالها في وطن واحد. وفقط حين تشمل حدودنا آخر ألماني، ولا نستطيع تأمين رزقه، سنمتلك الحق الأخلاقي في احتلال أراضي أخرى بسبب معاناة شعبنا. سيصير السيف أداة الحرث، ومن دموع الحرب سينبت الخبز للأجيال القادمة. وهكذا يبدو لي أن هذه القرية الصغيرة كانت رمزًا للمسئولية الغالية التي أنيطت بي.

ولكن هنالك صورة بائسة أخرى تذكرنا تلك المدينة بها. فقبل مائة عام، كانت مسرحًا لكارثة مأساوية ستخلد في صفحات التاريخ الألماني. فحين انحطت الأوضاع إلى أسوأ حال ممكن تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، استشهد جوهانا، بائع الكتب، في سبيل الوطن الذي أحبه. وقد رفض التخلي عن شركائه وشجب الذين كانوا أفضل منه في قدراتهم. وقد أبلغ أحد ضباط الشرطة الألمان عنه الفرنسيين، وبقي العار ملحقاً باسمه حتى الساعة.

في هذه المدينة الصغيرة، المضيئة ببريق الشهادة في سبيل الوطن، والتي حكمتها النمسا وإن كان دم شعبها ألمانيًا، عاش والدي في آواخر الثمانينات من القرن الماضي: وبينما كان والدي موظفاً حكومياً، رعت أمي أفراد الأسرة. ولم يبقَ حالياً في ذاكرتي سوى القليل عن هذا المكان لأننا سرعان ما رحلنا منه لبلدة باسو في ألمانيا.

وخلال تلك الأيام كان التنقل مصيرًا محتومًا على الموظف. وهكذا انتقل والدي مرة ثالثة إلى لينز، وهناك أخيرًا تمت إحالته على التعاقد. ولكن ذلك لم يعنِ له الراحة أبدًا. فمنذ طفولته كان لا يطيق البقاء في المنزل بلا عمل، وهرب في سن الثالثة عشر إلى فيينا وتعلم حرفة وحصل على التجربة والنجاح قبل سن السابعة عشر، ولكنه ما اقتنع بكل هذا، بل أن معاناة الأعوام الأولى دفعته للسعي وراء مستقبل أفضل. وهكذا بحث على وظيفة حكومية، وبعد عشرين عامًا من الصراع الدؤوب، عثر عليها. وهكذا حقق قسمه القديم، وهو ألا يعود لقريته الصغيرة إلا بعد أن يكون قد كوّن نفسه.

حقق الرجل حلمه، ولكن لا أحد في القرية تذكر الطفل الذي هاجر، بل وبدت له قريته غريبة تمامًا، وكأنه يراها لأول مرة. وأخيرًا، وفي سن السادسة والخمسين، بعد تقاعده، ما استطاع احتمال الفراغ، فاقتنى مزرعة وعمل في زراعتها كما فعل أجداده من قبل.

وخلال تلك الفترة تكونت داخلي بوادر الشخصية الأولية. اللعب في الحقول، المشي إلى المدرسة، وخصوصًا الاختلاط مع أصدقائي العنيفين الذين أقلقت علاقاتي معهم والدتي، كل هذه الأمور جعلتني من النوع النشيط الذي لا يرتاح للبقاء في المنزل. وبالرغم من عدم تفكيري بالحرفة المستقبلية، ما كانت عواطفي أبدًا تتجه نحو المسير الذي اتخذه والدي لنفسه. أؤمن بأني حتى آنذاك تمتعت بقدرات بلاغية مميزة ظهرت في شكل حوارات عنيفة مع زملاء الدراسة. بل وبت زعيمًا لمجموعة. ونجحت في المدرسة بالفعل، ولكني كنت شديد المراس. اشتركت في النشاطات الكنائسية، وأسكرتني عظمة هذه المؤسسة العريقة. وبدا لي القس مثالاً لما ينبغي أن أكونه، كما بدا لوالدي من قبل. ولكن الأخير فشل في التعامل مع قدرات ابنه البلاغية وما استطاع تصور مستقبل ممكن له، بل وأقلقه هذا الوضع كثيرًا.

هذا الحلم الكنائسي تخلى عني سريعًا، بعد أن عثرت على بعض الكتب العسكرية التي وصفت المعارك بين فرنسا وألمانيا عام 1870 - 71. عشقت هذه النصوص، وصارت الصراعات البطولية والنشاط الفكري والخيالي هو الأساسي لكياني. ومنذ ذلك الوقت صرت أعشق كل ما له علاقة بالجنود. ولكن الأسئلة الصعبة بدأت تفرض نفسها على فكري: هل هناك فوارق بين الألمان الذين خاضوا تلك المعارك والآخرين؟ ولماذا لم تشترك النمسا فيها؟ ولماذا لم يطلب من والدي الاشتراك؟ ألا ننتمي جميعاً لذات الوطن؟ ألا ننتمي سوية؟ بدأت هذه التساؤلات تشغل بالي لأول مرة. طرحت الأسئلة وأجابوني بحذر قائلين إن الألمان غير المحظوظين لا ينتمون لذات الدولة التي أسسها بسمارك.

وكان هذا الوضع عسيرًا على الفهم.
ثم قالوا لي أن الأوان قد حان للذهاب للمدرسة الثانوية.
أكد والدي أنه يرغب في أن أذهب لمدرسة خاصة لإعداد الموظفين. فهو -بسبب تجاربه الحياتية- ما رأى طائلاً وراء المدارس العادية. كانت رغبته هي أن أصير موظفًا حكوميًا مثله، بل أفضل لأنني كنت سأتعلم من أخطائه وأستفيد من تجاربه.

لأنه تصور استحالة أن أرفض السير على دربه، كان قراره واضحًا، مؤكدًا. معاناة عمر طويل ومشاق الحياة وهبته طبيعة متعسفة. وبدا له من المستحيل أن يترك الأمر لابنه غير المجرب، الغير قادر على احتمال المسئوليات. بل وتصور أنه سيكون مذنبًا إن لم يستخدم سلطته لتحديد مستقبله، ورأى أن هذه مسئولية تحتمها عليه الوظيفة الأبوية.

ومع ذلك سارت الأمور بطريقة مغايرة: فقد رفضت الفكرة بشكل قاطع، وما كان عمري أكثر من إحدى عشر سنة. ولم ينجح الترغيب أو الترهيب كليهما في تغيير رأيي. وكل مساعي والدي الذي قص علي قصصاً عن تجاربه في العمل، راجيًا أن أقنع به وأحبه، أدت لنتائج عكسية.

تثائبت واهنًا إذ تصورت أنني سأقضي العمر أمام مكتب، بدون أن يكون وقتي ملكًا لي، قاضيًا حياتي في تحويل الدنيا إلى فراغات يقوم أحدهم بملأها في صورة طلب أو وظيفة. وأي أفكار كان يمكن لمشهد كهذا أن يخلقه في نفس طفل طبيعي؟ الوظائف المدرسية كانت سهلة، وامتلكت الوقت الحر لدرجة أن الشمس عرفتني أكثر من حيطان حجرتي. وحين يبحث أعدائي السياسيين في الماضي البعيد، ويعثرون على ما يؤكد أن هتلر كان طفلاً شقيًا، أشكر الله على أنهم قد أعادوا لفكري ذكريات بعض تلك الأيام السعيدة. الغابات والحقول باتوا حلبات الصراع التي قضيت فيها حياتي.

والمدرسة الجديدة لم تغير هذا الوضع.
وطالما كانت معارضتي الأساسية لفكرة والدي نظرية، استطعنا التعايش سويًا. فقد احتفظت بآرائي الخاصة، وما خالفته بصوت مرتفع. ولكن -وفي سن الثانية عشر- بدأت أطمح في أن أصير رسامًا. ومع أن والدي كان يشجع هذه الهواية، إلا أنه لم يتصور أبدًا أن أسير في هذا الاتجاه.
-"رسام"؟

تشكك حتى في عقلي، وربما تصور أنه لم يفهم ما أعنيه. ولكن بعد أن فهم، عارض الفكرة بكل ما في طبيعته من عناد. "رسام! فقط بعد موتي". ولكنة اكتشف أن ابنه قد ورث منه نفس العناد. وهكذا بقي الحال زمنًا طويلاً. وما كانت النتائج طيبة. فقد أصابت المرارة نفس الرجل الكبير، وما كان باستطاعتي الرضوخ له. وهكذا حين أكد استحالة دراستي للفن، قررت إيقاف الدراسة بشكل عملي، متصورًا أنه حين سيرى فشلي الدراسي، سيسمح لي بالسير في الاتجاه الذي أختاره. كانت نتائجي المدرسية آنذاك غير طبيعية. فكل ما له علاقة بالرسم جلبت فيه أفضل النتائج، وفي الباقي أسوأها. ولكن انجازاتي كانت مميزة في حقلي الجغرافيا والتاريخ الألمانيين، لأنني عشقت هاتين المادتين وكنت أفضل التلاميذ فيهما.

وحين أتطلع لتلك المرحلة الآن، بعد مرور السنوات الكثيرة، ألاحظ حقيقتين هامتين: فأولاً، صرت قوميًا، وثانيًا، تعلمت معنى التاريخ. ففي دولة متعددة الأجناس كالنمسا، كان من الصعب جداً أن يعرف المرء معنى الانتماء لألمانيا. فبعد المعارك الفرنسية الألمانية، قل الاهتمام بالألمان في الخارج، ونَسَيَّهم البعض تمامًا. ومع ذلك، فلو لم يكن الدم الألماني طاهرًا قويًا، لما استطاع العشرة مليون ألماني ترك بصمته واضحة جلية في دولة تتكون من أكثر من خمسين مليون نسمة، لدرجة أن الناس تصورت أن النمسا كانت دولة ألمانية مستقلة.

القليلون أدركوا قسوة الصراع الوحشي الذي خضناه للحفاظ على اللغة الألمانية، المدارس الألمانية، والأسلوب الخاص للحياة. اليوم فقط، حين يحلم الملايين من الألمان بالعودة للوطن الأم، ساعين على الأقل للحفاظ على لغتهم القوية، يدرك جل الناس صعوبة هذا الصراع، وربما يقدر بعضهم أهمية هؤلاء الأفراد الذين حموا الوطن من الهجمات من الشرق، وحاربوا من أجل إبقاء اللغة المشتركة حين لم تهتم الحكومات الألمانية بالمستعمرات البعيدة، متناسية معاناة الألمان في الجوار. وحتى الأطفال اشتركوا في الصراع القومي. اذ رفضنا ترديد الأغاني غير الألمانية، وارتدينا الثياب التقليدية، بالرغم من التهديد والعقوبات. فمنذ طفولتي لم يعنِ شعور "الوطنية" أي شيء لي، بينما عنت المشاعر القومية كل شيء.

وقد كانت دراسة التاريخ دافعًا قويًا لخلق الحس القومي، نظرًا لعدم وجود تاريخ نمساوي مستقل. بل إن مصير هذه الدولة مرتبط بألمانيا لدرجة أن ظهور تاريخ نمساوي خاص يبدو مستحيلاً. فتقسيم ألمانيا لموقعين هو في حد ذاته جزء من التاريخ الألماني.

ضرورة توحيد الألمان والنمساويين كانت نتيجة حلمًا بقي في قلوب الجماهير بسبب تذكرها للتاريخ الذي كان بئرًا لا ينضب. وخاصة في أوقات النسيان، سما التاريخ فوق الثراء المرحلي وهمس الماضي للشعب بأحلام المستقبل.

تعليم التاريخ في ما يسمى المدارس الثانوية لا يزال حتى اليوم في حال يرثى لها. والقلة من الأساتذة تفهم أن الهدف من دراسته ليس حفظ أرقام أو تواريخ، مثل يوم معركة، أو ساعة ميلاد زعيم، أو حتى حين وصول ملك للسلطة. فمعرفة التاريخ يعني معرفة القوى التي تسبب النتائج المسماة أحداثًا تاريخية.
والمعرفة هي: القدرة على تذكر الأساسي، ونسيان كل ما هو غير ضروري.

وقد يكون أحد أهم أسباب تشكيل شخصيتي الحالية دراستي للتاريخ مع أحد القلة الذين عرفوا هذه القواعد وراعوها في التدريس، الأستاذ ليوبلد بوتش. فقد كان ذلك الرجل العجوز خيرًا متقنًا لمادته، وتمتع أيضًا بقدرة بلاغية مميزة سحرت اللب وجعلتنا، ونحن نستمع لبعض قصصه، ننسى الحاضر، وكأنه ساحر يأخذنا لعصور ماضية، عبر ضباب عشرات السنين، صانعاً من الأحداث التاريخية واقعًا معاشًا. وقد كنا من المحظوظين جدًا لأن هذا المدرس عرف كيف ينير الماضي بأمثلة من الحاضر، وكيف يجلب من الماضي وقائع تلقي الضوء على الحاضر. ونتيجة لهذه القدرة فهم أكثر من غيره المصاعب التي نعانيها، واستغل مشاعرنا القومية لتقويمنا، مستنشدًا بإحساسنا بالشرف للانتماء للوطن. وبهذه الطريقة نجح في تهذيبنا بشكل أفضل من أي أسلوب آخر.

هذا المدرس جعلني عاشقًا للتاريخ. وهكذا بت ثوريًا بدون أن يسعى هو متعمدًا لذلك. فمن يستطيع دراسة التاريخ الألماني مع أستاذ كهذا بدون أن يكره الدولة التي كادت تدمر مصير الأمة؟

ألم نعرف أن النمسا ما حملت للألمان سوى البغضاء؟ ألم نشاهد أفعالهم كل يوم؟ في الشمال والجنوب كان سم الدول الأخرى يدمر جسد وطننا، وحتى فيينا تم تحويلها لمدينة لا ألمانية. فقد حاولت الأسرة الحاكمة جلب سكان البلاد الأخرى، وخصوصاً التشيك، بقدر الاستطاعة، وكان مقتل السيد فرانسز فوردناد، عدو الألمان الأول، على أيديهم دلالة على عدالة الرب الأزلي.

كانت الأثقال التي ناء بحملها الشعب الألماني هائلة، إذ دفعوا المال والدم، وبلا فائدة. ولكن ما أغضبني ادعاء أن كل هذا نتج عن علاقات متميزة بين ألمانيا والنمسا، نتج عنها أن الشعب الألماني تم تدميره بموافقة من الحكومة الألمانية ذاتها. وكانت نتيجة هذا النفاق هو ازدياد الكراهية للحكومة الألمانية لدرجة الازدراء. ولكن حكام ألمانيا ما فقهوا كل هذا، ومثل رجل أعمى، عاشوا بجوار الجثة متصورين في سكون الموت ساعة ميلاد حياة جديدة. وهذا التصور الخاطيء أدى للحرب العالمية الأولى والدمار الناتج عنها.

