samedi 14 mai 2011

النازيون الجدد في ألمانيا ....

النازيون الجدد في ألمانيا ....



أصبح النازيون الجدد أو اليمين المتطرف يشكل قوة سياسية و حركة اجتماعية بألمانيا.
وقد سجل الفاتح من مايو المنصرم، دخول النازيين الجدد مرحلة جديدة، إذ قاموا بارتداء أحدية رياضية و نظارات سوداء و حملوا شعارات يسارية تطالب بتدمير الرأسمالية ،مما جعل العديد من المهتمين و الصحافيين يعتبرون أن هذا الأمر مؤشرا على تشكل قومية جديدة تريد منافسة اليسار الألماني.



و قد شكل فوز حزب اليمين المتطرف ودخوله إلى برلمان ثالث ولاية ألمانية هزة في الأوساط السياسية الألمانية، كما شكل تهديدا واضحا للدولة الألمانية التي تحاول المصالحة مع ذاتها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.

وبعد حصوله على نسبة متقدمة هذه المرة بالمقارنة مع الانتخابات السابقة، استطاع الحزب المتطرف احتلال موقع سياسي مهم بولاية ماكلنبورغ الواقعة جغرافيا بألمانيا الشرقية، وسمح للصوت النازي بدخول ثالث برلمان ألماني وفق القوانين الألمانية التي تقر بضرورة الحصول على نسبة 5 في المئة على الأقل من أصوات الناخبين لولوج مبنى البرلمان.




دلالة النازية في القاموس الألماني


ومما لاشك فيه أن الحديث عن جذور النازية يفرض علينا التدقيق في ما تحمله كلمة نازي من دلالة في اللغة الألمانية. فهي تعني اختصارا اسم حزب العمال الألماني القومي الاشتراكي الذي تأسس في مدينة ميونخ عام 1919 تحت اسم حزب العمال الألماني الذي انضم إليه أدولف هتلر في نفس العام قبل أن يتسلم رئاسته بعد وقت قصير،
فقام بتعديل اسمه بإضافة مفردتي القومي الاشتراكي.

ويوظف هذا الاصطلاح أيضا للدلالة على ما يتعلق بالحكم الديكتاتوري في ألمانيا النازية بين الأعوام 1933 و 1945، أو ما يعرف باسم الرايخ أو المملكة الثالثة.


ويدافع أتباع النازية عن مجموعة من الأفكار القائلة بأن العرق الآري متفوق على باقي العروق والأجناس الأخرى، بل يروجون للتفوق العنصري الألماني كدولة مركزية قوية.

ويتخذ النازيون الصليب المعقوف شعارا لهم يوظفونه من أجل التميز و الظهور في التظاهرات العمومية.


أما حزب اليمين المتطرف الألماني فإن مؤيدوه يدافعون عن ضرورة تحمل حزبهم للمسؤولية في الحكم مما يقابل بالرفض القاطع من طرف الطبقة السياسية بألمانيا.





ألمانيا تقع تحت تهديد النازية الجديدة !



حسب استطلاع تم لحساب مجلة "ديرشبيغل" المعروفة، تأكد أن 63 في المئة من الألمان يؤيدون حظر نشاطات الحزب القومي الألماني اليميني المتطرف، لكن كيف يتم هذا الأمر و الحكومة الألمانية سبق وأن فشلت في الحصول على قرار يحظر نشاطات هذا الحزب المتطرف من قبل المحكمة العليا، حتى أن المستشار السابق شرودر طلب من مساعديه إعادة النظر بالسبل القانونية للتقدم بدعوى جديدة لمنع نشاطات الحزب القومي نهائيا.


و من المعروف أن شرودر كان يفكر في النتائج الوخيمة التي تحصدها ألمانيا و السمعة السيئة في العالم خصوصا في الولايات المتحدة وإسرائيل، حين يتظاهر النازيون الجدد أمام النصب التذكاري لضحايا الهولوكوست.

وينظر العديد من جيران ألمانيا بنوع من الريبة و القلق إلى تنامي انتشار النازيين الجدد داخل المجتمع الألماني، وهم يسعون إلى الزحف من برلمان داخل الولايات نحو بلوغ البرلمان الاتحادي في برلين، وهذا أمر مستبعد لكنه يمكن أن يتحقق في أي وقت من الأوقات.



ويذكر أن وجود اليمين المتطرف لا يقتصر على الأحزاب و التيارات المعروفة، بل يتعداه إلى أشكال و حركات عديدة مثل حليقي الرؤوس التي لا تتوانى عن إظهار ولائها المطلق للإيديولوجية النازية إضافة إلى الخلايا و التنظيمات السرية التي يصعب الوصول إلى معرفتها.


وتقول التقارير الصحفية، بأن هناك ظاهرة نازية جديدة تنتشر داخل المجتمع الألماني و تعرف باسم "فصيل الجيش البني"، وهو اسم مستعار مأخوذ من اسم "فصيل الجيش الأحمر" اليساري المنحل.


هذا، إلى جانب حزب اتحاد الشعب الألماني، الذي يجمع ما بين النزعتين الانتقامية والانضمامية مع بعض الميل إلى إعادة الاعتبار إلى المرحلة النازية، ويستقطب في المناطق الشرقية من ألمانيا، قسماً من الشباب المهمشين، ومن الطبقة العاملة الذين غالباً ما يحنون إلى عملية الدمج الاجتماعية والاقتصادية في جمهورية ألمانيا الديموقراطية.





وتستمر عقدة الماضي في الحاضر الألماني...!




وبعد مرور أكثر من ستين سنة على الحرب، مازالت ألمانيا تحاول المصالحة مع التاريخ و تنظر إلى نفسها على أنها عاجزة عن محو إيديولوجية أدولف هتلر والتي أعلن عليها في أطروحته المعروفة يوم الرابع و العشرين من عام 1920 بمدينة ميونخ.


هذا الوضع المتوتر دفع بحكومة برلين إلى المزيد من المراقبة و الضغط على المنظمات المتطرفة حتى أصبح التلفظ بكلمات مثل أمة أو إظهار الشعور بالانتماء إلى الوطن عيبا اجتماعيا بعد أن كان في خانة المحرمات السياسية سابقا لأن ذلك يتم ربطه دائما بالتراث النازي.


وتعبر عن هذا الغبن الألماني كلمات أحد مغنيي الروك الألمان، ويدعي تيس أولمان الذي قال مرة أن الانتماء إلى ألمانيا لا يمثل افتخارا.


ولعل الضجة التي أثارتها اعترافات الكاتب الألماني الشهير غونتر غراس بعضويته السابقة في فرق الوحدات النازية الخاصة، لدليل على عودة شبح النازية الذي يقض مضاجع الألمان ويجعلهم يعيشون ماضيهم باستمرار في حاضرهم!

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire