lundi 27 août 2012

الألمان عنصريون ؟




هل الألمان عنصريون؟





كُشف مؤخراً عن خلية ارهابية ارتكبت سلسلة جرائم ضد الأجانب 

تثار الآن أسئلة حول حجم ظاهرة العنصرية في ألمانيا. الدراسات الحديثة تشير إلى تراجع هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، لكن البعض يطالب بعدم التسرع في تقييم نتائج هذه الاستطلاعات بإيجابية والنظر إلى الوجه الآخر من العملة.

عندما أجرى معهد "ألنس باخر لاستطلاع الرأي عام 1984 دراسة لمعرفة رأي المواطنين في ألمانيا الغربية حول إقامة الأجانب في بلادهم، أكد 79 % منهم أن عدد الأجانب المقيمين في بلادهم أكثر مما ينبغي. وبعد مرور 25 عاماً قام المعهد بإجراء مسح آخر في ألمانيا الموحدة، أظهرت نتائجه أن 53 % فقط يرون أن عدد الأجانب المقيمين في بلادهم أكثر مما ينبغي. المثير في الأمر أن عدد الأجانب قد شهد ارتفاعا في المناطق، التي أجريت فيها الدراسة من حوالي 7 % إلى ما يقارب 10 %.
التناقض بين نتائج الدراسة والواقع الفعلي يعود لأسباب تتعلق بالوضع الاقتصادي وبالتطورات المجتمعية وبالعوامل النفسية والاجتماعية المرتبطة بالتعصب الفكري والسلوكي، كما يوضح المحللون. 
التقلبات الاقتصادية والتقلبات في مزاجية الألمان



الشرطة تقتاد المرأة التي سلمت نفسها بعد مقتل العنصرين الآخرين من عصابة اليمين

جرائم قتل على مدى أكثر من 10 سنوات أغلب ضحاياها من الأتراك، عمليات سطو مسلح طالت 14 بنكا في عموم ألمانيا، ثم تنسف قنبلة مجهولة بيتا ضم القتلة ليعثر فيما بعد على اثنين منهم وقد انتحرا برصاصة في الرأس واحرقا بيتهما المؤقت، أما شريكتهما فقد سلمت نفسها فجأة إلى الشرطة بعد ان توارت بداية عن المشهد كعادتها، وفي نهاية الأسبوع اعتقلت الشرطة شخصا رابعا على خلفية ارتباطه بالمجموعة القاتلة. كل السيناريو والاعترافات المسجلة التي عثرت عليها الشرطة تثبت أن العصابة هي تنظيم يميني مسلح يستهدف الأجانب، أما قتلهم لشرطية وجرح زميلها فقد يكون بسب اعتراضهما سبيل العصابة.
ألمانيا التي عانت من جرائم جماعة اليسار الرديكالي المسلح ( بادر ماينهوف) في سبعينات وثمانينات القرن الماضي، تقف اليوم مذهولة أمام جرائم اليمين المتطرف ( كاميراد شافتن) وهو الوريث الطبيعي للنازية التي دمرت ألمانيا والعالم قبل أكثر من ستة عقود ، فيما لا تبتعد عن المشهد جرائم وتهديدات الإسلام الراديكالي .
يستهدف اليمين المتطرف في العادة الإثنيات غير الألمانية التي تعيش في البلد ، وخاصة الأتراك لأنهم اكبر أثنية مهاجرة اختارت الإقامة بعد الحرب العالمية الثانية. نشاط اليمين يتركز في شرق 
وجنوب البلد، والعاطلون عن العمل حليقو الرؤوس قليلو التحصيل هم ذراعه المسلح سيء السمعة. 

العنف اليميني ظاهرة تثير القلق

الثلاثي القاتل

مستشار فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في ألمانيا نبيل يعقوب تحدث إلى دويتشه فيله مشيرا إلى أن المجتمع الألماني" يواجه اليوم ظاهرة خطيرة تتمثل في انتشار الفكر اليميني المتطرف الميال للعنف عن طريق الأحزاب اليمينية وتنظيماتها المسلحة من مجموعات عنصرية لا تمثل الرأي العام ولكنها تنشر أفكارها وسط مجموعات اجتماعية وشبابية معينة".
وبرأي يعقوب فإن "الإشكال الحقيقي أن هذا المد العنصري وصل أيضا إلى وسط المجتمع، فأصبح الأمر لا يتعلق بنازيين منظمين ولا بمجموعات متطرفة يمكن تعريفها سياسيا بدقة، نحن لا نتحدث هنا عن اكتشاف المجموعة الإرهابية في الآونة الأخيرة، بل نتحدث عن ظاهرة عامة، ففي خلال العقدين الماضيين قتلت مثل هذه المجاميع أكثر من 150 شخصا بسبب لون بشرتهم المختلف أو نمط حياتهم المختلف أو عقيدتهم المختلفة أو بسبب رأيهم المختلف".

التعامل مع الاثنيات يثير الجدل في ألمانيا

ويقارن نبيل يعقوب بين المجتمع الألماني ونظيريه الفرنسي والبريطاني، حيث " أصبح التعامل مع الأثنيات المكونة للمجتمع مسألة معترف بها، أما هنا في ألمانيا، فما زال هذا الأمر موضع نقاش، وهذه ظاهرة غريبة في القرن الواحد والعشرين وبعد عقود من التطور الديمقراطي في هذا البلد، كما أن مسبباتها يعاد إنتاجها بين حين وآخر" وأوضح يعقوب "مثلا قبل وخلال الحملات الانتخابية تلجأ الأحزاب الكبرى الممثلة في البرلمان ( وخصوصا المحافظة منها) إلى إثارة مشكلات الأجانب لجعلهم كبش فداء يلصقون به المشاكل الاقتصادية وغيرها من مشاكل البلد، والضجة الكبرى التي أثيرت حول كتاب تيلو زاراتسين ( ألمانيا تلغي نفسها) تبين إلى أي حد يمكن أن يتسع صدر وسائل الإعلام لمثل هذا اللغط بما يسهم بشكل سيء وضار للغاية في تشكيل الرأي العام".


صورة وجدت مخزنة على كومبيوتر احد المتهمين وتشيرا لى فعاليات منظمة يمينية متطرفة


تنامي قدرة اليمين المتطرف وتفاقم اعتداءاته يعيد إلى دائرة الضوء الدعوات التي أطلقت في أكثر من مناسبة على مدى عقود لحظر الحزب القومي المتطرف، فقد دعا زعيم المعارضة فرانك فالتر شتاينماير الثلاثاء 15.11.2011 لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لحظر الحزب القومي المتطرف بعد ظهور دلائل قوية على تورطه في سلسلة من الجرائم الإرهابية التي استهدفت أجانب في ألمانيا. وقال شتاينماير "يبدو لي الحزب القومي المتطرف كأنه الذراع السياسي الذي يمثل مثل هذه الحركات السرية". كما رأى شتاينماير أن كثرة عملاء الهيئة الألمانية لحماية الدستور "أمن الدولة" داخل هذه التنظيمات لا يحقق الأمن المرجو من وراء هذه العلاقات. 

"عنف اليمين : نتاج مباشر لظاهرة إسلام فوبيا"

بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر، أصبح الخوف من الإسلام والعداء له ظاهرة تجتاح اغلب المجتمعات الغربية، وألمانيا ليست استثناء في هذا المجال، فقد أثبتت دراسة قام بها البروفسور هارتماير من معهد بحوث النزاعات والعنف في جامعة بيليفيلد ومن خلال إحصاءات وأرقام ووقائع مثبتة أن العداء للإسلام والخوف منه قد أضحى ظاهرة اجتماعية خطيرة في أنحاء البلد.
مستشار فرع ألمانيا للمنظمة العربية لحقوق الإنسان نبيل يعقوب عزا تفاقم ظاهرة إسلام فوبيا وما سببته من تنامي العداء للمسلمين من الأجانب على وجه الخصوص " إلى وسائل الإعلام التي ما انفكت تلقي بمسؤولية التدهور الاقتصادي والاجتماعي في بعض مجالات المجتمع بألمانيا على الأقليات المسلمة التي تعيش في هذا البلد".
لكن اتجاه الرأي العام في ألمانيا وكبريات الصحف يميل إلى الاعتقاد بأن قصور أداء أجهزة الأمن في ولاية تورنغن وسكسونيا نابع من سوء تقديرها لخطورة الجرائم التي ارتكبتها العصابة التي أشعلت برميل البارود، لاسيما وان التحقيقات كانت ترفض في الغالب نسبة تلك الجرائم إلى أسباب عنصرية، وترفض اعتبارها صادرة عن مجموعة واحدة. 

*********************************************************************
هل تتجه ألمانيا نحو اليمين المتطرف فعلاً؟

هل تتحوّل ألمانيا فعلا إلى اليمين بصورة خطرة؟. الدراسة التي نشرتها "مؤسسة فريدريش إيبرت" مؤخرا وزعمت فيها حصول تحوّل، أحدثت الأسبوع الماضي ضجة على الصعيد الدولي رغم أنها تثير تساؤلات عدّة من وجهة النظر العلمية.