أدركت في هذه الفترة أن الأمة الألمانية ستبقى فقط لو تم تدمير النمسا، وما هو أهم، أن الحس القومي يتعارض كلية مع مشاعر التبجيل للملك. عرفت أن هذه الأسرة الحاكمة لا هدف لها سوى إخماد نار الأمة الألمانية. ومع ذلك أحببت النمسا كجزء من الوطن الأم.

طبع التفكير التاريخي الذي تعلمته خلال هذه الأيام ما هجرني أبدًا بعد ذلك. بات التاريخ العالمي موردًا لا ينضب عرفت عن طريقه مغزى الأحداث المعاصرة. وهكذا تحولت باكرًا إلى سياسي ثائر.

ما كان المسرح سيئًا في شمال النمسا. فقد شاهدت المسرحيات المختلفة في سن الثانية عشر، وبعض أعمال الأوبرا كذلك.

كل هذه العوامل دفعتني لرفض العمل الذي أراد والدي إعدادي له. أيقنت أنني لن أستطيع الوصول للراحة النفسية في أي وظيفة حكومية. سأكون رسامًا، ولن تقدر أي قوة في العالم على جعلي موظفًا.

ومع ذلك، تحولت مع مرور الأعوام إلى حب المعمار أكثر من الرسم.
وعلى كل حال، فقد تدخل القدر، وأصيب والدي بالجلطة، وانتهت رحلته الدنيوية، وتركنا جميعًا في حالة من الحزن العميق. لقد كان طموحه الأخير مساعدة ابنه حتى لا يعاني كما عانى ويكرر ذات الأخطاء. وإن لم ينجح إلا أن البذور التي زرعها لعبت دورها في خلق مستقبل لم يستطع هو -ولا أنا- إدراكه آنذاك.

وقد رغبت أمي في أن استمر في الدراسة كما أراد والدي. ثم أصبت بمرض ساعدني على التغلب على هذا الصراع المنزلي. إذ أكد الطبيب أنني لا أستطيع البقاء في مكتب، وألح على ابتعادي عن المدرسة لعام كامل. وهكذا حققت لي الأقدار الهدف الذي سعيت له.

أيام العمر أمامي. إلا أنها بقت أحلامًا لأن والدتي توفيت بعد وفاة والدي بعامين نتيجة لمرض قاتل أصابها على حين غرة. احترمت والدي، ولكنني أحببت أمي، وقد أحزنني رحيلها كثيرًا.

وهكذا وجدت نفسي مضطرًا لاتخاذ قرارات صعبة مع الأموال القليلة المتبقية بعد أن كنت قد أنفقت في علاج أمي، وما قدمته الحكومة للأيتام ما كان كافيًا حتى لشظف العيش. وهكذا كان أمامي مسئؤلية الاستقلال الاقتصادي.

وضعت ثيابي القليلة في حقيبة، وفي قلبي إرادة جديدة، واتجهت إلى فيينا. مثل والدي، قررت أن أنتزع من القدر مصيرًا مميزًا، وأن أكون شيئًا خاصًا، أي شيء، باستثناء موظف حكومي
.
 
الفصل الأول: سنوات الإمتحان القاسي


حين ماتت والدتي، حدد القدر أجزاء كثيرة من مصيري المستقبلي.
خلال الشهور الأخيرة من مرضها، ذهبت إلى فيينا لإجتياز الاختيار المبدأي لدخول المعهد الفني. كنت قد أعددت بعض اللوحات، متأكدًا من أن الامتحان سيكون في غاية السهولة. فقد كنت الأفضل في الفصل في مجال الرسم دائمًا، ومنذ ذلك الوقت، تقدمت قدراتي بسرعة، فأصابني الغرور.

ومع ذلك، شعرت بالمرارة لأن قدراتي على الرسم الهندسي فاقت بكثير قدراتي كرسام. وكل يوم كان ولعي بالفنون المعمارية يتزايد، خصوصاً بعد رحلة لمدة أسبوعين قضيتها في فيينا في سن السادسة عشر. وقد كان هدف تلك المرحلة هو دراسة متحف الفن، وإن وجدت نظراتي تتطلع أكثر لهيكل المتحف. فمنذ الصباح الباكر وحتى المساء، تجولت في الأروقة متابعًا كل ما به بشغف فكري، وإن كان جل اهتمامي قد انصب على المتحف ذاته. لساعات وقفت أمام مبنى الأوبرا، وبدا لي المكان ساحرًا مثل قصور ألف ليلة وليلة.

والآن كنت في المدينة الخلابة للمرة الثانية، منتظرًا على أحر من الجمر نتائج الامتحان. كنت متأكداً من النجاح لدرجة أن سقوطي أصابني بذهول مطبق. وحين تحادثت مع المسئول، وطلبت منه التوضيح، أكد لي أن اللوحات التي قدمتها تشير إلى عدم توافر الموهبة المطلوبة للرسم لدي، وإن أكد أن مجال الرسم الهندسي هو الملائم لي ولم يصدق أنني لم أدرسه البتة. تركت المبنى مكتئبًا، لأول مرة في حياتي غير داري بما يجدر بي فعله.

عرفت الآن أنه لا بد لي من دراسة الهندسة. وكان الطريق صعبًا: فكل ما رفضت دراسته خلال صراعي مع والدي بات ضروريًا. ما كان ممكناً دخول كلية الهندسة بدون الشهادة الثانوية. وهكذا بدا أن حلمي الفني لن يتحقق أبدًا.

حين عدت لفيينا مرة ثالثة، بعد وفاة والدتي، كان الطموح والعناد قد عادا لي. قررت أن أصير مخططًا هندسيًا، مع كل الصعاب التي واجهتني كان التحدي يصر علي بأنه الذي لا بد لي من اجتيازه. كنت مصممًا على مواجهة العقبات، وأمامي صورة أبي، الذي بدأ حياته مصلحًا للأحذية، وصعد بجهوده الخاصة إلى موقع حكومي جيد. توفرت لدي إمكانيات أكثر، وهكذا بدا أن الصراع سيكون أسهل، وما بدا لي آنذك سوء الحظ، امتدح اليوم كمساعدة القدر الحكيم. فبينما ازدادت معاناتي اليومية، ازدادت إرادة المقاومة داخل ذاتي وفي نهاية المطاف تفوقت على غيرها من العوامل. تعلمت خلال تلك الأيام الشدة، وتحولت من طفل مدلل إلى رجل قُذف به إلى قلب المعاناة والفقر المدقع. ومن ثم تعرفت على أولئك الذين سأدافع عنهم في أيام مستقبلية.

خلال تلك المرحلة أدركت وجود خطرين مدقعين يحيطان بالشعب الألماني، وهما اليهودية والشيوعية. ولا تزال فيينا، التي يتصورها الكثيرين مدينة اللذات البريئة، تجلب لذهني أسوأ صور المعاناة الانسانية التي عرفتها لمدة خمسة أعوام اضطررت خلالها للعمل، أولاً كمستأجر يومي، ثم كرسام.

ما جلبته من مال ما كفى حتى لإشباع الجوع اليومي. كان الجوع صديقًا لي آنذاك، وما تركني للحظة، بل شاركني في كل شيء. كل كتاب اقتنيته، وكل مسرحية شاهدتها، جعلتهم أقرب إلي. ومع ذلك، درست خلال تلك الأيام أكثر من أي فترة أخرى. باستثناء زياراتي النادرة للأوبرا التي دفعت ثمنها جوعًا، ما كان لدي أي لذة سوى القراءة. وهكذا خلال تلك الفترة قرأت كثيرًا وبعمق. كل وقت الفراغ المتاح لي بعد العمل قضيته في القراءة، وبهذه الطريقة جمعت خلال بضع أعوام المعارف التي تغنيني حتى الساعة.

خلال تلك الأعوام، تكونت في ذهني صورة للعالم تبقى القاعدة التي أستخدمها في كل قرار أتخذه، وكل تصرف أقوم به. وأنا اليوم مقتنع بأن كل سلوكياتنا تنبع من آراء تنتج أثناء شبابنا. فحكمة النضوج تحوي الآراء الخلاقة التي ينتجها فكر الشاب ولا يمكن تطويرها آنذاك، مضافًا لها الحذر الذي يتعلمه الإنسان بالتجربة. وهذه العبقرية الشبابية ستكون الأداة الأساسية لخطط المستقبل، التي سيمكن تحقيقها فقط لو لم تدمرها تمامًا حكمة النضج.

كانت طفولتي مريحة، بلا قلق يذكر. كنت انتظر مجيء الصباح، بلا أي معاناة اجتماعية. فقد انتميت لطبقة الرأسمالية الصغيرة، وكنت لهذا السبب بعيدًا عن الطبقات العاملة. وبالرغم من أن الفرق الاقتصادي بين الطبقتين كان محدودًا، إلا أن الفاصل بينهما كان شاسعًا. وقد يكون سبب العداء بين الطبقتين، هو أن الموظف الذي ما استطاع إلا بصعوبة ترك الطبقات العاملة، يخشى من العودة إلى تلك الطبقة المحتقرة، أو على الأقل أن يتصوره الناس جزءًا منها. هناك أيضًا الذكريات المخيفة للفقر، وانعدام المعايير الأخلاقية بين الطبقات المنحطة، وهكذا يخشى الرأسمالي الصغير أي اتصال مع هذه الطبقة. وهذا الصراع عادة يدمر كل شعور بالرحمة. فصراعنا للبقاء يدر عواطفنا لأولئك الذين تخلفوا ورائنا.

أشكر القدر الذي أجبرني على العودة لعالم الفقر والخوف، لأن التجربة أزاحت عن عيوني غشاء نتج عن تربية الرأسمالية الصغيرة. عرفت الآن معاناة الإنسانية، وتعلمت التفرقة بين المظاهر الفارغة والكائن الموجود في داخلها.

كانت فيينا التي شاهدتها إحدى أكثر مدن أوربا تخلفًا. الثراء الفاحش والفقر المدقع تجاورا في مركز المدينة وحاراتها. شعرت بنبض 52 مليونًا. أما المحكمة الفخمة والمناطق المجاورة لها، وخصوصًا المباني الحكومية، فجذبت لها الذكاء والثراء. وهذه المناطق كانت كل ما يوحد الشعوب المختلفة الموجودة في هذه الدولة. فالمدينة كانت العاصمة الثقافية والسياسية والاقتصادية. مجموعة مديرى الشركات العامة والخاصة، موظفي الحكومة، الفنانين، والمدرسين والمثقفين، عاشت في مواقع قريبة بجوار الفقراء، وواجهت جيوشاً من العمال كل يوم. خارج القصور المعروفة. تشرد آلاف من العاطلين، وفي ظلال أسوارها رقد من لا يملكون مسكنًا.

معرفة هذه الأوضاع المزرية ودراستها لن يتم من مواقع عالية: لا أحد ممن لم يسقطوا في أشداق هذه المعاناة يمكن له أن يفهم آلامها. ومن حاولوا دراستها من الخارج غرقوا في لغو الحديث والعاطفة، وأنا لا أدري إن كان تجاهل الأغنياء للفقير أكثر ضررًا من أفعال أولئك الذين يدعون الشفقة عليه بتكبر وغرور. والنتيجة دائمًا سلبية على كل حال، بينما تزداد الأوضاع سوءً. ولا يجدر بالفقير أن يرضى بصدقة بدلاً من أن تعاد له بعض حقوقه.

لم أعرف الفقر من بعيد بل ذقت طعم الجوع والحرمان، ولم أدرسه بطريقة موضوعية، بل خبرته داخل روحي. وكل ما أستطيع فعله الآن هو وصف المشاعر الأساسية، وذكر بعض ما تعلمته من هذه التجارب.

لم يكن العثور على وظيفة صعباً، نظرًا لافتقاري التجربة. وهكذا اضطررت للعمل كمساعد عامل أو كعامل بأجر يومي. حلمت بالهجرة إلى أمريكا. تحررت من الأفكار القديمة عن الحرفة والمركز، المجتمع والتراث، وسعيت وراء أي فرصة متاحة، وتقبلت أي عمل، مدركًا أن أي عمل شريف لا يجلب العار لصاحبه. عرفت بسرعة أن العمل متوفر ويمكن الحصول عليه بسهولة، ولكن يمكن أيضًا أن يفقده المرء بسهولة. بدا لي أن عدم ضمان الوصول لرغيف العيش كل يوم كان أسوأ ما عانيته.

العامل المدرب لا يجد نفسه في الشارع بيسر مثل العامل غير المحترف، إلا أنه قد يواجه نفس المصير أيضًا. ولذلك ترى العمال يضربون عن العمل، مما يؤدي للأضرار باقتصاد المجتمع ككل.

ذلك الفلاح الذي يهاجر إلى المدينة، متخيلاً سهولة العمل، وقلة ساعاته، والأضواء الكهربائية الملونة، كان قد اعتاد على نوع من الضمان بخصوص لقمة العيش. ففي القرية، لن يترك عمله إلا إذا ضمن لنفسه عملاً أفضل منه. ونظرًا لوجود حاجة دائمة للأيدي العاملة في الفلاحة، تبقى امكانيات البطالة محدودة. ومن الخطأ تصور أن الفلاح الذي يهاجر للمدينة أكثر كسلاً من ذلك الذي يبقى في عقر داره. العكس هو الصحيح، فالمهاجر عادة يكون الأكثر صحة ونشاطًا. ولذلك لا يخاف من مواجهة الصعاب. هو يصل أيضًا للمدينة ومعه مدخراته. ولذلك لا يخاف أن لا يصل للوظيفة المرغوبة من أول يوم. ولكن الأمور تزداد سوءً أن يعثر على وظيفة ثم يفقدها. فالعثور على غيرها، خصوصًا في فصل الشتاء، سيكون شاقًا بل ومستحيلاً. ومع ذلك، سيعيش وستعاونه الفوائد الحكومية للعاطلين. ولكن، حين تنضب هذه الموارد مع مرور الوقت، ستبدأ المعاناة الحقيقية. سيتشرد الفتى الجائع في الشوارع، وسيبيع أو يرهن ما يملك، وستسوء حال ثيابه، وينحط إلى مستوى مادي وروحي في غاية التعاسة. فتتسمم روحه. وإن فقد سكنه في الشتاء، وهو ما يحدث كثيرًا، فستكون معاناته فظيعة. وفي نهاية المطاف، سيعثر على وظيفة أخرى، ثم تتكرر ذات القصة مرة ثانية وثالثة، وشيئًا فشيئًا يتعلم عدم المبالاة، ويصير التكرار عادة. وهكذا يتحول هذا الرجل النشيط سابقًا إلى كسول يستخدمه الآخرين لمصالحهم. وقد عاش حياة البطالة لوقت طويل دون ذنب حتى ما عاد يهمه طبيعة العمل الذي يقوم به، حتى إن كان هدفه تدمير القيم السياسية الثقافية الاجتماعية. وحتى إن لم تعجبه فكرة الإضراب، فلن يبالي بها. وقد شاهدت آلاف القصص المشابهة للتي أقصها. وكلما شاهدت المزيد، ازدادت كراهيتي للمدينة الكبيرة التي تمتص دماء الرجال وتدمرهم. فحين جاءوا أفرادًا، انتمى كل منه للمجتمع، وبعد أعوام انتموا لا لشيء.

وأنا أيضًا عانيت من حياة المدينة: شعر جسدي بصعابها وامتصت روحي معاناتها. وقد شاهدت أيضًا أن التنقل السريع بين العمل والبطالة، وما ينتج عنه من تقلب اقتصادي، يدمر شعور الفرد بأهمية الاقتصاد. بدا أن الجسد يعتاد على التبذير حين يتوفر المال، ويستحمل الجوع حين انعدامه. وبصراحة إن الجوع يقضي على أي إرادة تسعى للتنظيم الاقتصادي حين يتوافر المال لأنه يضع أمام ضحيته المعذبة سراب الحياة السعيدة لدرجة أن الرغبات المريضة ستدمر أي قدرة على التحكم ساعة الوصول لأي موارد. وهكذا حين يصل الرجل للمال ينسى كل أفكار تتعلق بالنظام والترتيب، ويعيش حياة البذخ ويسعى وراء اللذات الآنية. وغالبًا ما سيكون لهذا العامل زوجة وأطفال وسيعتادون جميعًا على التبذير ثلاث ليالٍ من الأسبوع، والجوع باقيه. وفي ساعات الظهيرة سيجلسون سويًا أمام الصحون شبه الفارغة، منتظرين يوم وصول المرتب، متحدثين عنه، حالمين طوال ساعات الجوع بلذات التبذير. وهكذا يعتاد الأطفال منذ طفولتهم على هذه الأوضاع السيئة.

وقد شاهدت هذه الأوضاع مئات المرات وتقززت منها أولاً، ثم فهمت حقيقة المأساة التي يعيشها هؤلاء الناس الذين باتوا ضحايا لظروف اجتماعية سيئة. وما كان أكثر بؤسًا هو أوضاع السكن السيئة. بل أنني أشعر بالغضب حتى هذه الساعة حين أتذكر الغرف الصغيرة والأكواخ الخشبية المحاطة بالقاذورات والأوساخ من كل جانب. وقد خشيت ذلك اليوم المرعب، حين سيخرج هؤلاء العبيد من أقفاصهم للإنتقام من قسوة البشرية عليهم.

والمسؤولون والأثرياء يتركون الأمور تسير على مجاريها: وبدون أي تفكير يفشلون حتى في الشك بأن القدر يخطط للانتقام من هذا الجور. أما أنا فعرفت أن تحسين هذه الأوضاع ممكن بطريقتين. فلا بد من وجود إحساس عميق بالمسؤولية لخلق أسس أفضل للتقدم، ومعه إرادة وحشية تدمر كل ما سيقف في طريقها ويعوق تقدمها. وكما لا تركز الطبيعة جهودها في الحفاظ على ما هو موجود، بل تسعى لخلق أجيال مستقبلية أفضل، سيكون من الضروري صناعة قنوات جديدة أكثر صحية منذ البداية.

تجاربي المختلفة في فيينا علمتني أن المشاريع الخيرية غير مفيدة، والمطلوب تدمير الفوضى الاقتصادية التي تؤدي إلى إنحطاط الأفراد الخلقي. بل أن عدم قدرتنا على استخدام الوحشية في الحرب ضد المجرمين الذين يهددون المجتمع سببها هو عدم تأكدنا من برائتنا التامة من الأسباب النفسية والإجتماعية لهذه الظواهر. شعورنا الجمعي بالذنب تجاه مآسي الانحطاط الأخلاقي يشل قدرتنا على اتخاذ أقل الخطوات قسوة في الدفاع عن مجتمعاتنا. وفقط حين نتحرر من سلطة عقدة الذنب هذه سنقدر على الوصول للقوة والوحشية والضروريين لتدمير الأعشاب الضارة والأفكار المارقة.

وبما أن النمسا كانت عمليًا بلا قانون اجتماعي صالح، لم تكن الدولة قادرة على التعامل مع هذه الأمراض البتة.

ولا أعرف حتى الساعة ما أرعبني أكثر. هل كان سوء الأوضاع الإقتصادية لمن عرفت، أم انحطاطه الخلقي، أم الضعف الفكري؟

تصور مثلاً هذا المشهد: في شقة تتكون من حجرتين سكنت أسرة عامل تتكون من سبع أشخاص. بين الأطفال الخمسة، كان هناك طفل في الثالثة، وهو السن الذي تتكون خلاله انطباعات الفرد الأولى. هناك بعض الموهوبين الذين يتذكرون هذه الانطباعات حتى أرذل العمر. مجرد ضيق الشقة وازدحامها لا يؤدي لخلق ظروف صحية ونفسية ملائمة للنمو. قد تحدث مثلاً خلافات بسيطة بين أفراد كل أسرة، وعادة يذهبون كل إلى حجرة مختلفة، وينتهي الأمر. إما في شقة صغيرة، فكل سيرى نفسه في مواجهة الآخرين طوال الوقت. بين الأطفال، الخلاف شيء طبيعي، وهم ينسون أسبابه بسرعة. ولكن أن يشاهد الأطفال الأبوين في حال خصام دائم، تستخدم خلاله الألفاظ النابية، وربما العنف، فستكون النتائج سلبية. سيتصور الطفل العالم بطريقة تخيف من يقدر على تصورها. فقد تم تسميمه أخلاقيًا، وما تغذى جسده كما ينبغي. ومن ثم يذهب هذا المواطن الصغير إلى المدرسة. بعد صراع مضن، قد يتعلم القراءة والكتابة، أما الواجب المنزلي، فانجازه مستحيل. بل أن والديه سيشتمان المدرسة بأبشع الألفاظ وكل ما سيسمعه الطفل لن يعلمه احترام مجتمعه. سيكره المدرسين وكل أنواع السلطة. وحين يُطرد من المدرسة بعد ذلك، سيلاحظ الناس غبائه، وجهله، وكذلك سوء أخلاقه. أي موقع سيستطيع هذا الشاب اليافع الوصول إليه في ظروف مثل هذه؟ كل ما لديه هو كراهية المجتمع والبشرية. وبعد هذا، في سن الخامسة عشر، سيبدأ ذات الحياة التي عاشها والده، فيذهب للحانات، ويعود متأخرًا لمنزله، وينتهي به الأمر في السجن.

وكم من مرة غضب الرأسمالي إذ سمع العامل الفقير يقول أنه لا يهتم سواء أكان ألمانيًا أم لا، ما دام يجد الغذاء والكساء. فقدان الشعور القومي بهذه الطريقة فظيع. كم من الألمان في عصرنا يشعرون بالفخر أن تذكَّروا انجازات أمتهم الثقافية والفنية؟ وهل يدرك المسئولين أن الشعور بالفخر والعزة الوطنية لا يصل إلا لقلة من أفراد الشعب.

لذلك لا بد من تحسين الأوضاع المعيشية ومن أن يركز التعليم على قيم أساسية تتفشى في أذهان الناس عبر التكرار.

ولكن ألمانيا، بدلاً من الدفاع عن القيم القليلة الموجودة، تسعى لتدميرها. والفئران التي تبث سمومها في القلب والذاكرة تنجح في الوصول لغاياتها، بمساعدة الفقر والمعاناة يومًا بعد يوم، في المسارح ودور السينما، نرى السم يُقذف على الجماهير، ثم يتحير الأثرياء عن أسباب انحطاط القيم الأخلاقية للفقراء، وانعدام الشعور الوطني بينهم.

قضية خلق الشعور الوطني إذًا يعتمد على توفير ظروف ملائمة لتعليم الأفراد لأن أولئك الذين يتعلمون عن طريق الأسرة والمدرسة فقط هم الذين سيستطيعون تقدير الإنجازات الثقافية والاقتصادية والسياسية لوطنهم لدرجة الانتماء لذلك الوطن. أستطيع أن أحارب فقط من أجل ما أحب، وأحب فقط ما أحترمه، وأحترم على الأقل ما أعرفه.

ومع ازدياد اهتمامي بالقضايا الاجتماعية، بدأت أقرأ المزيد عنها، وفتح عالم جديد أبوابه لي.
 
 
الفصل الأول: الحزب الإشتراكي الديمقراطي

ملاحظة:هذا الفصل هو الذي تم تحريفه وتغييره.. وما سأعلمه لكم بالأحمر هو ما تم إلغاءه من المذكرات كليًا وتحريفه ليصبح معناه مختلفًا تمامًا حيث تم وضع الكتابة بأن هتلر تربى على عداء اليهود منذ صغره وأنه هو العدائي ضدهم... وهي عبارة عن أحداث حصلت مع هتلر وكان سببها اليهود... وانتبهوا أن هتلر حتى اللحظة يعترف أنه رومانسي يحب الفن والرسم والموسيقى والقراءة والهدوء وإلى ما ذلك... لكم البقية والحكم..


خلال الأعوام 1900 -1910 تغيرت أوضاعي لأنني ما عدت أعمل كعامل، بل بدأت العمل كخطاط ورسام بالألوان المائية. ومع أن المال ما كان كافيًا، إلا أنه كفى لتحقيق طموحي آنذاك. إذ استطعت الرجوع للمنزل وأنا قادر على القراءة بدون أن يدفعني التعب من عمل اليوم للنوم فورًا. بات بعض وقتي ملكاً لي.

تصور الكثيرون أنني غير طبيعي. ولكنني تابعت ما أعشق، الموسيقى والعمران. كنت أجد في الرسم والقراءة كل اللذات وسهرت كثيرًا حتى الصباح مع لوحة أو كتاب. وهكذا كبرت طموحاتي، وحلمت بأن المستقبل سيحقق آمالي، وإن بعد حين. كذلك تابعت قضايا السياسة وقرأت المزيد عنها لأني أرى أن التفكير في شؤونها وظيفة تقع على عاتق كل مواطن يفكر. وبدون معرفة شيء عن طبيعتها لا يحق للفرد النقد أو الشكوى.

ما أعنيه بالقراءة يختلف عما يقوله دعاة الثقافة في عصرنا. فقد عرفت رجالاً قرأوا كثيراً، ولكنهم ما كانوا مثتقفين. نعم، هم عرفوا الكثير من المعلومات، ولكنهم ما استطاعوا تسجيلها وتنظيمها. وهكذا افتقدوا فن تمحيص القيم من الغث، والتحرر مما كان بلا فائدة، والاحتفاط بالمفيد معهم طول العمر. فالقراءة ليست غاية في حد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق الغايات. وظيفتها الأساسية هي ملأ الفراغ المحيط بالمواهب والقدرات الطبيعية للأفراد. المفروض هو أن نقدم للفرد المعدات التي يحتاجها لعمله الحياتي بغض النظر عن طبيعة هذا العمل. كذلك، يجدر بالقراءة أن تقدم رؤية معينة للوجود. وفي كلا الحالتين، الضروري هو ألا تتحول محتويات الكتاب إلى الذاكرة بجوار كتب لاحقة، بل أن توضع المعلومة المفيدة بجوار غيرها لتوضيح الرؤية الأساسية في فكر القارئ. وإن لم يحدث هذا، ستتجمع المعلومات بشكل فوضوي في الذهن، بلا قيمة سوى خلق الكبرياء. فالقارئ من هذا النوع سيتصور أنه قد عرف المزيد، وإن كان في الواقع يبتعد أكثر فأكثر عن الواقع حتى ينتهي المطاف به في مستشفى المجانين، أو مجلس الشعب، وهو ما يحدث كثيرا. وهو لن يستطيع إذًا الاستفادة مما قرأه.

أما القاريء الناجح، فيستطيع بسرعة إدراك ما سيستفيد منه وترك الباقي. المعلومة المفيدة ستصحح الأخطاء، وتوضح الصورة الكلية. ثم، حين تضع الحياة سؤالاً أمام القاريء، ستعرف ذاكرته كيف تجلب الأجزاء المطلوبة للإجابة، وتقدمها للعقل حتى يختبرها ويتحقق بشأنها، حتى تتم الإجابة على السؤال. وهذه هي القراءة المفيدة.

ومنذ صباي حاولت القراءة بهذا الأسلوب، وفي هذا المسعى عاونني الذكاء والذاكرة. أما تجارب الحياة اليومية فقد دفعتني لقراءة المزيد والتفكر بشأنه. وفي هذا المسعى عاونني الذكاء والتجارب. وهكذا وجدتني أخيرًا قادرًا على الربط بين النظرية والواقع، وعلى اختبار النظرية في ظل الواقع، ونجوت بهذه الطريقة من الكبت الذي تخلقه النظرية لمن لا يعرف سواها، ومن التفاهة التي يحياها من لا يعرف سوى الواقع اليومي المعاش.

خلال تلك المرحلة دفعتني تجارب الحياة إلى دراسة سؤالين آخرين، كانت الماركسية أحدها. فما عرفته عن الفكر الديمقراطي كان قليلاً وغير دقيق. آنذاك، أسعدتني فكرة الصراع من أجل حقوق الإنتخاب. فحتى في ذلك الزمن الباكر، أدركت بأن هذا سيضعف من سطوة السلطة الجائرة في النمسا. وكلما زادت اللغات المستخدمة في مجلس الشعب النمساوي الذي بات مثل -بابل- بدا تشتت تلك الدولة الحتمي وشيكاً، ومعه ساعة تحرر الشعب الألماني.