مسيرة لليمين المتطرف (النازي) في دريسدن

يفرك المرء عينيه اندهاشا إذ أن أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا لم تتمكن منذ عقود عدة من الحصول على أكثر من اثنين في المئة من الأصوات فيما تحظى الأحزاب اليسارية في الاستطلاعات الحالية على نحو 60 في المئة من الأصوات. 
لكن دراسة أجريت مؤخرا بتكليف من "مؤسسة فريدريش إيبرت" القريبة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ترى أن فكر اليمين المتطرف يحظى بشعبية متزايدة. وحسب الدراسة فان 10 في المئة من المواطنين يرون أن للفكر النازي جوانب جيدة، و17 في المئة يعتقدون أن نفوذ اليهود في ألمانيا كبير، و36 في المئة يرون أن ألمانيا تتغرّب بصورة خطرة بفعل وجود عدد كبير من الأجانب فيها.

"الأرقام المساقة تناقض الدراسة ذاتها"

والدراسة المذكورة حول فكر اليمين المتطرف في ألمانيا هي الخامسة على التوالي التي تنفّذ منذ عام 2002، وفي كل مرة تواجه جزئيا لدى أهل الاختصاص بانتقادات شديدة. 

في إطار دفاع سكان كولونيا عد حق المسلمين في بناء مسجد لهم طبع أصحاب المقاهي منشورات تعلن امتناعهم عن بيع البيرة للنازيين الذين تظاهروا


وقامت الباحثة فيولا نوي العام الماضي بتكليف من "مؤسسة كونراد أديناور" القريبة من الحزب الديمقراطي المسيحي بدراسة اليمين واليسار المتطرف في البلاد، ووجدت أن نتائج دراسة مؤسسة إيبرت لا تتطابق مع الأرقام التي ساقتها. وأضافت أن المرء يلمس وجود زيادة طفيفة هنا أو تراجع طفيف هناك، إنما لا يجد بالتأكيد تحولا واضحا يذكر في هذا الاتجاه أو ذاك.
وترى الباحثة أن القائمين بالدراسة الذين يزعمون وجود تنامي دراماتيكي في العداء للأجانب لا يمكن رؤيته في الأرقام المعتمدة منهم، خاصة وأن الأرقام في الدراسات السابقة في أعوام 2002 و2004 و2006 جاءت أعلى بقليل من أرقام هذا العام فيما تراجعت بعض الشيء عن عام 2008 علما أن هذه التغيّرات البسيطة يمكن وضعها في إطار هامش الخطأ الإحصائي. 

هل صحيح أن معظم الألمان معادين للإسلام؟

ورغم أن الدراسة تتكون من 180 صفحة فلا نجد أن الأجوبة التفصيلية مدرجة على جميع الأسئلة المطروحة. من هنا فان زعم مسؤول الدراسة أوليفر ديكير خلال برنامج تلفزيوني بوجود تنامي واضح في العداء للإسلام بين المواطنين رافعا النسبة من 34 في المئة إلى ما فوق الخمسين في المئة غير موثّق عمليا في الجداول المرفقة بها. 
وتعتقد فيولا نوي من مؤسسة أديناور أن الطريقة المتبعة في الدراسة هي سبب الأرقام المخيفة المعلنة. وذكرت أن واضعي الأسئلة فضلوا جعلها أسئلة عامة، وحاولوا بذلك تفسير أجوبة المستطلعين كما يحلو لهم. وقالت نوي إنه في العادة لا يلجأ الباحثون إلى اعتماد أجوبة أشخاص لم يجيبوا بصورة واضحة على الأسئلة. وكان من المستغرب أيضا في رأيها التفسيرات التي أعطوها لأجوبة بعض اليمين المتطرف، إذ أن من يدعم كلاما يطالب الأجانب العاطلين عن العمل بالعودة إلى بلدانهم يبغي عمليا ما يريده الكثيرون في الدول الديمقراطية.


تظاهرة لليسار المتطرف ضد النازيين


الحجم الفعلي للمتطرفين بين 2 و5 في المئة

#b# وطرحت دراسة مؤسسة إيبرت أسئلة تتعلق بالعداء للرأسمالية وللولايات المتحدة، ما يتوافق مع فكر اليسار المتطرف، الأمر الذي لم يدهش فيولا نوي. وتحدثت الأخيرة عن وجود تصورات سياسية غريبة نوعا ما لدى أناس، الأمر الذي يعكس ميلا قويا إلى "نظرية المؤامرة" التي قد يكون لها مصدر يميني أو يساري، إضافة إلى ميل معيّن إلى "نظرية الصديق ـ العدو". 
وهؤلاء يعتقدون بوجود إرادة شعبية عامة يمكن أن تكون يمينية أو يسارية، ما يعني وجود موقف سياسي عام لدى البعض خاص وغريب بعض الشيء، إنما لا يمكن تصنيفه لا باليمين ولا باليسار المتطرف.
وبالمقارنة مع دراسات أوروبية مماثلة ترى نوي أنه يوجد في كل الدول الديمقراطية أشخاص يحملون مثل هذه الأفكار، لكن حجمهم يراوح في كل مكان بين 2 و5 في المئة، وكذلك الأمر في ألمانيا لا حسب ما ذكرته دراسة مؤسسة إيبرت.
***********************************************************
"العداء للألمان" في مدارسهم: حالات معزولة أم خطر داهم؟

دق عدد من المدرسين ناقوس الخطر حول تنامي "العداء للألمان" في المدارس المتواجدة في الأحياء الساخنة التي ترتادها غالبية من التلاميذ من أصول مهاجرة عربية وإسلامية، ما أجج الجدل من جديد حول اندماج المسلمين في ألمانيا.

تنامي ظاهرة العنف في المدارس الألمانية في الأحياء الساخنة.

سواء تعلق الأمر بمدن كبرلين وفرانكفورت وإسن أو كولونيا فإن بعض المدرسين يحذرون من مشاعر العداء المتزايد الذي يواجهه "التلاميذ الألمان" الذين يرتادون هذه المدارس، ويجدون أنفسهم في وضع الأقلية. وهناك من ذهب إلى حد وصف هذه الظاهرة ب"العداء للألمان". ويرجع البعض أسباب هذه الظاهرة إلى الثقافة العربية الإسلامية، فيما يحرص البعض الآخر على توصيفها بظاهرة اجتماعية تحددها علاقة "الأغلبية بالأقلية".
وفي حديث لدويتشه فيله أرجع بيتر سينران، المتحدث باسم نقابة المدرسين في ولاية برلين، بدايات هذا النقاش إلى حوالي عام تقريبا، حين نشرت صحيفة برلينية مقالا عن تجارب بعض المدرسين في الأحياء الساخنة في المدينة تحت عنوان "جدل حول العداء للألمان"، تجارب وصفت حالة العداء التي تواجه "التلاميذ الألمان" هناك، مما أثار في حينه زوبعة من ردود الفعل المتباينة. ولتسليط الضوء على هذا الموضوع نظمت نقابة المدرسين مؤخرا ندوة تناولت جوانب اعتبرها البعض من التابوهات المسكوت عنها في الخطاب السائد حول اندماج المهاجرين في ألمانيا.

"ظاهرة لا يمكن القبول بها"

وفي هذا السياق أعربت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج ماريا بومه عن قلقها بشأن تقارير عن تزايد ظاهرة "العداء للألمان" داخل المدارس الألمانية، واعتبرت أن الأمر لا يتعلق بحالات معزولة يواجه فيها التلاميذ والمدرسون تصريحات معادية للألمان، وأضافت بهذا الصدد في حديث لصحيفة "باسوا نويه بريسه" "حينما يخاف التلاميذ من الخروج إلى ساحة المدرسة ويتعرض المدرسون للترهيب، فإن هذا أمر لا يمكن القبول به". وأكدت بومه على أن الألمانية هي اللغة التي يجب أن تكون سائدة في مدارس البلاد، فالحديث بلغة واحدة يساعد على تفادي ظواهر التمييز، ودعت إلى مزيد من الدعم للمدارس التي تضم نسبة عالية من التلاميذ من أصول مهاجرة.
وفي حوار مع دويتشه فيله انتقد علي دوغان من وزارة العمل والهجرة في ولاية شمال الراين ووستفاليا مواقف بعض السياسيين بهذا الصدد واتهمها ب"الشعبوية"، وأضاف "لا أحد ينكر وجود مشاكل في المدارس الألمانية، إلا أن أسبابها تعود إلى عوامل اجتماعية تعاني منها أسر التلاميذ الألمان من أصول أجنبية". ورفض علي دوغان التمييز بين التلاميذ على أسس عرقية أو دينية، وقال إن ذلك لا يساهم في وحدة المجتمع الألماني.


مفوضة الحكومة لشؤون الاندماج ماريا بومه تعبر عن قلقها من تنامي الظاهرة.