نتيجة لكل هذا، لم أتضايق من حركات الديمقراطية الإجتماعية. بل إن ادعائاتها بمساعدة الطبقات الفقيرة بدت لي من العوامل التي وقفت في صفها. ولكني رفضت في هذه الحركات عدائها لكل محاولات المحافظة على الشخصية الألمانية، ومغازلتها "للرفاق السلاف"، الذين ما تقبلوا من أفكارها إلا ما سيستفيدوا منه، وتركوا الباقي باحتقار تام.

حدث لقائي الأول مع هذه الحركات خلال عملي كعامل بناء.
وكانت التجربة سيئة منذ البداية. كانت ثيابي نظيفة، ولغتي جيدة، وسلوكي حذرًا. كنت لا أزال أسعى وراء مصيري لدرجة تجاهل الناس حولي. بحثت عن العمل فقط خوفًا من الجوع، والاستمرار في الدراسة. ربما ما كانت القضية ستهمني البتة لو لم يطلبوا مني في اليوم الرابع الانضمام لتجمعهم. ونظرًا لجهلي بالموضوع، رفضت موضحًا أنني لا أعرف ما يكفي عنهم للإنضمام إليهم. ربما لهذا السبب لم يعادونني، بل ورغبوا في إقناعي بالإنضمام إلى صفوفهم. ولكنني خلال الأسبوعين القادمين عرفت أفكارهم جيدًا، وما عاد باستطاعتي البتة الانضمام لمجموعة بغضتها.

ساعة الظهيرة حين كنا نتناول الطعام في الحانة. كنت أشرب الحليب وآكل الخبر في زاوية متطلعًا لهم بحذر أو متأملاً حظي السيء. وهكذا استمعت لهم، بل أنهم جاءوا بجواري حتى أستمع وأتخذ موقفًا. وما كان أمامي منفذ آخر لأن آرائهم أغضبتني جدًا. قالوا أن الحس الوطني نتج عن إعلام الطبقات الرأسمالية، وأنه عبارة عن سلاح يستخدمه الأثرياء لاستغلال العمال، والمدرسة ليست سوى مؤسسة لإنتاج العبيد وأسيادهم، أما الدين فادعوا أنه أسلوب لتخدير الشعوب حتى تسهل السيطرة عليهم، والأخلاق ليست سوى دلالة على الغباء. ما كان هناك ما لم يلقونه في الوحل. في البداية لذت بالصمت، ولكنني سرعان ما بدأت باتخاذ مواقف فكرية مخالفة، وقرأت فكرهم وناقشتهم بشأنه. واستمر النقاش حتى قرروا استخدام سلاح يقهر العقل بسهولة. وهو البطش والإرهاب. وهكذا طلبوا مني الذهاب وهددوني بأنهم سيلقونني في الخارج إن رفضت. وهكذا خسرت عملي، وفي نفسي سؤال مرير. هل هؤلاء فعلاً بشر؟ وهل يستحقون شرف الإنتماء لأمة عظيمة؟ وكان السؤال صعباً. وإن كانت إجابته بالإيجاب، فإن الصراع في سبيل القومية لن يستحق التضحية والمعاناة، أما إن كانت الإجابة بالنفي، فإن أمتي ستفتقر بالفعل للإنسان.

ومن المؤكد أن ملايين العمال بدأوا برفض الحركات اليسارية، ولكن الرأسماليين ذاتهم دفعوهم لأحضانها بطريقة مجنونة. إذ أن الأثرياء رفضوا كل محاولات تحسين أوضاع العمال، سواء أكان الهدف تحسين الأوضاع الصحية في المصانع عبر تطوير الآلات، أو منع عمالة الأطفال، أو حماية المرأة الفقيرة أثناء فترة الحمل. وقد كان رفض هذه الأفكار مخزيًا بالفعل، ودفع العمال لأحضان اليسار. ولن تستطيع الرأسمالية أبدًا التحرر من أضرار رفضها للإصلاح الذي بذر الكراهية بين الغني والفقير ودفع بالعمال إلى الأحزاب اليسارية.

خلال تلك الفترة، رفضت أيضًا اتحادات العمال، وإن كنت خاطئًا في هذا الإتجاه. ففي سن العشرين عرفت أن الإتحاد العمالي سعى للدفاع عن الحقوق الاجتماعية لهذه الطبقة، وأن هدفه الأساسي كان تحسين أوضاعها الإجتماعية. فالعامل لا يستطيع إن ما رضي بعمله، استبداله بآخر. فإما أن يكون تحسين الأوضاع الإجتماعية في مصلحة المجتمع أو لا يكون. وإن كان، فلا بد من الصراع لتحسين هذه الأوضاع. ولكن العامل لا يقدر وحيدًا على مواجهة قوة الرأسمالي الثري. ولذلك كانت الإتحادات ضرورية. ولكنها منذ بدايات القرن العشرين بدأت تفقد دورها الاجتماعي الأساسي، ومع مرور الأعوام تحولت إلى سلاح تستخدمه الأحزاب الشيوعية في صراعها الطبقي. وهكذا بات هدفها تدمير اقتصاد المجتمع، وتغييره، بدلاً من إصلاح الأوضاع السيئة، التي كان إصلاحها خطرًا إذ أنه قد يقنع العمال بتقبل أوضاعهم، ولا يسمح للشيوعيين بإستغلالهم بذات الطريقة البشعة. تطلع زعماء الإتحادات بخوف لإمكانيات الإصلاح لدرجة أنهم رفضوا أي محاولة للتغيير للأفضل، وهاجموها بقسوة شديدة. ثم تقدموا بطلبات مستحيلة ما كان للرأسماليين بد من رفضها، ثم ادعوا أن هناك مؤامرة لتدمير العمال واستغلالهم. ونظرًا لضعف قدرات هذه الطبقة الفكرية، ما كان النجاح صعبًا.

وهكذا عرفت طبيعة العلاقة بين هذه العقيدة المدمرة والطبائع الحقيقية لأناس ما عرفت بعد أي شيء عنهم. وقد كانت معرفتي باليهود فقط هي ما أوضحت لي الطبيعة الحقيقية الخفية لنشاطات اتحادات العمال، الديمقراطية ظاهرًا، الشيوعية في الخفاء.

لا أتذكر بالضبط متى بدأت بالتفكير بشكل جدي بالقضية اليهودية. لا أعتقد أنني استمعت لهذه الكلمة في منزلنا أثناء طفولتي. أعتقد أن والدي كان سيتضايق من الإهتمام بهذه القضية بل ويعتبر التركيز عليها نوعًا من أنواع التخلف. وبسبب تجاربه المختلفة، وصل لنوع من العالمية التي، بالرغم من وطنيته، أثرت علي بشكل ما. وما رأيت في المدرسة ما دفعني لتغيير أفكاري. وأتذكر الآن وجود شاب يهودي معنا في المدرسة، ولم نكن نثق به بسبب تسريبه للأخبار من شخص لآخر. ولكن هذا لم يدفعني للتفكير بالأمر بشكل جدي.

في سن الخامسة عشر، استمعت لحوارات دينية وسياسية تناولت القضية اليهودية، ولكني ضقت ذرعًا بها نظرًا لطبيعتها الدينية. كان هناك بعض اليهود في لينز. ومع مرور القرون، تغيرت طباعهم ومظهرهم لدرجة أنني اعتبرتهم ألمانًا. ياللبلاهة! تصورت أنه لا فرق بيننا وبينهم سوى الدين. حقيقة معاناتهم للإضطهاد بسبب دينهم، كما تصورت واهمًا، دفعتني للغضب حين سمعت الناس ينتقدونهم.

ثم جئت إلى فيينا وبسبب اهتمامي بالمعمار والصعاب التي واجهتها، لم ألاحظ وجود مئتا ألف يهودي بين المليونين الذين يقطنونها. غمرتني الأفكار والقيم الجديدة. وفقط مع عودة الوعي والتروي وضحت الرؤية. في البداية، أغضبتني للغاية انتقادات بعض الصحف المحلية لليهود، وتصورت أنها رجعة لتطرف العصور الوسيطة. وبما أن المجلات المعنية ما كانت حسنة السمعة، تصورت أن القضية لا تزيد عن كراهية وحسد. وأكد صحة هذا الرأي الأسلوب النبيل الذي استخدمته الصحف الكبيرة في الرد على هذه الاتهامات، أو رفضها أحيانًا كثيرة مجرد التعليق عليها، وقتلها بالصمت المطبق.

قرأت الصحافة الدولية وأذهلني وسع أفقها ومواضيع مقالاتها. احترمت سموها الفكري، وإن ضايقني أحيانًا ما اعتبرته نوع من النفاق على حساب الحقيقة. فقد رأيت مغازلة هذه الصحف للسلطة. وما حدث أمر يتعلق بالحكومة، إلا ووصفوه بحماس منقطع النظير. وفي ذات الآن، كانوا أحيانًا يهاجمون الحكومة القيصرية في ألمانيا. كانت موضوعيتهم إذًا عبارة عن احترام مصطنع لاتفاقية بين دولتين. شعرت بسطحية هذه الصحافة، وبدأت ألاحظ نقاط ضعفها. قرأتها الآن بحذر، ولاحظت أن الصحافة المعادية لليهود، كانت أكثر صراحة أحيانًا. بل أن بعض ما نُشر على صفحات الأخيرة كان يدفع للتفكير.

وفي يوم لاحظت يهودياً في شوارع فيينا وتطلعت له متسائلاً: هل هذا الرجل ألماني؟ كالعادة قمت بالقراءة عن هذا الموضوع، وكانت الكتب سيئة الكتابة تصوروا أن القارئ يعرف كل ما هو ضروري عن أساسيات الموضوع، وجعله يقدم أفكارًا غير علمية البتة. تراجعت، وخشيت أن تتكون لدي آراء غير عادلة بهذا الشأن.

ما بات واضحًا لي هو أن اليهود ما كانوا ألمانًا، بل شعبًا خاصًا. فمنذ أن بدأت بدراسة الموضوع بت ألاحظهم وكانت تصرفاتهم وأخلاقياتهم وأشكالهم تخالف تمامًا الألمان العاديين. بل أنني عرفت أن هناك بينهم حركة تدعى الصهيونية تؤكد على أنهم شعب خاص. وكان واضحًا أن بعضهم وافقوا على هذه الفكرة، وعارضها آخرين. ولكن المعارضين للصهيونية بدوا لي كاذبين لأنهم ما رفضوا الصهاينة كمارقين، بل كيهود يقدمون أفكارًا خطيرة وأساليب ضارة للتعبير عن هويتهم الدينية. وهكذا كانوا جميهًا جسدًا واحدًا، الصهاينة وغيرهم.

خلال فترة قصيرة تقززت من الحوار بين اليهود الصهاينة واليهود غير الصهاينة لأن الحوار بدا لي مبنيًا على خداع كاذب لا يتلائم مع السمو الخلقي والطهارة التي يدعيها الشعب المختار لنفسه.

ثم لاحظت أيضًا الدور الذي يلعبونه في الحياة الثقافية. ولا أدري هل يوجد أي نوع من أنواع الفساد الأخلاقي والثقافي بدون أن يكون أحدهم وراءه. لاحظت دورهم في الصحافة، الفن، الأدب، المسرح. لم أحتج سوى قراءة الأسماء وراء كل إنتاج يسعى لهدم البنية الأخلاقية للمجتمع، وفي جميع الميادين. إن أنتجت الطبيعة واحدًا مثل جوثة، فهناك مقابله آلاف من هؤلاء الذين يبثون السموم في أرواح الناس. وبدا كأن الطبيعة قد خلقت اليهود للقيام بمثل هذه الأدوار.

تسعة أعشار القذارات في ميداني الأدب والمسرح أنتجها الشعب المختار، وهم لا يزيدون عن 1% من السكان. أما الصحافة الدولية التي أحببتها يومًا فكان غالب كتابها منهم. أدركت الآن أن أسلوبهم الموضوعي في الرد على مهاجميهم، والتزامهم الصمت أحيانًا، ما كانا سوى خداعًا يهدف للسيطرة على الناس. لاحظت أن الأعمال المسرحية والأدبية التي يمتدحونها هي التي يقدمها اليهود، أما الأعمال الأدبية الألمانية، فانتقدوها دائمًا بقسوة بالغة. ما اختبأ وراء الموضوعية المصطنعة كان العداوة الشديدة لكل ما هو ألماني.

ولكن، لمصلحة من كان كل هذا؟
هل كان كله محض صدفة؟
بت غير واثق شيئًا فشيء.

ثم لاحظت الأخلاقيات اليهودية في الشارع. علاقتهم بالدعارة، بل وباستعباد البيض، كان واضحًا جدًا في فيينا. وهكذا حين أدركت أن اليهودي هو ذلك المرابي البارد القلب، المنعدم الحياء، الذي يستثمر أمواله في هذه التجارة الفاسدة التي تدمر المجتمع، ارتعشت أطراف جسدي.

بدأت بمناقشة القضية اليهودية، وتعودت أن أراهم في مختلف فروع الحياة الثقافية. ولم أستغرب حين عرفت أن زعيم الحزب الديمقراطي الذي تحدثت عنه أعلاه كان يهوديًا.

وحتى في علاقاتي اليومية مع العمال، لاحظت قدراتهم المذهلة على تقبل آراء متعاكسة، متذبذبين بين اتجاه وآخر أحيانًا خلال ساعات أو أيام محدودة. لم أستطع أن أفهم كيف يمكن لأناس، حين تتحدث مع أحدهم، يبدو لك منطقيًا واقعيًا، أن يتحول فجأة تحت تأثير رفاقه لآراء معاكسة لكل منطق. أحيانًا شعرت باليأس التام المطبق. فبعد ساعات قضيتها في حوار مضني، شعرت بأنني ساعدت في تحرير أحدهم من هراء آمن به، وسعدت لنجاحي، ولكني سمعته يكرر ذات الهراء ثانية صباح اليوم التالي، وذهب جهدي هباء.

فهمت أنهم ما كانوا قانعين بأوضاعهم وبغضوا القدر الذي عاملهم بقسوة شديدة، والرجال الذين بخسوهم الأجر وما فهموا معاناتهم، وأنهم تظاهروا ضد ارتفاع الأسعار، كل هذا كان مفهومًا. ولكن ما لا أفهمه كان كراهيتهم لجنسهم ووطنهم، واحتقارهم له، وتدميرهم لتاريخه. كان هذا الصراع ضد جنسهم وقبائلهم وبلادهم تدميرًا للذات. وإن أمكن معالجتهم منه، فلساعات محدودة.

ثم لاحظت أن صحافة الديمقراطيين تحكم فيها اليهود. ومع أن ظروف العمل في هذه الصحف شابهت غيرها، إلا أنني لم أجد بينها واحدة يمكن اعتبارها حسب رؤيتي الخاصة، وطنية. كانت الصحافة التي يديرها اليهود شيوعية في العادة، وأسعدني هذا. إذ عرفت أن الحزب الذي كنت أتصارع معه منذ شهور كان أجنبيًا، فاليهود ما كانوا أبدًا ألمانًا.

عرفت الآن من أغوى شعبنا لطريق الضلال.
عرفت أيضًا أن إنقاذه ممكن.
أما اليهودي، فآرائه الضالة لا تتغير أبدًا.

فقد حاولت آنذاك مناقشتهم. تحدثت كثيرًا وأوضحت شرور الفكر الماركسي، ولكن بلا فائدة سوى أن يبح صوتي. وأحيانًا، حين نجحت في إصابة أحدهم بضربة فكرية مميتة، وشاهد جميع السامعين هذا، واضطر غريمك للموافقة، فإنه سيعود صباح اليوم التالي لمواقفه ذاتها، وكأن أي تغيير لم يحدث.

وكان لكل هذا فائدة. فكلما فهمت أساليب اليهود وخداعهم بشكل أفضل، زاد عطفي على العمال وأدركت أنهم ضحايا لهذه الأساليب وإغوائها.

تراجعت عن الأفكار الدولية وبت ناقمًا على اليهود. وحين درست نشاطاتهم عبر القرون، تسائلت: هل كتب القدر لهم التوفيق والسيطرة على الآخرين، لأسباب لا نعرفها؟ هل يمكن أن يكون النصر حليفًا لأمة ما عاشت إلا للدنيا؟
تفكرت مرة أخرى في عقائد الماركسية، وتعلمت أشياءً جديدة. إن هذه العقيدة ترفض فكرة الصفوة الارستقراطية الموجودة في الطبيعة وتستبدل القوة الفكرية بالكثرة العددية. وهي لهذا السبب ترفض أي قيمة فردية، وتعارض الفكر القومي، وتسحب من الإنسانية ثقافتها. إنها فكرة كفيلة بتدمير أي حضارة، وإن انتصر اليهودي بمعونة هذا الفكر، فإن نصره سيكون الدمار النهائي للإنسانية.
ولذلك أشعر أنني أتصرف بمعاونة الخالق العظيم ومن أجل تحقيق أهدافه السامية لمصلحة البشرية حين أدافع عن نفسي ضد اليهودية وأعلن الحرب عليها.

وهنا انتهى الكتاب المؤرشف والذي وجدته مطبوعًا عبر النت وسأكمل معكم أهم ما جاء في بقية الكتاب الذي أملكه.
 
لثالث - هتلر والأجناس



الحزب يبدأ العمل
انقسم الشعب الألماني عام 1918 إلى قسمين، الأول يضم طبقة المفكرين وهي طبقة ذات ميول قومية مبهمة إن لم تكن سطحية، لأنها كانت تمثل مصالح تتناسب والمصالح الملكية، مع أنها في الظاهر تبدو ملتصقة بالدولة. وقد حاولت هذه الطبقة الوصول إلى أهدافها بواسطة الأسلحة الفكرية، لكنها لم تنجح ضد خصمها القوي. وقد رأينا العدو يسيطر عليها بسهولة ويرغمها على الرضوخ للشروط التي تعمد بها إذلال شعبنا.

والقسم الآخر يضم الأغلبية الساحقة من العمال اليدويين الذين دخلوا في منظمات ذات ميول ماركسية متطرفة تهدف إلى القضاء على كل من يحاول الوقوف في طريقها ولا تعترف بالمصالح القومية ولا تقيم وزنًا للمثل العليا. وكان أخطر ما في هذه الحركات العمالية انضمام أغلبية الشعب إليها واشتمالها عناصر لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق الانعاش القومي. ذلك أن الشعب كان بحاجة ماسة إلى من ينفخ فيه روح الحماس وقوة الإرادة، لمقاومة الضغط الأجنبي المتزايد. فمحاولات الانعاش الشعبي يجب أن تعتمد على تلك العناصر التي لا يمكن الاستغناء عنها لتحقيق هذا الانعاش. هذه العناصر التي انطوت تحت لواء الحركات العمالية المتنكرة لقوميتها. فكيف يمكن والحالة هذه النهوض بدولة حين تكون غالبية شعبها تدين بمباديء غير قومية؟! لذلك كان على حركة حزبنا أن تتهيأ لبعث الدولة الألمانية وإعادة اعتبارها، وتعمل على اجتذاب الأغلبية إلى صفوفها، لأن هذه الأغلبية تؤلف العنصر الهام في الأمة وبدونه تذهب الجهود الرامية إلى تحرير شعبنا هباءً.

والبورجوازية لم تكن تشكل خطرًا على حركتنا القومية، فآفاقها الضيقة ونزعاتها القومية المضطربة كانت لا تسمح لها بالمقاومة إلا بطريقة سلبية كالطريقة التي ابتعتها في عهد بسمارك، منتظرة ساعة الخلاص.

لقد بدت مهمتنا شاقة، فالأغلبية الساحقة من المواطنين كانت مبهورة بزخرف الدعوات الماركسية، فتنكرت لأمتها وجنحت إلى العنف بتحريض من اليهود.
ولم يفتنا أن الماركسيين وحلفائهم قادرون عل منع الدولة الألمانية ذات النظام البرلماني من اتخاذ سياسة خارجية قومية، لأنهم قادرين على اظهارها بمظهر الدولة المفككة بحيث لا تجد من يحالفها أو يتعاون معها باعتبار أن أغلبية الشعب تعارض كل سياسة داخلية بناءة وكل خطوة خارجية حازمة. وقد أدركنا أن شعبنا الباسل لن يتمكن من الوصول إلى مركز الصدارة إلا بعد أن يصفي حساب الذين تسببوا في انهيار الدولة واستغلوا بعد ذلك الانهيار. فشهر تشرين الثاني سنة 1918 لم يكن بالخيانة العادية بل جريمة كبرى. نعم لن يتمكن شعبنا من تهيئة نفسه للمعركة الكبرى قبل أن يتخلص نهائياً من أعدائه الداخليين وعلى رأسهم اليهود. وقبل أن يتمكن من نزع الفكرة الماركسية من عقول الملايين من الألمان، وحقدهم على أمتهم.

ولإن يكن اجتذاب الأغلبية هو الهدف الأول لحركتنا، فقد أدركنا أن نشاطنا يجب أن يقوم على أسس ثابتة يقوم عليها صرح التعاون بين فئات الشباب الألماني، وقد اتبعنا خطة في عام 1919 تركزت على المباديء التالية:

أولاً: يجب التضحية بكل شيء في سبيل اجتذاب الأغلبية الساحقة إلى حركة الانعاش القومي. فالتنازلات الاقتصادية لمصلحة العمال لا تكفي ما لم يرافقها ادخال الطبقات الشعبية إلى الجسم الاجتماعي الذي هو جزء لا يتجزأ منه. فلو حافظت النقابات على مصالح العمال أثناء الحرب وانتزعت الموافقة عل مطالبهم ولو بالاضرابات، لما خسرت ألمانيا الحرب.

ثانيًا: لا يمكن إنشاء الأغلبية نشأة قومية إلا برفع مستواها الاجتماعي.

ثالثًا: إن اجتذاب الأغلبية إلى فكرة القومية لا يتم بأنصاف التدابير والجهود المنقطعة، فلا بد من مواصلة الجهود كي نجعل من شعبنا شعبًا قوميًا، ونعالج المشاكل بقوة وحزم، فالسم يعالج بالدواء المضاد له. لا بمكافحته بالتعاويذ.
إن الأغلبية الساحقة ليست من الأساتذة والدبلوماسيين، لذلك لا يمكن استمالتها بالنظريات العلمية، بل تؤخذ بالعواطف ففي هذا المضمار تكمن انتفاضاتها من سلبية ايجابية. فالأغلبية لا تعمل إلا لمصلحة القوة ذات الإتجاه الصريح، ولا تعمل مطلقًا لمصلحة خطوة مترددة مذبذبة. على أن مشاعر الجمهور وعواطفه متقلبة وليست ثابتة، فما يراد إقامته على أساس ثابت يجب أن يرتكز على إيمان الشعب وتمسكه بالفكرة التي يراد حمله على اعتناقها. إذ أن الإيمان أقوى من صمود العلم، والمحبة أقوى على الاستمرار من التقدير، والبغض أطول نفسًا من النفور. وقد برهن لنا التاريخ أن الثورات الكبرى لم تحركها الأفكار العلمية أو الحرص على نشرها، بل حركها التعصب الأعمى لرأي أو عقيدة.

رابعًا: لا يمكن كسب ثقة الشعب إلا بعد تحطيم العقبات التي تقف في طريقه، مزيلين من طريقهم أعداء حركتهم. فالأغلبية تعتبر مهاجمة خصومها بطريقة عنيفة حقًا من حقوقها المقدسة. وترفض بالتالي التساهل أو التسامح، فهي تعتقد أن البقاء هو للأصلح والأقوى.

خامسًا: إن القضايا الكبرى في العصر الحديث هي نتيجة القضايا الأعمق جذورًا، ويأتي في طليعة هذه القضايا قضية المحافظة على سلامة العرق، وذلك بصون نقاوة دمه. فإن فسد دم عرق من الأعراق نتيجة الاختلاط، فسرعان ما تتفكك عرى الوحدة الروحية وتنهار قوة الابداع وصروح الحضارة. فمن يطمح إلى إخراج الشعب الألماني من مشاكله الحالية، عليه أن يطهر الصفوف من الذين أفسدوه، وعلى الأمة الألمانية أن تبادر إلى مواجهة المسألة العرقية متخذة كافة التدابير الحاسمة لإنهاء المشاكل التي يثيرها وجود اليهود بيننا.

سادسًا: إن الأغلبية الساحقة من الشعب التي استمالتها الماركسية إلى جماعة الأمم يمكن انضمامها إلى الجماعة القومية دون أن تتخلى عن حقها في الدفاع عن مصالحها. علمًا أن اختلاف المصالح بين مختلف الهيئات لا يبرر قيام النزاع بين الطبقات، لأن هذه المصالح ليست إلا نتيجة طبيعية لتركيبنا الاقتصادي. وحين ندرك هذه الحقيقة نرى أن قيام تكتلات مهنية لا تتعارض مع قيام اتحاد شعبي، وبالتالي دولة قومية. وانضمام طبقة من الطبقات إلى الاتحاد الشعبي أو إلى الدولة لا يفرض تدني مستوى الطبقات العليا، بل يرفع من مستوى الطبقات الوضيعة. فالبرجوازية لم تنضم إلى الدولة لأن طبقة النبلاء أرادت أن تفتح أمامها المجال وتتنازل عن امتيازاتها، بل لأن البورجوازية قد استحقت وضعها الجديد بفضل نشاطها وثباتها. لذلك يمكن القول أن العامل الألماني لم يتوصل إلى أن يصبح قوة فاعلة إلا بعد أن نجح في رفع مستواه الاجتماعي ليوازن به مستوى سائر الطبقات.

أما تنكر العمال اليوم للفكرة القومية، ليس معناه أنهم منتظمين في هيئات تعاونية أو نقابات تقدم مصلحتهم على بقية المصالح. بل لأن المحرضين هم الذين نفخوا فيهم روح المغامرة الخطرة التي جعلت منهم أعداء الوطن والشعب وجعلتهم بالتالي أداة لتحقيق مصالح المغامرين الدوليين ومصالح اليهودية العالمية. فإذا تطهرت النقابات من المحرضين ووجهت توجيهًا قوميًا وشعبيًا صحيحًا تمكنت من أن تكوّن لنفسها مركزًا قويًا هامًا، باعتبارها أكثر الطبقات انتاجًا وحماية لتقاليد هذا الشعب العريق. وبالإضافة إلى هذا يجب تطهير صفوف أرباب العمل من الجشعين والأنانيين الذين تتعارض مفاهيمهم للعمل مع المبادئ التي يجب أن يقوم عليها التعاون بين أعضاء المجتمع الواحد ليعود هذا التعاون بالنفع على الجميع، فرب العمل يظن أن اندماج العامل في الجماعة الشعبية سيحرمه اقتصاديًا من الوسائل التي اعتاد على استخدامها للدفاع عن مصالحه ومحاربة مستخدميه. كذلك يعتقد رب العمل أن كل محاولة لحماية مصالح العمال الاقتصادية حتى ولو كانت حيوية، تشكل اعتداء على مصالح الجماعة. لذلك يجب مكافحة هذه النظرية الخطرة واعتبارها في رأس المهام التي سيضطلع بها الحزب الجديد.

إن العامل الذي يعتمد ارهاق رب العمل بمطالبه المستحيلة، ويلجأ بحق أمته. وكذلك صاحب العمل الذي لا هم له إلا جني الأرباح الطائلة إلى العنف كلما أراد أن يرهب مستخدميه، هذا العامل يعتبر مجرمًا وخائنًا الذي يجعل منه رجلاً متحجر العواطف، هذا الرجل يعتبر حليفًا ونصيرًا للمشاغبين والماركسيين.

إن نشاط حزبنا يجب أن يوجه إلى العمال بالدرجة الأولى، ليعمل على انقاذهم من حبائل المغامرين الدوليين، وبالتالي لرفع مستواهم الاجتماعي بحيث يصبحون عنصرًا شديد المراس، مشبعًا بالأفكار القومية لا تؤثر فيه الدعايات المضللة. ولن يرفض الحزب الجديد التعاون مع جميع العناصر القومية، ولكنه لن يعمل على اجتذاب طبقة البورجوازيين لأنها ستصبح عالة عليه، وبالتالي ربما ترتب على هذا التعاون نفور العمال منه.

سابعًا: يجب أن توجه دعاية الحزب إلى أحد المعسكرين الذين يؤلفان الأكثرية الساحقة. فالتفاوت في المستوى الفكري يجعل الدعاية المبسطة غير ذات قيمة بالنسبة إلى المعلمين. في حين أن الدعاية الرفيعة لن تلاقي تجاوبًا عند غير المتعلمين. وحتى طريقة التعبير لا يمكن أن تكون واحدة في التوجه إلى الطبقتين. فإذا اعتمدت الدعاية البساطة في التعبير ظلت الأوساط المتعلمة بعيدة عنها، وإذا تركزت على الدعاية الفكرية العالية لن تتمكن من إثارة عاطفة الأغلبية الشعبية.