إحياء الجدل في سياق متشنج


هل تعود صعوبة الاندماج إلى أسباب دينية وثقافية أم اجتماعية واقتصادية؟

بعد المقال المثير للجدل الذي نشره مدرسان العام الماضي، نظمت نقابة المدرسين في برلين مؤخرا ندوة متخصصة لتسليط الضوء على موضوع اعتبره البعض من الموضوعات المسكوت عنها في الخطاب السائد حول الاندماج. وجاءت بعض المواقف التي تم التعبير عنها في هذه الندوة لتحيي الجدل من جديد في سياق تزامن مع الضجة التي أثارها كتاب "ألمانيا تلغي نفسها" لتيلو سارازين، العضو السابق في مجلس إدارة البنك المركزي الألماني ، الذي اتهم المسلمين بامتصاص برامج المساعدات الاجتماعية، ورفض الاندماج، وعدم تحقيق سوى مستويات متدنية من التعليم، إضافة إلى امتلاكهم ل"خصائص وراثية تميزهم عن غيرهم".
بعد ذلك جاءت ردود الفعل المتباينة على تصريحات الرئيس الألماني كريستيان فولف حول الإسلام في ذكرى الوحدة الألمانية، وزيارة غيرت فيلدرز، الهولندي المعادي للإسلام لبرلين، لتزيد من حدة التشنج السائد، الذي شكل ذروتها تصريحات رئيس حكومة ولاية بافاريا، هورست زيهوفر. فقد طالب الوزير بوقف استقدام المزيد من المهاجرين الأتراك والعرب، بسبب صعوبة اندماجهم في المجتمع الألماني على حد قوله.
سياق اعتبره بيتر سينران من نقابة المدرسين في ولاية برلين في حواره مع دويتشه فيله أنه ساهم في سوء فهم الموضوع الجوهري الذي تناولته الندوة، وأضاف بهذا الصدد "ندوتنا تزامنت للأسف مع هذا الجدل، ما أبعدها عن جوهر الموضوع". وأرجع سينران الإشكالية برمتها إلى ما أسماه "أكذوبة سياسية" تبنت ألمانيا من خلالها طوال عشرين سنة الماضية سياسة خاطئة في موضوع الاندماج، حيث كان يقال دائما إن "ألمانيا ليست بلد هجرة"، إلا أن هذا الأمر تم استدراكه بشكل متأخر، و"باتت معظم الأحزاب السياسية تعترف بحقيقة أن ألمانيا بلد هجرة".

تساؤلات حول تعبير"العداء للألمان"


بعض الخبراء لا يرجع ظاهرة "العداء للألمان" بين التلاميذ إلى الانتماء الديني والعرقي


وفي حديثه لدويتشه فيله تساءل بيتر سينران عن دقة تعبير "العداء للألمان"، معتبرا أنه تعبير إشكالي، لأنه يوحي بدلالات إتنية، وأوضح بهذا الصدد: "لاحظنا أن الأمر يتعلق بسلوك الأغلبية ضد الأقلية، ولا حظنا مثلا السلوك نفسه في المدارس التي يشكل فيها التلاميذ من أصول عربية الأغلبية، حيث يمارسون التمييز ضد التلاميذ من أصول تركية". ويستنتج سينران من ذلك أن الأغلبية تتعامل مع الأقلية بدون احترام، بغض النظر عن انتمائها، ولذلك لا يرى في تعبير "العداء للألمان" تعبيرا دقيقا قادرا على وصف هذه الظاهرة.
وذهب علي دوغان في نفس الاتجاه موضحا أن معظم هؤلاء التلاميذ يعتبرون أنفسهم ألماناً، إلا أن غياب الآفاق لدى المنحدرين منهم من أصول أجنبية قد يجعلهم أحيانا يشعرون بالإقصاء، ما يدفعهم إلى البحث عن "جماعات هامشية"، إلا أن دوغان حذر من تعميم هذا الأمر، ودعا إلى ما أسماه "تطوير إحساس جديد بالانتماء الجماعي" من شأنه تعزيز وحدة الشعب الألماني.
***********************************************************
المدارس الألمانية تستعين بمعلمين من أصول أجنبية

التلاميذ المنحدرون من اصول مهاجرة يجدون في معلميهم من اصول اجنبية قدوة لهم

تتجه المدارس الألمانية إلى الاستعانة بمعلمين من أصول مهاجرة في ظل تزايد عدد التلاميذ المنحدرين من أصول أجنبية. وجود معلمين من أصول مهاجرة يفيد هؤلاء التلاميذ ويقدم لهم نموذجا ناجحا للاندماج يمكنهم أن يحذوا حذوه. 

تعاني المدارس الالمانية من نقص في عدد المعلمين والمعلمات، ومع الازدياد الملحوظ في عدد التلاميذ من اصول اجنبية، تزداد الاعباء الملقاة على كاهل هيئة التدريس. اذ ورغم أن التدريس يتم باللغة الالمانية، الا ان وجود معلمين يعرفون اللغة الأم والخلفيات الاجتماعية للتلاميذ مفيد جدا في التعامل مع التلاميذ، لذا يدعو المعلمون الالمان الى توظيف عدد اكبر من نظرائهم من ذوي الاصول الاجنبية.

هوية المعلم تسهم في دمج التلميذ في المجتمع
عندما يدخل المدرس جاهيت بزار Dschahit Basar إلى فصله في مدرسة بورتز Porz بمدينة كولونيا يقوم بتحية التلاميذ ويردون التحية بمثلها. جاهيت بزار من اصل تركي، وهو يدرس مواضيع السياسة والتاريخ والاجتماع. درْسُ اليوم يتناول موضوع الحداثة. تلميذة من افغانستان تسأله عن الزواج القسري. غالبية تلاميذ الصف من اصول اجنبية. من تركيا وبولندا وكازاخستان وكوسوفو.

نسبة التلاميذ المنحدرين من اصول اجنبية في المانيا في ازدياد

ثلاثون بالمائة من تلاميذ المدارس في ولاية شمال الراين ويستفاليا من اصول اجنبية مقابل واحد بالمائة من المدرسين. جاهيت بزار أحد هؤلاء المدرسين وهو الوحيد من اصل اجنبي في مدرسته، لذلك يعتبره تلاميذه قدوة لهم، ويقول أحدهم "حين يكون لدي مشاكل شخصية، اشعر انه يفهمني افضل من باقي المعلمين. عند الاستماع الى سيرة حياته، فانني افكر: انا ايضا يمكنني ان احقق نجاحا مثيلا لنجاحه".

اتحاد للمعلمين المنحدرين من أصول أجنبية
ولد جاهيت بزار في مدينة ديزبورغ بالمانيا، واجه صعوبات في اكمال دراسته، وهذا يساعده في تفهّم مشاكل التلاميذ وتحفيزهم على الاجتهاد. وعن ذلك يقول "تمنيت حين كنت تلميذا التعرفَ على شخص تكون حالته الاجتماعية كحالتي، شخص ٍ يفهم الخصوصية الثقافية التي انحدر منها ويساعدني في التغلب على بعض المشاكل. تمنيت شخصا يتعاطف معي ويكتشف قدراتي ويشجعني".

المدارس الالمانية تسعى للاستفادة بخبرة المعلمين المنحدرين من اصول اجنبية

وقبل حوالي ثماني سنوات، بدأت المدارس الالمانية بالانتباه الى أهمية الاعتماد على مدرسين من أصول أجنبية في تعزيز عملية الاندماج. ويوجد حاليا اتحاد لهؤلاء المعلمين في ولاية رينانيا الشمالية وستفاليا يضم مائة وثلاثين عضوا، وهم ينشطون لحث وزارة التربية والتعليم على تشجيع الطلاب من ذوي الاصول الاجنبية للالتحاق بمعاهد التربية والتعليم لكي يتم توظيفهم في المدارس لاحقا. فنسبة من هم اصول اجنبية في هذه المعاهد لا تزيد عن اثنين بالمائة حاليا، وهذا في أكبر ولاية المانية يزيد عدد سكانها عن سبعة عشر مليون نسمة وتمتاز بارتفاع نسبة الاجانب فيها.
***********************************************************صعوبة اندماج المهاجرين في ألمانيا- من يتحمل المسؤولية؟ 

أثارت تصريحات شخصية ألمانية بارزة في مجال الاقتصاد والسياسة بشأن مسؤولية المهاجرين عن المشاكل التي تواجههم في طريق الاندماج، استياء واسعا في أوساط المهاجرين الذي يروا أن المسؤولية تقع أيضا على عاتق المجتمع. 

هل الدولة الألمانية مقصرة في واجباتها تجاه اندماج المهاجرين؟

ساد استياء واسع في أوساط المهاجرين في ألمانيا بشكل عام وفي العاصمة برلين على وجه الخصوص، عندما نشرت إحدى المجلات الثقافية الشهر الماضي حوارا مع تيلو سارازين، مدير البنك المركزي الألماني والعضو البارز في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، تضمن إساءات بالغة للعرب والأتراك في برلين. ومن ضمن ما صرح به المسؤول الألماني في ذلك الحوار أن "المهاجرين العرب والأتراك لا يساهمون بشئ خارج عملهم كبائعين للخضر والفواكه" وهم برأيه "لا يفعلون شيئا بخلاف إنتاج فتيات صغيرات محجبات باستمرار"، كما عبر بكلمات قاسية حول مسوؤلية المهاجرين عن المشاكل التي تواجههم في الاندماج في المجتمع الألماني.