لن نجد بين مئة خطيب عشرة يتمكنون من مخاطبة جمهور من الحدادين والكناسين مثلاً، وبنفس الوقت يتوجهوا لمخاطبة أساتذة الجامعة. ولا يغيب عن بالنا أن أحسن فكرة لا يمكن نشرها إلا بعد تبسيطها، ويتوقف نجاحها على الذين يتناقلوها أكثر مما يتوقف على مبلغها.

إن قوة انتشار الحركة الماركسية تقوم على وحدة الاسلوب في مخاطبة الجمهور الذي يتألف من طبقة معينة. وقد أدرك الماركسيون أن الأغلبية لا تتمكن إلا من استيعاب التعاليم السطحية، لذلك وضعوا تحت تصرفه كل ما هو ملائمًا لمستوى تفكيره. لذلك يجب على الحزب الجديد أن لا يرتفع بدعايته إلى المستوى العالي، أي فوق مستوى العبء. ففي حفل شعبي يكون الخطيب الذي يغزو قلوب الجمهور هو سيد الكلمة، لا الخطيب الذي يصفق له المتعلمون والمفكرون.

ثامنًا: إن نجاح حركة الاصلاح السياسي تعتمد على نجاح القوة السياسية، فالنجاح هو المقياس الوحيد لملاءمة فكرة ما لمصلحة المجموع. فالقول أن الحركة الثورية في ألمانيا قد نجحت لأن قادة الحركة قد تسلموا زمام الحكم، هو قول هراء، فالنجاح الوحيد الذي تحرزه الثورة هو في جعل الأمة أكثر ازدهارًا.

إن حركة ما تعتبر القوة السياسية هي شرط أساسي لنجاحها، يجب أن تعتمد على تأييد الأغلبية الساحقة من الشعب وأن تعلم أن الحركات الاصلاحية لا تقوم على سواعد رواد الأندية الأدبية وشاربي الشاي ولا على سواعد لاعبي الشطرنج من البورجوازيين.

تاسعًا: الحركة الجديدة في جوهرها وتنظيمها هي ضد النظام البرلماني فهي لا تعترف بسيطرة الأكثرية، هذا النظام الذي يجعل من رئيس الحكومة منفذًا لمشيئة الآخرين. إن حزبنا يحصر المسؤولية بالرجل الذي يتسلم مقدرات الدولة، وبشخص زعيم الحزب. وهذا المبدأ يجب تطبيقه كالتالي:

يعين زعيم الحزب رؤساء للفروع ويكون رئيس الفرع مسؤولاً عن فرعه، وتوضع اللجان الحزبية تحت تصرفه التي تنحصر مهمتها في درس المسائل التي يقدمها لها رئيس الفرع.
إن زعيم الحزب هو المسؤول الوحيد الذي يأخذ مركزه بالانتخاب، وتتولى انتخابه الجمعية العمومية. وهو مطلق الصلاحية نظرًا لجسامة مسؤولياته، فإذا خرق نظام الحزب أو فرط بمصلحة الحزب عملت الجمعية العمومية على اسقاطه وانتخبوا زعيمًا غيره.
هذا المبدأ يجب أن يطبق على الدولة نفسها، فعلى من يطمح إلى الزعامة أن يحمل إلى جانب السلطة غير المحدودة المسؤولية الكاملة.
إن التقدم والحضارة هما نتيجة جهود العبقرية، لا نتيجة ثرثرة الأكثرية. فحزبنا يحارب النظام البرلماني لأنه يقصي النخبة عن الميدان ويفتح الطريق أمام الدجالين والخونة.

عاشرًا: يرفض الحزب الجديد أن يحدد موقفه من المسائل الخارجة عن نطاق عمله السياسي، فهو لا يهدف مثلاً إلى الاصلاح الديني لأن في كلتا الطائفتين الدينيتين دعائمًا قوية يرتكز عليها بقاء شعبنا. والأحزاب التي تنكر على الدين دوره كدعامة معنوية لاستخدامها في الأغراض السياسية، يجب على حركتنا محاربتها بشدة وعنف.
إن حركتنا تهدف إلى إعادة تنظيم شعبنا سياسيًا، ولكنها لن تتصدى لإقامة شكل معين من أشكال الحكم، فالملكية والجمهورية سيان في نظرها، والمهم هو تقرير المباديء الأساسية التي يجب أن تقوم عليها الدولة الجرمانية المثالية.

أما تنظيم الحركة داخليًا فهو متصل بالغاية التي وضعها الحزب والنظام الأنسب هو النظام الذي لا يقيم جهازًا من الوسطاء بين الزعيم وأنصاره فالتنظيم هو نقل فكرة معينة مختمرة في رأس رجل واحد إلى جمهور كبير من الناس. وعندي أن التنظيم هو شر لا بد منه، وهو فوق ذلك واسطة لا غاية.
وما دام العالم مفتقرًا إلى الأدمغة المفكرة التي تقود المخلوقات الآلية فالتنظيم مهمة سهلة بالنسبة إلى تجسيد فكرة ما، فالفكرة تشق طريقها مجتازة المراحل الآتية:

تخرج الفكرة من دماغ رجل واحد ليبشر بها فيجمع حوله عددًا من الأنصار. ونقل هذه الفكرة إلى الأنصار مباشرة هو الطريقة المثلى، ولكن هذا النقل سيصبح متعذرًا بعد ازدياد عدد هؤلاء الأنصار فيتطلب عندئذ الاستعانة بالوسطاء. هذا الشر الذي لا بد منه، وهذا ما يفرض التنظيم على أساس إنشاء شعب وخلايا محلية. بيد أنه لا يجوز التسرع في إنشاء هذه الخلايا قبل أن تترسخ سلطة مؤسس الحركة في المركز الرئيسي لحركته. فمثلاً سحر مكة وروما يعطي الإسلام والكاثوليك قوة منشأها الوحدة الداخلية وخضوع المؤمنين والأنصار للرجل الذي هو رمز لهذه الوحدة. ومن هنا وجب علينا إحاطة المكان الذي انطلقت منه الفكرة، بهالة من القدسية تجعله محجة للأنصار ورمزًا لوحدتهم.

يتضح مما أسلفنا أن الأسس التي يجب أن تقوم عليها حركتنا داخليًا هي الآتية:
1- حصر النشاط في مدينة واحدة هي ميونخ. حيث بها مجموعة كبيرة من الأنصار المتحمسين، ويصار إلى تأسيس مدرسة لتعليم رسل الحركة. وفي نفس الوقت يحاول الحزب فرض وجوده ومحو الوهم العالق في الأذهان باستحالة قيام حركة جديدة تقوى على التصدي في وجه الماركسية والتغلب عليها.

2- لا يصار إلى إنشاء خلايا محلية ما لم تتثبت سلطة المركز في ميونخ.

3- لا يصار إلى إنشاء فروع إقليليمة ما لم تتوفر الاثباتات الكافية على ولاء الأنصار للمركز الرئيسي وتقيدهم بتعلماته. علمًا أن إنشاء مراكز إقليمية يتوقف على عدد كافٍ من الأفراد الذين يعتمد عليهم بإدارة المراكز. ويمكن للحزب أن يجتذب أفرادًا أذكياء فينشئهم تنشئة قوية تؤهلهم للقيادة، إذا توفر لديه المال الكافي. وهذا ممكن بدفع رواتب الموظفين من صندوقه الخاص. أما إذا لم تسمح له ماليته باستخدام رؤساء موظفين، فإنه يعهد بإدارة الفروع إلى رجال لا يبخلون على الحزب بالجهد والوقت والمال.
وقبل إنشاء الفرع يجب تعيين رئيسه، فإذا تعذر ذلك يترك الفرع دون رئيس أو تترك المنطقة دون فرع، لأن الرئيس الفاشل كالقائد الأحمق الذي لا يحسن وضع وتنفيذ الخطط.

إن نجاح حركة سياسية لا يعتمد على تعصب الأنصار واعتبار حركتهم أنبل الحركات وأسماها. ومن يعتقد أن اندماج حركتين متماثلتين يضاعف من قوة الحركة فهو مخطيء. لأن هذا يزيد في النمو الخارجي، مع أن هذا الاندماج يلقي بذور ضعف داخلي تظهر أعراضه بسرعة. ذلك أنه مهما كان التشابه قريبًا فالشبه التام بينهما يبقى مستحيلاً. والطبيعة نفسها لا تسمح بالتزاوج بين جهازين مختلفين، فتعمد إلى استفزازهما إلى القتال ليبقى الأنسب والأقوى.

فالتاريخ يعلمنا أن قوة الأحزاب تقوم على التعصب ضد كل ما هو خارج عنها، وأن أنصار الحزب حين يقتنعوا بصحة فكرتهم يتجندوا للدفاع عنها ولمنازلة خصومهم موقنين أن النصر حليفهم. ولا يزيدهم الاضطهاد إلا شدة وعزيمة. فالمسيحية لم تنتشر وتشتد بالتسويات بين تعاليمها وتعاليم بقية الديانات بل شقت طريقها بفضل تعصبها لرسالتها ودفاعها عنها دفاعًا مستميتًا.

ينبغي لحركتنا أن تعلم وتفهم الشعب الألماني أن اليهودي إذ يقول الحقيقة إنما يحاول تغطية خدعة كبرى، وأن كل افتراء يصدر عن اليهود هو كالشهادة بحسن السلوك. وكل ألمان يهاجمه اليهود هو واحد منا، وكل ألماني يبغضه اليهود هو أفضل أصدقائنا.

يجب على حركتنا أن تفهم أنصارها أن من يقرأ جريدة صباحية يهودية ولا يجد فيها حملة من الافتراء عليه. فمعني ذلك أنه أضاع نهاره السابق سدى، فلو أمضى نهاره السابق في مكافحة نشاط اليهود لوجد في صباح اليوم التالي حملة الإفتراء والتجريح في صحف الصباح.
حين يدرك أنصارنا هذا كله تصبح حركتنا قوية لا يمكن أن تُغلب.

لم يكترث الجمهور لعملنا الحزبي، وكان معذورًا إذ كان عددنا في البداية سبعة رجال لا حول لهم يهدفون إلى تحقيق ما عجزت عنه الأحزاب الكبيرة.
فكنا نجلس في اجتماعاتنا نحن السبعة حول طاولة عارية إلا من أقلامنا وأوراقنا، لنتناقش بضع ساعات في أمور تافهة كتنظيم دعوة أو اعداد بيان. وغني عن القول أن ميونخ كانت في شاغل عن الانتباه لأمر سبعة رجالة يعقدون اجتماعًا. وقد ظل هذا دأبنا إلى أن قررنا توسيع نطاق حركتنا بدعوة الناس لحضور اجتماعاتنا، فنظمنا اجتماعات دورية مرة أو مرتين في الشهر، وتولينا كتابة أوراق الدعوة وتوزيعها بأنفسنا. وحدث أن قمت بنفسي بتوزيع ثمانين بطاقة دعوة على أشخاص طالما امتدحوا حركتنا وكذلك فعل رفاقي فبلغ مجموع ما قمنا بتوزيعه حوالي خمسمائة وعشرين بطاقة ولكن النتيجة كانت مخيبة لآمالنا بشكل كبير، ففي الموعد المعين لم يكن في قاعة الاجتماع سوى الأعضاء السبعة.

بعد هذا الحادث طبعنا أوراق الدعوة على الآلة الناسخة، فضمنا نجاح الاجتماع الثاني فحضره حوالي الثلاثة عشر مواطنًا، وتدريجيًا ازداد الرقم، إلى أن وضعنا إعلانًا في إحدى الصحف المستقلة عن اجتماعنا السادس، وكانت النتيجة مشجعة إذ استأجرنا قاعة في "هوفبروس كيلر" تتسع لمئة وثلاثين شخصًا، وفي الوقت المحدد حضر الاجتماع حوالي المئة وأحد عشر شخصًا.

وقع الاختيار علي لأخطب في الجمهور، وكانت هذه أول مرة أخطب فيها فعارضني معارضة شديدة رئيس الحزب "الهر هارير" الذي كان يظن أني أصلح لكل شيء ما عدا الخطابة ولكن كان "هارير" مخطئًا، فقد اكتشف الجمهور أنني خطيبًا من الطراز الأول، وقد قوطع خطابي بالتصفيق الحاد عدة مرات. وعندما دعي المستمعون للتبرع لصندوق الحركة بلغت حماستهم حدها الأقصى فأقاموا على التبرع ودخل على الصندوق حوالي ثلاثمائة مارك، مما أتاح لنا طبع نشراتنا وتعاليمنا وأوراق الدعوة.

لم يقتصر نجاح الاجتماع على هذه الناحية، فقد كان من جملة الحاضرين بعض الذين حاربت معهم في الجبهة، فمضوا إلى رفاقهم ورفاقي يصفون انطباعاتهم عن الاستماع ويشرحوا لهم مباديء حركتنا وأهدافها، واستطاعوا استدراج الكثيرين لحضور الاجتماعات المقبلة، ولكنهم ما لبثوا أن انخرطوا في الحزب الجديد. وكانوا شبانًا شجعانًا تشبعوا بروح النظام وأخذوا من الخدمة العسكرية شعارًا ممتازًا أن لا مستحيل في الحياة.

وما هي إلا أسابيع معدودة حتى بدأ الحزب يعطي نتائجه الطيبة. كان أول رئيس للحزب الهر هارير، صحفيًا لامعاً مثقفًا. ولكنه كان يجهل مخاطبة الجمهور وإثارة حماسته. وكذلك الهر دركسلر رئيس فرع ميونخ الذي لم يكن هو الآخر ذا موهبة خطابية. وقد لاحظت عليه الضعف والتردد، وقد علمت أنه لم يدخل الجندية قط، فاتضح لي سبب افتقاره إلى معالم الرجولة الحقة، فهو لم يدخل المدرسة الوحيدة التي تنشيء رجالاً يثقون بأنفسهم ثقة لا حد لها.

كان هارير ودركسلر ضعيفي الثقة بأنفسهم وبحركتنا الجديدة. خاصة بما يتعلق بقوة الحركة على سحق كل من يقف في طريق نموها وانتشارها. إن هذه المهمة لجديرة برجال صهرتهم الجندية وحولتهم إلى رجال أصلب وأقوى. وأنا كنت جنديًا قد نسيت في الجبهة شيئًا اسمه "خطر" أو "مستحيل" لأن حركتنا كانت عبارة عن مجازفة خطرة، فقد كان الماركسيون أسياد الموقف يهاجمون كل من يعقد اجتماعات شبيهة باجتماعاتهم، فيعتدون على الحاضرين ويزعموا أن المجتمعين قد تحرشوا بهم واستفزوهم. فقد كانوا يكافحون كل اجتماع يجتذب الجمهور، وكان هذا موقفهم تجاه حزبنا الفتي، الذي بدا اجتماعاته بدعوة العمال والمستخدمين. وعندما أطلقنا على حركتنا اسم "حزب العمال الألماني" بدأ الماركسيون بمهاجمتنا كما بدأ على أنصارنا أنهم خائفون ويفضلون التهرب من الاصطدام مع الحمر خوفًا من الهزيمة، وكنت أنا أعارض هذا التخاذل وأطلب منهم قبول التحدي والعمل على استفزاز خصومنا ومحاربتهم بسلاحه، فسلاح الإرهاب لا يحارب إلا بالإرهاب.

وأخيرًا فازت نظريتي فعقدنا الجمعية العمومية الأولى بعد أن تهيأنا لمواجهة كل الاحتمالات وكان النجاح حليفنا، فعقدنا عدة اجتماعات متتالية. وقد تكلمت في أحد الاجتماعات لمدة ساعة كاملة بحضور حشد كبير من المستمعين. وقد حاولت بعض العناصر التشويش وإشاعة الفوضى إلا أن رفاقنا تصدوا لهم وأوسعوهم ضربًا وطردوهم من قاعة الاجتماع.

وتوالت اجتماعاتنا وازدادت استعداداتنا لصد الاعتداءات بنفس العنف الذي يستعمله الماركسيين، وكان إيماننا قويًا وتعصبنا للفكرة التي بدأت تفتح طريقها قادرًا على نقل الجبال من أماكنها.

انصرفنا بعد ذلك إلى وضع النظام الداخلي للحزب وقد حدثت بعض المناقشات حول القضايا الشكلية كتسمية الحزب مثلاً. بينما انصرفت خلال هذا التنظيم إلى مقامة فكرة قبول بعض الأعضاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم "الألمان الشعبيين". فهؤلاء طبقة من المواطنين لا يعادل عملها الايجابي الصفر، ويتجاوز ادعاؤها الفارغ كل حد. وقد أوضحت لرفاقي أن حركتنا الفتية لن تكسب شيئًا من انضمام رجال مقدرتهم الوحيدة في أنهم أمضوا ثلاثين أو أربعين سنة في خدمة فكرة من الأفكار. إذ أن رجلاً أمضى أربعين عامًا في خدمة ما يعتبره فكرة دون أن يؤمن لها النجاح المطلوب، أو على الأقل دون أن يحول دون انتصار خصومها، هذا الرجل لن يُرجى منه أي خير لحركتنا الناشئة. والأمر من ذلك أن هؤلاء "المناضلين" العريقين يرفضون الانضمام كأعضاء عاديين، بل يطلبون مراكز عالية تتناسب و"جهادهم" الطويل.

وأوضحت لزملائي أيضًا أن هذا النوع من السياسيين الخائبين لا يريدون من انضمامهم إلى حركتنا خدمة هذه الحركة، بل يريدون تنفيذ نظريتهم الخاصة بواسطتنا. ولإن يكن بعضهم يتصرف عن جهل مطبق إلا أن بعضهم الآخر يتصرف بناءً على خطة مرسومة ولهدف معين. ومن بين هذا البعض نجد فئة تريد محاربة اليهود على الصعيد الديني بينما تدعي أن الحركات الاصلاحية في البلاد يجب أن تقوم على أساس عنصري محض.

لذلك قررت إبعاد هؤلاء "العنصريين" فاقترحت تسمية الحزب الجديد "حزب العمال الألماني الوطني الاشتراكي" وهكذا كان، فابتعد عنا محترفي السياسة و"المناضلين" الذين يريدون القتال وسلاحهم القلم والورقة. وقد قام هؤلاء بحملة ضدنا في الصحف المأجورة واليهودية منتقدين شعارنا القائل: "سنرد بعنف على من يحاول ارهابنا بعنف" وادعوا أننا جماعة تمجد القوة ولا تؤمن بالفكر والقيم الروحية.

في بداية العام 1920 قررت أن أهيء إلى اجتماع كبير رغمًا عن الاعتراضات الكثيرة من قبل بعض المتنفذين في الحزب وكانت الصحف الحمراء قد بدأت تهتم بنا وتحمل علينا بعنف، ونحن بدورنا بدأنا نحضر اجتماعات الماركسيين للتشويش عليهم، وكان كل واحد منا يأخذ نصيبه من الضرب واللكم، وقد جعلنا هذا الاسلوب حديث المجتمعات، وتأكدنا أن "أصدقاءنا" الحمر سيحضرون أول اجتماع كبير لنا ليعاملونا بالمثل.

وبالرغم من تأكدي أن خصومنا سيتغلبون علينا في ميدان اللكم والضرب، لكني كنت على ثقة تامة بأن ثباتنا وقوة عزيمتنا ستقوي من معنويات حزبنا في الخارج، فالشعب تبهره القوة والأعمال البطولية. وقد عارض رئيس الحزب هذا الاسلوب فقدم استقالته من رئاسة الحزب فحل محله دركسلر الذي سلمني مهام الشئون الدعائية، فقررت يوم 24 شباط 1920 كيوم الاجتماع الحاسم. وأشرفت بنفسي على طبع وتوزيع النشرات الاعلانية، كما حرصت أن تتضمن المباديء الأساسية للحركة.

وما إن توزعت النشرات حتى صمم الماركسيون وحزب الشعب البافاري على محاربة الحزب الجديد، وكان الحزب هذا مهيمنًا على شئون الحكم في البلد زاعمًا أنه ينهج منهجًا قوميًا صحيحًا. وقد رأيناه يستخدم قوة البوليس لمصادرة نشراتنا من أيدي ألوف العمال الذين ضللتهم الدعاية الماركسية وجعلتهم أعداء للوطن والقومية.

وقد شذ من الحكام حلفاء الماركسيين إثنان فقط هما: أرنست بوهلر مدير البوليس، ومستشاره الدكتور فريك. هان الموظفان الكبيران اللذان كانا ألمانيين قبل أن يكونا موظفين.

في مساء الرابع والعشرين من شباط، دخل على قاعة الاجتماع ما لا يقل عن الألفي شخص. وكان نصفهم على الأقل من الشيوعيين والفضوليين الذين حضروا للتشويش، وكانت النتيجة عكس ما قرروه.

عندما بدأت خطابي شرع أعداء الحركة في التشويش فقاطعوني عدة مرات، ولكن تصدي بعض الزملاء من ذوي العضلات المفتولة فرض الهدوء نسبيًا، وبعد نصف ساعة طغى التصفيق على الهتافات العدائية. وعندما شرحت للحضور منهج الحزب طغت أصوات الاستحسان والموافقة على صراخات الاستنكار. وعندما تلوت على الجمهور المقترحات الخمسة والعشرين أقرها الأعضاء بالاجماع وفي جو حماسي رائع. وهكذا خطبت في مواطنين جمعهم إيمان جديد وإرادة جديدة. وعلمت وأنا أرى الناس تتدافع إلى الخارج بعد انتهاء الاجتماع أن حركتنا ستنتشر بسرعة خاطفة في أوساط الشعب الألماني.

إن جمرة قد اتقدت في تلك الأمسية من شباط، ومن لهيبها سيخرج السيف الذي يعيد إلى سيغفريد الجرماني حريته وإلى الأمة الألمانية الحياة.

لقد تراءى لي موكب البعث وهو يتحرك، وخيل إلي أن إله الإنتقام قد هب ليمحي عار التاسع من تشرين الثاني عام 1918.
 
 

اجتماع حاشد للنازيين الجدد في بودابست بمناسبة معركة الحرب العالمية

اجتماع حاشد للنازيين الجدد في بودابست بمناسبة معركة الحرب العالمية اضغط للتكبير
نازيون جدد أثناء احتفال في بودابست يوم السبت. تصوير: لازلو بالوه - رويترز
2/15/2009 2:01:40 AM
بودابست (رويترز) - احتفل نحو 2000 من النازيين الجدد من أنحاء أُوروبا بالذكرى السنوية لمعركة الحرب العالمية الثانية في بودابست يوم السبت ودعوا القارة الى حماية نفسها من تأثير الأجانب.
وتحتفل عدة جماعات كل عام بما تصفه بأنه "يوم الشرف" عندما حاولت القوات الألمانية والمجرية الخروج من العاصمة المجرية التي كان الجيش السوفيتي يحاصرها في عام 1945 . وتجتذب هذه المناسبة عادة بضع مئات من الأشخاص.
وقال جانوس اندريه دوموكوس الذي يرأس احدى المنظمات "سكان اوروبا القدامى يفقدون تقاليدهم وانخفض وجودهم هنا الى الهامش."
وكسب اليمين المتطرف بعض التأييد في المجر منذ تفجر الأزمة المالية العالمية. وتظاهر أكثر من 1000 مؤيد لحزب جوبيك يوم الجمعة احتجاجا على ما قالوا انه زيادة في الجرائم التي يرتكبها شعب الروما وهم أكبر أقلية في المجر.
وقالت الشرطة يوم السبت انها اعتقلت خمسة أشخاص بينهم أربعة كانوا يحملون مُعدات يمكن استخدامها كأسلحة.


يقتلون ويحرقون الأجانب ويعتدون علي الفتيات

 
 
 
مشاركةبواسطة نورس في الأربعاء نوفمبر 28, 2007 3:37 am

يقتلون ويحرقون الأجانب ويعتدون علي الفتيات



واجهت الحكومات الألمانية التي تعاقبت علي السلطة في بون ثم في برلين الفشل الذريع في مكافحة النازيين الجدد.

فعلي الرغم أن جرائمهم بلغت ذروتها في عام 1992 بعد عامين تقريبا علي استعادة ألمانيا وحدتها، وكون غالبية هذه الجرائم وقعت ضمن أراضي جمهورية ألمانيا الديمقراطية التي اختفت من الوجود، فإن أحزاب حكومات الائتلاف والمعارضة عجزت عن وضع حد لعنف اليمين المتطرف.

وترمز أسماء مدن ألمانيا اليوم إلي جرائم قتل عنصرية بشعة علي سبيل المثال فإن اسم هويرز فيردر يعيد إلي الأذهان كيف قام عنصريون ألمان بمحاصرة لاجئين أجانب في مبني أضرموا فيه النار ونقل التلفزيون الألماني الصور المشينة مباشرة علي الهواء فيما وقف النازيون الجدد يهتفون باسم هتلر. وفي بلدة غبن أيضا في الشطر الشرقي طارد عنصريون ألمان مواطنا جزائريا أصيب بجراح بليغة في فخذه ولجأ إلي بيت حيث توفي نتيجة النزيف دون أن يقوم أحد باستدعاء سيارة إنقاذ. لكن الجرائم العنصرية التي تأتي في النهاية علي حساب النازيين الجدد لا تقع في الشطر الشرقي فقط.

فقبل أيام قليلة مرت خمس عشرة سنة علي (المحرقة) التي وقعت في مدينة مولن بولاية شليزفيج هولشتاين. فقد توفي ثلاثة أتراك بعدما قام اثنان من المتطرفين الألمان بتاريخ 23 نوفمبر عام 1992 برمي قنابل حارقة علي منزلين يسكن فيهما مهاجرون أتراك. بعد وقت قليل علي رمي القنابل ألقت الشرطة المحلية القبض علي شابين أدينا لاحقا. لكن الحادثة أدت إلي موجة غليان في الشارع الألماني وتظاهر مئات الألمان والأجانب في مختلف المدن حاملين الشموع.

وكانت هذه ضمن جملة من الاعتداءات التي نفذها اليمين المتطرف في عام 1992 الذي وصف بالعام الساخن. وأهاب مسؤولون ألمان بأن يتجرأ أبناء الشعب علي مواجهة النازيين الجدد ورفض جرائمهم وإيديولوجيتهم القائمة علي العنف والشعارات الرخيصة. بعد خمس عشرة سنة علي جريمة مولن أقامت مبادرة ألمانية تطلق علي نفسها اسم (نعيش سويا) نشاطات في هذه المدينة لاستعادة ذكري الجريمة وتخليد ضحاياها من جهة والدعوة مجددا إلي نبذ العداء ضد الأجانب من جهة أخري.

في اليوم الذي تمت فيه فعاليات (نعيش سويا) وفيما أجواء التعايش السلمي بين الأجانب والألمان كانت علي أفضل وضع، كانت وكالات الأنباء تخط أسطرا سوداء ملطخة بالدم. ويشاء القدر أن تقع جريمة جديدة علي أيدي النازيين الجدد أثارت غضب الشارع الألماني وألقت الأضواء من جديد بشاعة جرائمهم وكذلك ضعف السياسة في وقفهم عند حدهم. حدثت الجريمة في مدينة ميتفايدا بالشطر الشرقي وتم الإعلان عنها بعد مضي ثلاثة أسابيع علي وقوعها وتحديدا بعد يوم وصف بأنه ناجح للمدينة. إذ حصلت المدينة علي مبلغ خمسة ملايين يورو قدمت إلي شركة (كوتيسا) العاملة لشركة تصنيع طائرات إيرباص التي تري نفسها نموذجا للنجاح الاقتصادي الذي بدأ يتحقق في الشطر الشرقي. إذ تم ضمان مئة وظيفة عمل في مدينة ميتفايدا البالغ عدد سكانها ستة عشر ألف نسمة. بينما هذه المدينة بدأت تنتعش اقتصاديا وتستعد لتنمو وتزدهر، فإن الجريمة العنصرية التي وقعت فيها أوضحت أن المدينة تعاني من مشكلة رغم كل الإيجابيات التي حصلت فيها، إذ أنها تعاني من مشكلة اليمين المتطرف.



وهذا ما أكدته المعلومات والتقارير التي سرعان ما تناقلتها وسائل الإعلام المحلية ودارت حول اعتداء بشع قام به النازيون الجدد الذين اعتدوا علي فتاة في كاراج عام للسيارات وقاموا بحفر الصليب المعقوف علي ظهر المسكينة التي تبلغ سبع عشرة سنة من العمر. وقد دفعت الفتاة الثمن غاليا لشجاعتها إذ تشير المعلومات التي نشرت في هذا السياق أنها تدخلت حينما لمحت أربعة من الشباب ذوي الرؤوس الحليقة Skinheads يرتدون ثياب الميليشيا التقليدي للنازيين الجدد وهم يرعبون فتاة في السادسة من العمر من المهاجرين الذين ينحدرون من أوروبا الشرقية.