"أشعر بالغربة في ألمانيا رغم أنني ولدت فيها" 

المجتمع الألماني أم الأجانب هو المسؤول عن العقبات التي تقف في طريق اندماج الأجانب؟


وأغضبت تلك التصريحات العرب والأتراك في العاصمة الألمانية برلين واعتبروها استفزازا لهم، إذ يرى المهاجرون وخاصة الشباب بينهم، أن المجتمع الألماني هو المسؤول عن العقبات التي تقف في طريق اندماج الأجانب. وأحد هؤلاء الشباب شالا بوداغلي التركي الأصل، وهو مغن هاو ينظم بنفسه كلمات أغاني الراب التي يتحدث فيها حول حياته كمهاجر مشددا على انتمائه إلى برلين مع جذوره التركية. وفي هذا السياق يقول شالا "ولدت في ألمانيا وأرغب أيضا بالبقاء والعيش فيها، لكنني على الرغم من ذلك غريب في هذا البلد". ويضيف ساخرا أنه من المؤلم أنه لا يملك المال الكافي وإلا لقام بتغيير لون شعره إلى الأشقر ولون عينيه إلى الأزرق! ثم يحكي عن حياته، فهو ولد في حي كرويزبيرغ الذي يشكل فيه المهاجرون غالبية السكان. وشأنه في ذلك شأن معظم المهاجرين، إذ قدم والده للعمل في ألمانيا بصفة مؤقتة لكنه استقر فيها بعد ذلك. ويصف شالا المنزل الذي يقيم فيه مع عائلته بأنه ضيق، الأمر الذي دفعه إلى قضاء أوقات فراغه في فترة المراهقة في مركز الشباب المجاور للمنزل. 

نقطة الانحراف

مراكز الشباب تقوم بدور مهم: رحلة مجموعة من الشباب إلى البرلمان الألمانية شهر مارس الماضي نظمها مركز الشباب في مدينة دورماغن الألمانية

وبدأ كل شئ في حياة شالا يتغير بعد أن قررت السلطات الألمانية إغلاق مركز الشباب ضمن إطار خطة التقشف المالي. وهكذا انتهى المطاف به وببقية شباب الحي إلى الشارع. ولم يطل الوقت حتى أقدم على السرقة والغش للحصول على المال اللازم لبطاقة الدخول إلى السينما أو لشراء حذاء رياضي. ويقول نادما "ذلك أغبى شئ فعلته في حياتي على الإطلاق"، فهو دخل السجن للمرة الأولى عندما كان في الرابعة عشر من العمر. ثم تكررت زيارته إلى هناك مرة أخرى بعد بلوغه الثامنة عشر حيث مكث داخل السجن لمدة عامين ونصف. وكما يستخلص هذا الشاب فقد بدأ كل هذا التطور السلبي في حياته بعد إغلاق مركز الشباب في الحي، إذ لم يجد هو وأقرانه مكانا يلتقون فيه سوى قارعة الطريق. ويجد شالا أن السلطات والمدارس الألمانية لا تهتم بشؤون المهاجرين، كما أن المواطنين الألمان لا يهتمون من جهتهم بجيرانهم المهاجرين الذين يقطنون معهم في نفس الحي. 

الشباب المهاجر ومشكلة البطالة

أما تجربة سادار كوبان فلم تختلف كثيرا، فهذا البرليني التركي الأصل البالغ من العمر تسعة وعشرون عاما تعلم مهنة السباكة، إلا أنه لم يوفق في الحصول على عمل شأنه في ذلك شأن الكثير من المهاجرين الذين يعانون بشكل خاص من مشكلة البطالة. ويواصل الشاب سرد تجربته في البحث عن عمل بكل السبل المتاحة، والفشل الذي دفعه إلى تزوير أوراقه وتقديم معلومات خاطئة إلى أرباب العمل. وبالرغم من حصوله على مكان للعمل في آخر الأمر، إلا أنه يقر بأن ذلك الأسلوب خاطئ وإجرامي. لكنه يبرر لجوءه إلى الغش والتزوير إلى قلة الإمكانيات المتاحة أمامه، ويرى أن المجتمع يتحمل عبء المسؤولية، فالمهاجرين يعيشون معزولين فيما يشبه "الغيتوهات". 
كما أن الدعم المالي الحكومي لأسر المهاجرين الفقيرة غير كاف في نظره. ويشتكي سادار من الكليشيهات التي تروج لها وسائل الإعلام حول المهاجرين، إذ تسلط الأضواء على الجوانب السلبية مثل العنف في أوساط الشباب المهاجر وتصوير الكثير من الشباب العرب والأتراك كمتسكعين في الشوارع، "عندها أتفهم لماذا تتأكد الأحكام المسبقة لدى الكثير من الألمان ويقوى الاعتقاد السائد بأن الأجانب أناس غير صالحين" كما يقول ساردار. 

من المسؤول عن تعثر عملية اندماج الأجانب

ويرجع خبير شؤون الاندماج هارون سويس الإحباط الذي يعاني منه الشباب العرب والأتراك إلى أسباب مختلفة، فهم يشعرون بأن السياسة الألمانية تتجاهلهم، بالإضافة إلى أنهم يواجهون التمييز في المدرسة والشارع من ناحية، والإهمال من جانب الأسرة. وهذا الخبير الذي ينحدر من أصل فلسطيني أردني على دراية بالمشاكل التي يواجهها الشباب المهاجر وخاصة المراهقين من أصل عربي، فعدد أفراد الأسرة، كما يقول، في هذه الحالة يفوق مثيله في الأسرة الألمانية، كما أن المساحة المتاحة للسكن ضيقة، ثم هناك أيضا عامل اللغة حيث لا يجيد الأهل عادة اللغة الألمانية بينما يجهل الأولاد اللغة العربية، بحسب تقييم الخبير سويس. وهناك مخاوف من جانب الأهل من اندماج أبنائهم في المجتمع الألماني، إذ سيصبح الطفل في هذه الحالة طفلا "ألمانيا" وليس "عربيا" كما يضيف.

بارقة أمل

وبمساعدة الأخصائيين الاجتماعيين وبفضل مشروعات خاصة بالاندماج في برلين، نجح الشابان شالا وساردار في الخروج من العزلة، إذ عمل شالا على تخطي تجربته في السجن من خلال الحديث عنها في أغاني الراب التي يكتبها بنفسه ويقوم بأدائها. وهو يقدم حاليا دورة في الرقص "Breakdance" كما يشارك في العمل ضمن مشروع يهدف إلى مكافحة العنف في أوساط الشباب. أما ساردار فقد أسس شركة صغيرة للخدمات في مجال الكومبيوتر، وهو يقوم بكتابة الشعر وينوي عما قريب نشر كتاب عن قصة حياته. وهو يجد أن كتابه لن يكون تجسيدا لقصة حياته فحسب، وإنما لحياة بقية المهاجرين كذلك، وكما يقول "كل منا يقترف أخطاء في حياته، وأنا تعلمت من أخطائي وخرجت بمحصلة ايجابية، والكتاب سيكون بمثابة توثيق لحياتي كشاب مهاجر، فقد نجحت في تخطي الصعاب. وحين يقرأها شاب آخر سيعرف أن اليأس ليس هو الحل وأن الأمل موجود."
***********************************************************سياسيون من أصول أجنبية يعانون الغربة داخل أحزابهم في ألمانيا
رغم الازدياد المضطرد في أعداد الألمان من أصول أجنبية، فإن مستوى مشاركتهم في الحياة السياسية ما يزال ضعيفا، ولعل الشكوك بقدرة هؤلاء على الاندماج في المجتمع الألماني في مقدمة الأسباب الكامنة وراء ذلك. 

جذور المهاجرين تبقى مؤثرة رغم الانتماء السياسي الى الوطن الجديد

حسب آخر أرقام صدرت عن الدائرة الاتحادية للإحصاء، يمثل عدد الأجانب في ألمانيا نسبة 18.7 بالمائة من مجموع سكان البلاد، بينهم ثمانية ملايين يحملون الجنسية الألمانية. وتحق المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة خريف هذا العام لحوالي 690 ألفا من بين مليوني ألماني من أصول تركية. وقد لاحظت الأحزاب أهمية أصوات الألمان من ذوي الأصول المهاجرة، وعلى هذا الأساس بدأت هذه الأحزاب بالترحيب بهم ولو بشكل رسمي. 

"اهتمام الناس يتزايد بالتعرف على الانتماء الديني للمرء"

جيم ديمرجان عضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي منذ عام 1994

وعلى الرغم من انضمام ألمان من أصول مهاجرة إلى الأحزاب، فإن التعامل معهم على مستوى فروعها في الولايات الألمانية يتم بطريقة مزدوجة تثير الاستغراب. مثال على هذا التجربة التي مر بها جيم ديمرجان عضو الحزب الاشتراكي الديمقراطي بمنطقة فيلبيرت في ولاية شمال الراين فيستفاليا، فعلى الرغم من ان جيم ترعرع في ألمانيا، فإن بعض رفاقه في الحزب مازالوا ينظرون إليه كتركي بالدرجة الأولى، ولهذا فان عليه أن يمر أحيانا بمواقف غريبة، كالموقف التالي مثلاً إذ يقول: في اجتماع للحزب قذف عليّ احدهم منشورا متسائلاًً: ما هذا الذي وزعتموه مرة أخرى؟ فأصابتني الدهشة،لأني أولا لم أوزع مناشير، وثانياً لا اعرف شيئا عن هذا المنشور، وثالثاً لا اعلم من هذه المنظمة التي نشرته، "وقد تبين بعد ذلك أن المنشور وزعته منظمه إسلاميه أصوليه، تذكر فيه انه لا يوجد إلا دين واحد"، يقول السياسي الناشط جيم ببعض الامتعاض: " حينها اتضح لي انه في داخل هذا الحزب أيضا يوجد بعض الناس ممن لا يستطيعون التمييز".

وبالرغم من ازدياد عدد أعضاء البرلمان من أصول تركية على مستوى الولايات أو البرلمان الاتحادي خلال السنوات الخمس الأخيرة من 50 إلى 85، إلا أن مشاعر عدم الثقة الدفينة ازدادت أيضا باتجاه المهاجرين من أصول مسلمه، يقول جيم المتخصص في اقتصاد المعلومات: "اعتقد وللأسف، أن اهتمام الناس يتزايد بالتعرف على الانتماء الديني للمرء". 

"لا تناقض بين الانتماء الديني والعمل السياسي"

فاطمة ابراهيم لقمان عضوة مجلس بلدية مدينة بيركهايم عن الحزب المسيحي الديمقراطي

تجربه اخرى مرت بها الدكتورة فاطمة إبراهيم لقمان، عضوة مجلس مدينة بيركهايم قرب كولونيا، الدكتورة فاطمة سياسية عن الحزب المسيحي الديمقراطي، وهي من أصول قبرصية.حيث انضمت هذه المسلمة إلى الحزب المسيحي الديمقراطي قبل 11 عاما، وذلك بعد أن تم ترشيحها من قبل الحزب نفسه. ورغم ذلك فقد تم طرح السؤال التالي مراراً عليها، „لماذا انضممت لحزب ذو اتجاه مسيحي واضح؟ "غير أن ذلك الأمر لا يمثل للسيدة فاطمة المتزوجة من ألماني والأم لطفلين تناقضاً، حيث تقول: "اعتقد أن هذا الأمر لا علاقة له بالدين"، وبالرغم من كل الصعوبات في داخل حزبها فان هناك الكثير من المسيحيين الديمقراطيين في مدينتها المحافظة بيركهايم يقدرون عملها جداً.
وبالتأكيد فان دكتورة الكيمياء هذه والسياسية أيضاً تمثل رابطاً مهماً بين السياسة في ألمانيا والأعداد المتزايدة للمواطنين الألمان من ذوي الأصول المهاجرة. ومن المهم جداً لعضوة مجلس مدينة بيركهايم، والتي تعتبر نفسها مندمجة جداً مع المجتمع الألماني، هو اندماج الأجانب من أصول مسلمه. ويأتي في مقدمتهم أولئك الذين يعودون إلى جذور تركية، على أساس أن هؤلاء أقل المجموعات الأجنبية اندماجاً في المجتمع الألماني حسب تقارير ودراسات صدرت أُعلن عنها مؤخرا. حول هذا المشكلة بالذات يجب أن ينصب اهتمام الأحزاب في ألمانيا، إذ تقول السيدة لقمان: "ربما ليس واضحاً لهؤلاء المهاجرين، كم هو مهم الدخول في عالم السياسة، ولهذا فان من واجب الأحزاب أيضا أن تعمل لكسب ثقة المهاجرين".

شكوك لدى ممثلي الأجانب

مودجات اورهان ممثل المهاجرين في مجلس بلدية نويسر

كثير من ممثلي الأجانب يبدون متشككين بأن هناك رغبة حقيقية من قبل الأحزاب بالتوجه نحو المهاجرين. ومن بين هؤلاء المنتقدين مودجات اورهان الألماني من أصل تركي، والذي يمثل المهاجرين في مجلس مدينة نويسر. فهو يظن أن تلك القلة من الناشطين سياسياً من المهاجرين قد تم دفعهم إلى مجالس حزبية غير مهمة، وتهتم فقط بمشاكل الاندماج. ويقول أيضا أن هؤلاء السياسيين من أصول مهاجرة لا يملكون القرار الأخير. وحتى أولئك المعروفين منهم لم يغيروا شيئاً يذكر. إلا أن هناك بعض الحالات الاستثنائية، وهي حسب رأيه ربما للعرض فقط.

***********************************************************"جغرافيا الخوف"ـ رواية تصور معاناة مهاجر غير شرعي في مدينة أوروبية 

يثير عنوان رواية "جغرافيا الخوف" للكاتب الجزائري المقيم في ألمانيا، حميد سكيف، فضول القارئ للبحث عن نهاية قصة مأساوية بطلها مهاجر غير شرعي يعيش في مدينة أوروبية، متخفيا بأسماء وهويات مزيفة، القاسم المشترك بينها هو الخوف.

غلاف الترجمة الألمانية لرواية "جغرافيا الخوف"

وقع الاختيار على عنوان رواية "جغرافيا الخوف" من قبل دار النشر الألمانية " ناوتيلوس" (مقرها هامبورغ)، لترجمتها إلى الألمانية، اعتقادا من الناشر بأنها ملائمة للجمهور الألماني، كما يقول كاتبها حميد سكيف في مقابلة مع دويتشه فيله. وصدرت الرواية بالألمانية منذ بضعة أشهر، بعد أن لقيت نجاحا واسعا في فرنسا وإيطاليا، ونال عليها مؤلفها جوائز مرموقة. ويلاحظ تغيير عنوان الرواية بحسب البلد، فهي بعنوان"جغرافيا الخطر" باللغة الفرنسية التي كتبها بها سكيف ، وهي أيضا بعنوان "الخوف" في الترجمة الايطالية للرواية ، وتحمل هذه العناوين المتباينة لنفس النص الأدبي، مؤشرا على تفاوت النظرة بين ثلاثة من كبريات البلدان الأوروبية المستقبلة للهجرة، للقضية التي تعالجها الرواية؛ أي قضية الهجرة غير الشرعية.

" جدلية الحب والفشل والخوف"

الروائي حميد سكيف( الى يمين الصورة) مع اندرياس منسنر مترجم روايته الى الألمانية 

في نهاية شهر سبتمبر من عام 2005 فرغ سكيف من كتابة "جغرافيا الخوف" وحمل فصلها الأخير بصمات أحداث مأساوية شهدتها مدينتا سبته ومليلية، سقط فيها قتلى وجرحى من شبان أفارقة كانوا يحاولون اجتياز الحدود بين اسبانيا والمغرب. ويعترف سكيف قائلا "لقد شكلت تلك الأحداث صدمة لي ووجدت نفسي هكذا أكتب عنها في نهاية الرواية". والرواية مفعمة بأحداث الواقع ويعكس أسلوبها حميد سكيف كروائي للموضوعات السياسية. ونبعت فكرة الرواية كما يقول سكيف" عندما أردت أن أتخيل مآل الأوضاع لو أن حكومات أوروبية ذات توجهات يمينية تذهب في سياساتها التي تحاول اللعب على مشاعر الرأي العام ، إلى أبعد الحدود ، فتنفذ عمليات واسعة لطرد الأجانب وخصوصا المهاجرين غير الشرعيين". 
ومن هنا ظهر بطل الرواية منغلقا على نفسه في غرفة وهو في حالة انتظار رهيبة لمرور عاصفة ملاحقة المهاجرين. لكن ستكسر هذه الحلقة المخيفة التي يعيشها هذا المهاجر غير الشرعي، عندما يجد مساعدة من صديق وهو طالب اسمه ميشيل، وعندما يبدأ باكتشاف علاقات الحب مع جيرانه في العمارة المقابلة لغرفته. ولذلك يرى سكيف أن روايته رغم قسوة الوقائع المحملة بها، فهي تتجاوز في عمقها قصة مهاجر غير شرعي و تذهب بقارئها إلى أعماق لا علاقة لها بالسياسة، "إنها رواية عن الحب والإنسان ، والفشل والخوف"كما يقول.

تعدد الأسماء والهويات...والخوف هو القاسم المشترك 

" ليس لي اسم أو لقب وليس لي هوية، فقط لدي أسماء مستعارة، وكل الصفات أو الهويات التي احملها تتوقف على الذي يشغلني: فأنا تركي، عربي، بربري، إيراني، كردي، بوسني...إنني حسب ما تمليه الضرورة ". ترسم هذه الفقرة من الرواية ملامح شخصية بطل الرواية، إنه باختصار مهاجر غير شرعي بدون هوية.
لكن ما هو القاسم المشترك في هذه الشخصية؟ يجيب سكيف "إنها خاصية الخوف". وحول ما إذا كان هذا الخوف من قسوة الواقع الذي يعيش فيه أم من الترحيل إلى بلده في حال إيقافه، يقول سكيف" إنه خوف من التعسف والقمع، خوف يلاحقه منذ كان في بلده، خوف من الملاحقة والترحيل وانتهاكات يتعرض لها هؤلاء الشبان المهاجرون بسبب أوضاعهم غير الشرعية، رغم أنهم لم يرتكبوا أي جريمة سوى أنهم لا يحملون وثائق قانونية". 