وعندما نهرتهم الفتاة وطلبت منهم ترك الفتاة الصغيرة وشأنها تحولوا إليها ليصبوا جام غضبهم عليها. قام ثلاثة من المعتدين بالإمساك بها بينما قام رابعهم بتقطيع ملابسها بسكين وبدأ يشطب بسكينه رسم الصليب المعقوف علي ظهرها.

بينما ملأت المكان صراخا من شدة الألم وطلبا للنجدة، فعل الناس في هذا المكان ما يفعله غالبية الألمان الشرقيين عندما ينفذ النازيون الجدد اعتداءاتهم، إذ أغلقوا الأبواب والنوافذ. لكن الفتاة ظلت تقاوم وحالت مقاومتها الشرسة دون تمكين النازيين الجدد الأربعة من استخدام السكين لحفر الصليب المعقوف (شعار النازية) علي وجنتها. واستطاعت الفرار من المجرمين.

الثابت أن بعض الناس راقبوا ما حصل من شرفات مساكنهم لكن كما أكدت التقارير لم يتدخل أحدهم لنجدة الفتاة أو علي الأقل إبلاغ الشرطة.

بعد أيام علي وقوع الجريمة تم تقديم بلاغ للشرطة وذلك عقب قيام الفتاة بإخطار والدتها حول ما حصل. وأكد الطب الشرعي أن الفتاة تعرضت فعلا إلي اعتداء كما استطاع أمن الدولة التعرف علي الفتاة الصغيرة التي وقعت بدورها فريسة بأيدي النازيين الجدد وأكدت للمحققين صحة أقوال الفتاة التي أنقذتها ودفعت الثمن غاليا لقاء ذلك.

علي الرغم أن الفتاة البالغة 17 سنة من العمر تمكنت من التعرف علي أحد المعتدين إلا أن قاضي المحكمة المختصة رفض طلب المدعي العام بإصدار مذكرة اعتقال ضده والسبب عدم وجود دليل علي مسئوليته.

وعثرت الشرطة في الغرفة التي يقطنها الشاب البالغ 19 سنة من العمر علي شعارات نازية ترمز إلي مجموعة (شتورم 34) التي تم حظر نشاطاتها في أبريل الماضي بعد زيادة عدد اعتداءات النازيين الجدد بصورة ملحوظة.

وعبر ماتياس دام عمدة مدينة ميتفايدا عن غضبه لما حصل. وهو خلافا للمسئولين في مدن ألمانية شرقية أخري، لم يبرر الجريمة أو يقلل من خطرها. علي سبيل المثال قبل بضعة أسابيع هاجم النازيون الجدد ثمانية من المواطنين الهنود وطاردوهم بين الناس وأوسعوهم ضربا بينما الناس يتفرجون ولم ينذر أحدهم الشرطة.

وقال عمدة مدينة ميتفايدا أن ما حصل من اعتداء وتجاهل التدخل لنجدة الفتاتين (قذارة) لا مثيل لها ووصف تصرف المواطنين الذين تجاهلوا ما كان يحصل بأنه عار. وأشار إلي أنه يقدر عاليا شجاعة الفتاة لكنه سلم بأن الواقعة تؤكد أنه دون تعاون المواطنين لا يمكن وقف النازيين الجدد.

وكشفت تصريحات عمدة مدينة ميتفايدا أنه حانق أيضا علي القضاء ليس فقط لامتناعه عن إصدار مذكرة إيقاف ضد أحد المشتبه بهم. إذ رغم حظر نشاطات تنظيم (شتورم 34) فإن محاكمة رئيس المجموعة لا تسير ببطء فحسب بل تم تحويل ملف القضية إلي محكمة أخري ليست مختصة.

وقال دام أن النازيين الجدد لا يشعرون أنهم يتعرضون إلي ضغط من الدولة وأكد أنه احتج علي عدم قيام المحاكم بالضغط علي النازيين الجدد مما يجعلهم يشعرون بالقوة ويشجعهم علي ارتكاب جرائم عنصرية جديدة. ويتم عادة تحويل ملف القضية من محكمة إلي أخري في مدن الشطر الشرقي إلي أن تطوي القضية في ملف النسيان. هذا أيضا حصل بعد اعتداء مدينة موجلن علي الهنود الثمانية. بعد أن تناقلت وسائل الإعلام العالمية أخبار الاعتداء العنصري واحتجت الهند وطلبت تفسيرا من الحكومة الألمانية، لا تتوفر معلومات عن إيقاف أحد أو إصدار مذكرات إيقاف.

فعندما وقع الاعتداء كانت المشكلة حصول المحققين علي شهود رغم أنه عندما تم الاعتداء كانت ساحة المدينة تشهد احتفالات صاخبة بحضور مئات الأشخاص، لكن الشرطة في الشطر الشرقي التي تتعرض للاتهام بأنها متواطئة مع النازيين الجدد مثل القضاء، لم تتمكن حتي الآن من الحصول علي شهود وبالتأكيد علي مشتبهين
.
صورة

تقنية الأطباق الطائرة تقنية قديمة جدا

 
بسم الله الرحمان الرحيم
 
أن تقنية الأطباق الطائرة تقنية قديمة جدا .. قد ظهرت في عصور هتلر وألمانيا النازية .. وقد أستخدمها هتلر في الحرب العالمية الثانية .. وقد وثق التاريخ هذا الحدث التاريخي.. بالكتب والصور المنتشرة في الكثير الكثير من مواقع الأنترنت .. فهذه التقنية تقنية أتتنا من (عالم جوف الأرض) فأرضنا مجوفة .. نعم أرضنا مجوفة هذا حقيقي .. وقد صنع هذه التقنية سكان جوف الأرض( يأجوج ومأجوج ) قبلنا بكثيرً من الأزمان .. وقد أخذ هتلر هذه التقنية منهم عن طريق التحالف معهم .. وسجل التاريخ نزول رجال أتونا من جوف الأرض بأطباقهم الطائرة في قاعدة (نورمان) الجوية النازية .. حيث تحالفوا مع هتلر ضد جيوش الحلفاء.. وتم التواصل مع سكان العالم الداخلي عن طريق (جماعة ثول) الشيطانية التي كانت تحضر الجن .. للتواصل مع سكان جوف الأرض ..



فأرضنا مجوفة حقا ..؟؟ وهنالك عوالم كثيرة بجوفها لا تعرفها ..!! فيمكنكم معرفة الكثير عن حقيقية أرضنا المجوفة .. بدخواكم لباب: عوالم جوف الأرض (الأرض المجوفة) .. من هذا الرابط ..

 
 


فهتلر والنازيون كانوا على علم مبين .. بتقنية الأطباق الطائرة ..وتقنيات أخرى .. قد عرفوها من سكان جوف الأرض ..


وهذا أمرً حقيقي ..وهذا مما علمهم به أمم جوف الأرض .. وكانت عندهم وثائق وصور تخبرهم بكيفية تصنيع الأطباق الطائرة .. وقد سرقوها منهم أمريكا وروسيا وبريطانيا والحلفاء حين أجتياحهم لألمانيا ..

أبان نهاية الحرب العالمية الثانية ..فكل هذه الطائرات التي نعرفها تطورت من تقنية الوثائق والصور المسروقة من هتلر والألمان النازيين .. وقد كانت الطائرات من قبل ذالك بدائية
 
 
وهذه صور تبين نزول رجال من أمم جوف الأرض بقاعدة (نورمان) الجوية النازية :



هذه صورة هتلر وهو يصافح رجل منهم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
وهذة صورة ضابط نازي يصافح قزم من اقزامهم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
 
هذة صورة ضابط من ضباط هتلر مع أحدهم

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

 
 
فالكائنات الفضائية والأطباق الطائرة .. في الحقيقة ليست قادمة من الفضاء كما يزعم المضللون ..

بل أنها قد قدمت من عوالم جوف الأرض .. وهي قد جاءت لعالمنا من داخل أرضنا المجوفة ..

فالناس العالميون حينما شاهدو الأطباق الطائرة لأول مرة وشاهدوا سكان جوف الأرض .. وقد سقطت أطباقهم من السماء على سطح الأرض .. ولم يجدوا لهم ولا لأطباقهم مصدر محدد يبين وجودهم على سطح الأرض ..!!

قالوا أنهم كائنات فضائية وأطباق فضائية جائتنا من الفضاء الخارجي .. لاكن الأستخبارت الفدرالية الأمريكية ورؤساء الدول الأوربية العظماء يعرفون جيدا أن أن الأطباق الطائرة أتيه من عوالم جوف الأرض ..وأن في جوف الأرض ناس وعوالم كثيرة لا نعرف عنها ألا القليل ..

وحتى هتلر قد قال ذالك وأمن أن بجوف أرضنا عوالم .. وأن الأطباق الطائرة مصدرها منها ..


وهذا فديوا موثقين بالصور يؤكدين مشاركة الأطباق الطائرة في الحرب العالمية الثانية بجانب هتلر..











فتقنية الأطباق الطائرة تقنية موجودة فعلا .. وهي تقنية كهرومغناطيسية .. يصنع الطبق الطائر من معدن المغنيسيوم لقابلية شحنه القوية بالمغناطيس .. فالطبق الطائر مصنوع بعلم الفيزياء بعدن المغنيسيوم كما قال الشاعر:

أطـائرً فـي أفق السـماءِ مـدور(ن)***كأنهُ طحنً مُدجـجُ بالقباب
يطــيرُ بغـــير جــناحينِ بطـاقـــتن***ومـا يعـيبُ طــيرانهُ عاب
كـأنهُ بمــعدن اللــجينِ مُســـقل(ن)***وكـــــأنــهُ لــيسَ لـهُ بـاب
وهوا بمعدن المغنسيوم مصنع(ن)***بسـحر الفــيزياء العـجاب
تختــالهُ حـــينَ تـــراهُ مُحـــلق(ن)***طــبق(ن) معلقاً بالسحاب

والأن سوف أريكم أن هذه التقنية تقنية .. حقيقية وموجودة قد أتتنا من عالم جوف الأرض:


هذا رجل صنع طبق طائرة وطار به .. والاخباريين يصورونه .. وقد أنتشر خبره في الغرب





فديو به صور لتجارب ناجحة لصنع الطبق الطائر





طبق طائر أخر ورجل يطير فيه



فديو لطائرة شبية بالطبق الطائر تطير من غير جنحان









تقنية غريبة أشبة بتقنية الأطباق الطائرة








وهذه (فريرة) تطير بسحر الفيزياء .. كذالك الأطباق الطائرة






وهذه كور أرضية مجسمة ..مضادة للجاذبية طائرة .. تطير في الهواء بدون أي ماسك يمسكها .. وذالك بسبب الطاقة الكهرومغناطيسية .. كذالك هي الأطباق الطائرة




فمن هذا كله نستيقن أن الأطباق الطائرة حقيقة .. وأنها تقنية علمية غير معترف بها ..كذالك سكان جوف الأرض فهم حقيقية لا يمكن نكرانها .. وعلى مر الزمان سوف تعرفونهم جيدا


وهذه مقاطع لفديوات قد تم تصويرها للأطباق الطائرة:





الطبق الطائر بجانب أبراج التجارة .. وهذا قبل تدميرها بكثير :



طبق طائر يحلق على بعد مسافة ثلاثين أو عشرين متر ..؟؟؟ وتلاحضونه جيدا حينما يحلق فوق المصور بالثانية 28:





أربعة عشر طبق طائر تحلق فوق نيويورك :



فهل عرفتم الأن أنها موجودة ..!!!!

أنها فعلا موجودة ..؟؟

 
 
 
 
الثلاثاء 19 شوال 1431 - 28 سبتمبر 2010
لأول مرة .. لقطات نادرة من الحياة الشخصية لهتلر

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيتناول الطعام مع زوجتهكشفت صحيفة * دايلي ميل* البريطانية لأول مرة عن مجموعة من الصور النادرة للزعيم النازي الألماني أودلف هتلر تبرز فيها العديد من الجوانب الخفية في حياته الشخصية وذلك في الفترة التي شهدت أوج مجده وأحكم فيها الحزب النازي قبضته على ألمانيا.
والتقطت الصور فى الفترة من 1936 إلى 1945، وهي الحقبة التى شهدت اقتراب الحرب العالمية الثانية على دول الجوار الأوروبي.

أولى الصور التي استعرضتها الصحيفة والتقطها * هوجو جايجر* كانت عام 1939، عندما تلقى هتلر سيارة ماركة *فولكس فاجن* صممت خصيصاً له في عيد ميلاده الخمسين وأهداها *فرديناند بورش*.

وتلقى الزعيم النازي السيارة ذات اللون الأسود اللامع في منزله الذي يدعى *عش النسر* بجبال الألب وهو كوخ بمنطقة جبلية كان يخطط من خلاله للعمليات الحربية والعسكرية.

صورة أخرى عرضتها الصحيفة يتناول فيها هتلر الطعام مع زوجته *إيفا أنا باولا براون *التي لم تسمع بوفاته منذ عام 1949، وحتى عام 1954، أما الصورة الثالثة فيظهر فيها هتلر محاطاً بمجموعة من الطالبات النمساويات عام 1939، وذلك في زيارة لـ *برونو* مسقط رأسه التي شهدت ميلاده عام 1889.

اللقطة الرابعة يبدو فيها الزعيم النازي مرتدياً القبعة الجبهة العمالية ويظهر مستلقياً على الأريكة مع النائبة *إنجي* زوجة *روبرت لاي* عام 1939، وذلك فى رحلة بحرية على ظهر أحد السفن، بينما تشير الصورة الخامسة لاستعداده لاستقبال الضيوف فى أحد الحفلات.
هناك صورة أخرى يسلم فيها هتلر بحرارة على المصور الفوتوغرافي الرسمي *هاينريش هوفمان* في برلين يوم 20 أبريل عام 1939، بينما يقف هتلر في الصورة الأخيرة مع أحد السيدات الغير معروفات.
بعض الصور وصفتها الصحيفة دون أن تقوم بنشرها منها لقطة تظهر هتلر وهو يضحك سعيداً خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية * الكريسماس* عام 1941، والذي شهد مقتل حوالى 43000 من البريطانيين فى الغارات لالمانية.
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهتلر يتلقى سيارة هدية

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيتناول الطعام مع زوجته

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهتلر يزور مدرسة بالنمسا مسقط رأسه

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةأدولف هتلر مع النائبة إنجي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةفى احد الحفلات ويستعد لاستقبال الضيوف
نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةيسلم على المصور الرسمي

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلةهتلر يتحدث إلى أحد السيدات