في انتظار المجهول!

رواية " جغرافيا الخوف" محاولة مغاربية لاختراق الحقل الثقافي الالماني 

لكن هل إخفاء الهوية والتخفي، ينم عن نية في التنكر للماضي والهوية الحقيقية؟ "حتما لا" يجيب سكيف، موضحا أن الشبان المهاجرين غير الشرعيين رغم خيبات الأمل التي تعرضوا لها في بلدانهم، فهم ليسوا محبطين بل يحافظون في أعماقهم على تعلقهم بالجذور، لكنهم خائفون. وتجسد شخصية بطل الرواية الخوف من الذوبان والضياع وفقدان الهوية، بسبب الظروف القاسية التي يواجهها في حياته المنغلقة في غرفته لمدة ثلاثة أشهر، ولا يستطيع مغادرتها إلا في جنح الظلام كي يبحث في القمامة عما يسد به رمقه، وهو لا يعرف ما سيحدث له بعد لحظات أو ساعات أو أيام ويعيش دائم الخوف من إمكانية إيقافه. وأمام حالة التقوقع التي تحاصره في غرفته، لن يجد هذا المهاجر غير الشرعي، سوى تقليب ذكرياته ومن هنا جاءت الرواية مليئة بمشاهد كأنها فيلم عن ذكرياته وماضيه بتفاصيله.

اختراق مغاربي في الحقل الأدبي الألماني 

هل رواية "جغرافيا الخوف" والقضية التي تعالجها، هي محاولة من الكاتب طرح الموضوع على الجمهور الألماني واستدراجه للمناقشة حوله باعتبار القضية مشتركة؟ قد يكون ذلك لكن الأهم بالنسبة لسكيف كما يقول هو كونها مسلك أدبي يهدف من خلاله لتحقيق اختراق مغاربي في الحقل الأدبي والثقافي الألماني، على غرار ما يحققه جيل من الأدباء الشبان الأتراك في ألمانيا. ويقول سكيف " أتمنى أن يمكنني هذا الكتاب من فرصة حوار ثقافي أوسع مع الجمهور الألماني"، حوار يمكن أن يساهم في تبديد أكليشيهات وسلبيات في النظرة المتبادلة بين المجتمعين الألماني من جهة والمغاربي والعربي من جهة ثانية.

***********************************************************
منظومة قانونية وأمنية ألمانية صارمة إزاء الهجرة غير الشرعية 

يرى خبراء وناشطون مهتمون بقضايا الهجرة أن المنظومة القانونية والأمنية التي تعتمدها ألمانيا في التعاطي مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية ربما تكون من أكثر الأنظمة صرامة أوروبيا، ما يجعلها عرضة لانتقادات هيئات إنسانية وحقوقية.


مهاجرون مغاربيون يصارعون من أجل البقاء في ألمانيا

يلفت نظر المتتبع لأوضاع المهاجرين غير الشرعيين في ألمانيا غياب جمعيات قانونية ينتظمون فيها على غرار ما هو قائم في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وذلك على الرغم من تقديرات المنظمات الإنسانية الألمانية بوجود أعداد ضخمة من المهاجرين غير الشرعيين قد تناهز مليون شخص. 
بيد أن السلطات الألمانية تشكك في تلك الأرقام وترفض مطلقا التعامل مع هذه الفئة بمنطق الحلول الجماعية، مثل نظام الحصص المعمول به في عدد من الدول الأوروبية. بيد أن ألمانيا في الوقت ذاته تعتمد نسقا من الإجراءات المعقدة ، يجعلها تسيطر على هذه المشكلة على الرغم من حجمها وإن كانت تتعرض لانتقادات من هيئات حقوقية وإنسانية.

فرانكفورت قبلة المهاجرين المغاربيين


طالبو لجوء أفارقة في مطار فرانكفورت 

تأتي فرانكفورت ثالثة بعد برلين العاصمة الاتحادية وميونيخ، من حيث استقبالها للمهاجرين غير الشرعيين، حيث تفيد المنظمات الإنسانية بوجود 50 ألف مهاجر غير شرعي يعيشون في المدينة. وبدورها تشير الدوائر الشرطية إلى أن هذه المدينة باتت في السنوات القليلة الأخيرة أكبر وجهة للمهاجرين غير الشرعيين الوافدين من بلدان شمال إفريقيا. 
ويشكل مطار فرانكفورت الدولي، واحدا من أهم النقاط التي يستخدمونها، سواء بطريقة غير مباشرة من خلال البقاء في ألمانيا بطرق غير شرعية بعد انتهاء صلاحية تأشيرات السفر، أو مباشرة من خلال تقديم المهاجر نفسه لسلطات الأمن في المطار وطلب اللجوء. 

طلبات اللجوء 

غونتر بيكشتاين رئيس وزراء ولاية بافاريا ووزير داخليتها السابق 

ومن جهتها تقوم شرطة الحدود الألمانية بوضع طالب اللجوء مؤقتا في مركز الاحتجاز بمنطقة العبور الدولية، حسب مقتضيات قانون اللجوء الألماني الذي يمنع ترحيل شخص يطلب اللجوء قبل تمكينه من فرصة دراسة ملفه من قبل المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين وإمكانية استخدامه حق الطعن أمام القضاء في قرار المكتب، وتتدخل منظمات إنسانية لمساعدة اللاجئين في هذه الحالات. وحسب منظمة " كارتياس" الإنسانية فإن 50 في المائة من طالبي اللجوء الوافدين من بلدان المغرب العربي عبر مطار فرانكفورت العام الماضي، رحلوا فورا إلى بلدانهم إثر رفض طلبات اللجوء، وذلك على غرار الذين تضبطهم شرطة الحدود أثناء محاولة التسلل عبر الحدود البرية. 
وقد تعرضت هذه الإجراءات إلى انتقادات من قبل منظمات حقوق الإنسان، لكن غونتر بكشتاين، رئيس وزراء ولاية بافاريا ووزير داخليتها السابق، يرد على تلك الانتقادات ، وقال في تصريح سابق ل" دويتشه فيله" :
"أنا أومن بسلامة تلك الإجراءات وفعاليتها في الحد من ظاهرة الهجرة غير الشرعية، مع وجود استثناءات تتعلق ببعض الحالات الإنسانية وطالبي اللجوء السياسي، وإلا فما فائدة إدخال أنظمة التدقيق والتفتيش المكثفة إذا كنا سنسمح لكل من أراد الدخول إلى ألمانيا بصورة غير شرعية أن يبقى فيها، ولذلك فإنني أرى ضرورة ملحة في ترحيل فوري لكل من يتم ضبطه وهو يحاول الدخول بصورة غير قانونية". 
أما الذين لا يرحلون من المطار فلا يعني أن طلبات لجوؤهم قبلت، بل يتم نقلهم إلى مراكز خاصة باستقبال اللاجئين، لمواصلة إجراءات البحث في مدى استحقاقهم اللجوء وذلك على غرار فئات أخرى من الذين يلقى عليهم القبض في عمليات مراقبة أو يتقدمون تلقائيا بطلبات لجوء. 
وتوجد في ألمانيا شبكة واسعة تضم مئات من مراكز استقبال اللاجئين ورعايتهم اجتماعيا وتمنح لهم فيها المسكن والأكل ومساعدة مالية بسيطة، وتحرص السلطات على إدماج المهاجرين غير الشرعيين في هذه المراكز، كي يتسنى لها تصنيفهم في وضع قانوني معين، وفي غالب الحالات باتجاه ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية أوالبلد الأوروبي الذي جاؤوا منه. 

شبح الترحيل

دانييل كوهين بنديت النائب الألماني في البرلمان الأوروبي 

يشكل المغاربيون نسبة تتراوح بين 30 إلى 40 في المائة من مقدمي طلبات اللجوء في دوائر الأجانب ومراكز استقبال اللاجئين بولايتي هيسن وشمال الراين- وستفاليا. وانطلاقا من مؤشرات أعداد الذين أوقفتهم مصالح شرطة فرانكفورت، في إطار عمليات التفتيش وحملات المراقبة، فإن الجزائريين والمغاربة يأتون في المرتبة الثالثة والرابعة بعد الهنود والأتراك وغيرهم من الرعايا غير الأوروبيين. وتتولى دائرة الأجانب في كل ولاية استقبال طالب اللجوء وإيوائه، أما قرار منحه حق اللجوء أو رفضه فيعود للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
وتواجه المهاجر المغاربي غير الشرعي صعوبات عديدة من أبرزها اللغة وانعدام الإمكانيات المالية والانقطاع عن عائلته وبلده وضعف تواصله مع مكونات المجتمع الألماني سوى ببعض المنظمات الإنسانية، لكنه يستمر في خوض صراع مرير وسط غابة من الأنظمة القانونية المعقدة، من أجل الاستفادة من ميزات قانون اللجوء كي يتسنى له الحصول على حق البقاء أطول فترة ممكنة، وتفادي الترحيل. وتستغرق إجراءات "حق اللجوء" فترات تمتد من بضعة أشهر إلى سنوات، لكنها بأي حال لا تكسب صاحبها وثائق إقامة دائمة وشرعية في ألمانيا.
ولم يحمل أحدث تعديل لقانون الأجانب الألماني صدر في يوليو تموز 2007، فرصا تذكر للمهاجرين المغاربيين غير الشرعيين للاستفادة من إجراءات السماح لحاملي وثائق "حق البقاء" المؤقت بالحصول على إقامة شرعية ، بينما استفاد منها على الخصوص عشرات الآلاف من اللاجئين الوافدين من العراق والبلقان.
ويعتقد النائب الألماني في البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر، دانييل كوهين بنديت، أن الإجراءات القانونية الجديدة غير منصفة بحق المهاجرين غير الشرعيين، وأوضح بينديت ل"دويتسه فيله":
" كان يجب منح كل الموجدين حالياً في ألمانيا إقامة شرعية للبقاء، وأرى أن حجة السلطات غير معقولة عندما تقول أن اللاجئين يشكلون عبئاً على النظام الاجتماعي. وهناك بعض النقاط غير مفهومة، فمثلاً التلاميذ الذين تم إدماجهم بنجاح في النظام التعليمي الألماني ووصلوا إلى سن الرابعة عشرة لهم الحق في الحصول على إقامة دائمة،أما أهلهم فليس لديهم الحق نفسه! أريد هنا أن أعرف طريقة تفكير واضعي مثل هذه القوانين، كيف يمكن فعلياً فصل الأطفال عن أسرهم. فهذه كلها أمور لا تعقل ولكن في المقابل لا توجد ريح معارضة لوقف هذه المهازل".

صراع من أجل البقاء 

في صراعهم من أجل البقاء في ألمانيا ، يتوخى المهاجرون غير الشرعيين وسائل عديدة ومنها البحث عن شريكة حياة ألمانية، كسبيل للحصول على وثائق إقامة، لكنها تظل تجارب محفوفة بالفشل لأسباب متنوعة. 
وعندما تتقطع بالمهاجرين غير الشرعيين السبل القانونية، يتجهون للحياة في الظل (خارج القانون)، لكنهم يظلون تحت وطأة الترحيل في أي وقت، عندما يلقى عليهم القبض في عمليات المراقبة. وما يثير قلق مصالح الشرطة الألمانية هو ارتفاع نسبة الموقوفين منهم بسبب ارتكابهم مخالفات وجرائم. كما لوحظ وجود نسبة 20 في المائة من المحتجزين المغاربيين على ذمة الترحيل في سجن بيرن في ولاية شمال الراين- وستفاليا، الذي يشكل فيه رعايا بلدان شمال إفريقيا 40 في المائة من عدد المحتجزين ويناهز عددهم الإجمالي سنويا ثلاثة آلاف.
****************************************************
"المحاربة": رؤية سينمائية مفزعة عن اليمين المتطرف في ألمانيا
حقق المخرج الألماني الشاب دافيد فنينت فيلماً عن موضوع الساعة في ألمانيا بعنوان "المحاربة". ويتيح الفيلم للمشاهد الدخول بعمق في العالم المُفزع لليمين المتطرف في الجزء الشرقي من ألمانيا. 

ماريسا - بطلة فيلم "المحاربة"
لو كان فيلم "المحاربة" قد عُرض قبل شهور قليلة، لأصابته سهام النقد وربما قيل إنه يبالغ في تقديم صورة نمطية لليمين المتطرف في ألمانيا. غير أن الواقع اليميني تجاوز الخيال السينمائي، وهو ما يجعل الأنظار تتجه إلى هذا الفيلم وصانعه، لا سيما أن الفيلم قد حاز حتى الآن على عدة جوائز دولية ومحلية بعد عرضه في عدة مهرجانات، كان أولها مهرجان ميونيخ السينمائي الدولي. وفي مطلع عام 2012 سيعرض الفيلم في صالات العرض الألمانية.

رموز نازية واعتداءات عنصرية

يحكي الفيلم حكاية الشابة ماريسا، وهي مراهقة تعيش في الريف الألماني الشرقي، وتربطها صداقة متينة مع مجموعة من الأصدقاء الشبان من الوسط اليميني المتطرف. تحيا ماريسا مع أصدقائها حياة ملؤها الكراهية والعنف تجاه الأجانب، لا تجمعهم سوى الحماسة للأفكار والرموز النازية. وبعد شجار مع لاجئين من أفغانستان، تفقد ماريسا السيطرة على أعصابها وتصدم شابين بسيارتها وتصيبهما إصابة غير مميتة. ما يحدث بعد ذلك من الممكن أن نطلق عليه عملية تطهير نفسي، إذ أن ماريسا تسعى لتقديم يد العون للشابين، بل وتساعدهما على الهرب إلى السويد. 

مشهد من فيلم "المحاربة"

قبل سنوات عديدة قام المخرج دافيد فنينت برحلة إلى القسم الشرقي من ألمانيا. كان هدفه من الرحلة هو تصوير المصانع المهجورة التي توقف العمل بها. خلال رحلته، يقول المخرج، قابل شباناً عديدين من اليمين المتطرف. "في قرى شرق ألمانيا يلح على المرء الانطباع بأن التطرف اليميني ظاهرة جماهيرية. هذا شيء أصابني بالرعب، غير أنه أثار اهتمامي أيضاً"، كما يقول المخرج. ولهذا بدأ فنينت بإقامة اتصالات مع يمينيين متطرفين، وخاصة مع شابات، إذ أن اللافت هو تزايد نسبة النساء في اليمين المتطرف في الآونة الأخيرة. 

صورة شديدة الواقعية

يقدم فنينت صورة واقعية لاجتماعات الشبان المتطرفين، مظهراً إياهم وهم يشربون الخمر ويغنون الأغاني التمجيدية للنازيين أو يشاهدون أفلام البروباغندا النازية القديمة. ويضم الفيلم مشاهد تظهر اعتداءات النازيين العنصرية على الأجانب في الترام أو في الشارع، كما يضفي المخرج سمات شخصية على أبطاله، فيرى المُشاهد البيئة التي كبروا فيها، ويشعر بما يسيطر على الآباء والأمهات من عجز. كل هذا يُكسب الفيلم ملامح واقعية تجعل المشاهد يصدق ما يراه. الشيء الوحيد الذي يثير تساؤلات لدى المشاهد هو الكيفية التي حدث بها تقارب بين ماريسا والشاب الأفغاني - إذ ما الذي يجعل الشاب يلجأ للفتاة التي حاولت دهسه تحديداً باحثاً عن المساعدة؟ يظل المشاهد يبحث عن إجابة عن هذا السؤال حتى نهاية الفيلم، ولكن دون جدوى. الشيء نفسه ينطبق على تحولات ماريسا التي لا تبدو مقتنعة من الناحية النفسية.


بالرغم من أوجه القصور هذه فإن فيلم "المحاربة" يهز المشاهد من الأعماق. نجح المخرج في مسعاه في تقديم فيلم يسلط الضوء على اليمين المتطرف، ولكن بدون أن يتحول "المحاربة" إلى فيلم تربوي تعليمي، كما نجح فنينت في تقديم صورة واقعية عن هذا الوسط المرعب ولكن دون أن ينزلق إلى الصور النمطية. ينجح الفيلم في تقديم تفسير لأشياء تستعصي على التفسير، مثل: لماذا تنتشر معاداة الأجانب في الجزء الشرقي من ألمانيا؟ لماذا يهجر الشبان منازل آبائهم ويقبلون على الأفكار العنصرية؟ لماذا يقبلون على وشم أنفسهم بالرموز النازية؟
في فيلمه يقدم فنينت إجابات عديدة على تلك الأسئلة. الفيلم يسلط الضوء على المشاكل المنتشرة في الشرق مثل البطالة وانسداد الآفاق وقلة الفرص أمام الشبان، كما يظهر الفراغ الإيديولوجي الذي انتشر بعد سقوط جدار برلين وأثر ذلك في انتشار الأفكار المتطرفة. كل هذه الإجابات ليست جديدة، 
غير أنها مقنعة، لا سيما وأن المخرج نجح في تقديمها في شكل درامي جذاب - مفزع في واقعيته.

أحداث من صميم الواقع
يتميز فيلم "المحاربة" بوصفه الدقيق للحياة اليومية التي يعيشها شباب اليمين المتطرف، سواء في مقابلاتهم اليومية أو الحفلات الليلية الصاخبة، حيث ينشدون، وهم في حالة سكر، أغانيهم النازية أو يشاهدون أفلاما قديمة للدعاية الزائفة التي كان النازيون في عهد هيتلر يوظفونها لأغراضهم السياسية العنصرية.
الفيلم يصور أيضا أحداث السطو والاعتداء التي يشنها النازيون على بعض الأجانب، وكذلك بعض المضايقات اليومية الأخرى التي يعيشها المهاجرون في شرق ألمانيا. أحداث الفيلم تعطي أيضا نبذة عن الحياة الشخصية لهؤلاء الشباب وسط مجتمعهم، وبالخصوص علاقتهم بأهلهم وآبائهم. ومن الواضح أن الآباء عاجزون أمام تهور أبنائهم، ويواجهون صعوبة كبيرة في التعامل مع أبنائهم. تسليط الضوء على الحياة الشخصية لأبطال الفيلم يجعل الأحداث أكثر واقعية ويعطيها مصداقية أكبر. ولكن نقطة التحول الكبرى في الفيلم تبعده شيئا ما عن الواقعية. فمن الصعب تصور أن الشاب الأفغاني الذي صدمته ماريسا عمدا بسيارتها يحاول التقرب منها ويطلب مساعدتها. وهذا اللغز يستمر حتى النهاية، مما يضيف للفيلم المزيد من الإثارة والتشويق. وكذلك رجوع ماريسا إلى طريق الصواب يجعل المشاهد يغوص في عالم اليمين المتطرف و يدفعه إلى التفكير في كيفية الخروج منه.

ورغم الاعتراضات والاحتجاجات التي قوبل بها فيلم "المحاربة" بفعل بعض المشاهد الصادمة، إلا أنه يشد المشاهد بشكل كبير، ويجعله أكثر وعيا بهذه الظاهرة الخطيرة. وهذا كان هو أحد أهداف مخرج الفيلم فنيندت. فهدف الفيلم حسب رأيه هو تنوير الرأي العام من خلال أحداث شبه واقعية، ولكن دون الاعتماد على الصور النمطية السائدة أو تكريسها. فالفيلم يحاول فقط شرح الظاهرة أو بالأحرى كشف سبب ولوج بعض الشباب عالم اليمين المتطرف، وذلك من خلال نموذج بعض مناطق ألمانيا الشرقية، حيث العداء إلى الأجانب في تزايد مهول. الفيلم يحاول أيضا الإجابة على بعض الأسئلة العالقة والصعبة: لماذا يترك هؤلاء الشباب بيوتهم؟ لماذا ينقشون وشم الرموز النازية على أجسادهم ويرددون أغاني عنصرية؟ ما الذي يدفعهم إلى الانحراف ؟ ولماذا تنتشر العنصرية بالضبط في شرق ألمانيا؟

مستقبل غامض وآفاق مسدودة
أجوبة المخرج فنيندت على هذه الأسئلة ليست بالجديدة، ولكنها أكثر صراحة، وتصب في لب الموضوع. فالآفاق المسدودة والمستقبل المتشائم هو الذي يدفع هؤلاء الشباب إلى الانحراف والتطرف. فارتفاع نسبة البطالة والفراغ الفكري هي من الدوافع الأساسية لتبني هذه الأفكار النازية. بالإضافة إلى دور الآباء الذين يجدون أنفسهم مكبلي الأيدي أمام مشاكل أبنائهم. وفي غياب الرعاية الكافية ومراقبة الدولة يصبح العنف وسيلة لفرض النفس كرد فعل على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المنتشرة في شرق ألمانيا. وبهذا فإن أجوبة فيلم " المحاربة" ليست بالمفاجئة أو الجديدة، ولكنها تعطي صورة أكثر واقعية، وجد ملموسة من خلال نماذج حية. وهذا ما يحمل في طياته قوة إقناع كبيرة، من شأنها أن تزيد في التحسيس والتنوير بشأن أخطار هذه الظاهرة.


 ولكن فنيندت يخشى ظاهرة أخرى قد تكون أكثر خطورة حيث يقول:" مواضيع وأفكار اليمين المتطرف أصبحت تجد طريقها إلى الأوساط الاجتماعية العادية." وهذا ما قد يهدد السلم الداخلي، وبالتالي يؤدي إلى فقدان الثقة في النظام الديمقراطي. وهذا ما تؤكده بعض الأرقام، إذ أن ما يعادل نصف سكان ألمانيا الشرقية ليسوا على قناعة بأن الديمقراطية هي النظام المثالي. وحتى بعض الأشخاص الذين "لا يعتبرون" أنفسهم من أنصار اليمين المتطرف تجدهم يتصرفون بعداء ضد الأجانب، ويضيف فنيندت" خاصة في بعض الأحياء التي يقطنها عدد قليل من الأجانب، تجد هناك بعض المواقف العنصرية."
وهكذا استطاع ديفيد فنيندت من خلال أول فيلم له " المحاربة " أن يحط الأصبع على الجرح، وأن يواكب نقاش اللحظة. فقصة الفيلم هي قريبة من موضوع الجدل القائم حاليا في ألمانيا حول خطورة اليمين المتطرف. وهذا ما يجتذب للفيلم جماهير واسعة داخل قاعات السينما، وبالتالي أرباحا كبيرة. وهو الشيء الذي قد يجعل المخرج الشاب يشعر بالسرور والافتخار، ولكن أحداث الفيلم تبقى صادمة ومثيرة للخوف في بعض الأحيان. 

**********************************
www.myspace.com/.../stop-racism-in-germany/...germ...14. Juli 2008 - 42 Sek.
HERE WE SEE GERMAN POLICE ABOARD THE AMBULANCE PREVENTING AN AFRICAN AMERICAN ...

**********************************
ألمانيا تعترف رسميا ولأول مرة بتعقب أوساط يمينية متطرفة معادية للإسلام 

ألمانيا تعترف رسميا ولأول مرة بتعقب أوساط يمينية متطرفة معادية للإسلام


اعترفت النيابة العامة الألمانية رسميا ولأول مرة بأن السلطات الأمنية المختصة تتعقب أوساط يمينية متطرفة بتهمة العداء للإسلام محذرة من أن هذه الأوساط لا تخالف بممارساتها القوانين الأساسية الألمانية فحسب بل تستند في ممارساتها المعادية لهذا القوانين إلى "طاقة إجرامية".
وقال مدير دائرة مكافحة الجريمة في ولاية هامبورغ في تصريحات لصحيفة (برلينر تسايتونغ) أن دائرته والدوائر المختصة الأخرى في كافة الولايات الألمانية (16) "تعمل منذ اشهر وبانتظام على مراقبة أوساط معادية للإسلام" قائلا أن عمل السلطات الألمانية "يركز على مراقبة شبكة من المواقع في الانترنت وعلى نشاطات هذه الجماعات التي لا تبدو للوهلة الأولى وكأنها ليست معادية لأحد".
وأضاف أن مهام السلطات تتمثل في تعقب أوساط لا تخفي عدائها للقوانين الألمانية ودولة القانون متطرقا إلى مثال موقع الكتروني يحمل اسم (نورنبرغ 2.0) بالقول أن هذا الموقع يهدد أعدائه ب (يوم الحساب) الذي سيشهد، وفق الموقع، الاستيلاء على السلطة بالقوة في ألمانيا ومحاسبة "جميع الأعداء" في إشارة منه إلى المسلمين.
وبين المسؤول أن السلطات ا تستند في تحرياتها إلى المادتين الأولى والرابعة من القانون الأساسي الألماني مشيرا إلى أن المادة الأولى تعتبر المساس بكرامة الإنسان شيئا محرما بينما تحرم المادة الرابعة المساس بحرية ممارسة المعتقد الديني.
وقال أن الجهات الألمانية تلاحظ أن مواقع الجماعات اليمينية المتطرفة تعتبر المسلمين لا يخضعون لهذه القوانين ويمكن استثنائهم منها.
وعن موقع يحمل اسم (بي.اي) وشعارات يطلقها هذا الموقع مثل (غادر الإسلام أو ارحل) يذكر المسؤول أن وضع مثل هذه المواقع تحت المراقبة يحتاج إلى مزيد من الدلائل على استعداد المسؤولين في هذا الموقع لاستخدام العنف ومخالفة القوانين الأساسية قائلا " تحذير موقع ما على سبيل المثال من حرب أهلية في ألمانيا والتحذير منها هو بالفعل تشجيع على هذه الحرب" الأمر الذي يعتبر سببا لاعتبار هذا الموقع مخالفا للقوانين الألمانية.
وأوضح المسؤول الألماني مستشهدا بموقع ينشر على صفحاته مخاطبات للألمان مثل "انهضوا من مقاعدكم واخرجوا إلى الشارع واحملوا الأسلحة إذا لم تنفع الأدوات الأخرى" معتبرا ذلك نداء واضحا لاستخدام العنف وبالتالي مخالفة القوانين الألمانية.
وعما إذا كانت السلطات الألمانية تواجه صعوبات في مواجهة خطر هذه الجهات ومواقعها لأنها لا تعتبر نفسها معادية للسامية بل مؤيدة لإسرائيل وللغرب قال المسؤول أن السلطات الألمانية تعكف على دراسة هذه الظاهرة مستشهدا بموقع (بي.اي) الذي يعلن من جهة انه يعارض حظر الحزب القومي الألماني المعادي علنا للسامية ولإسرائيل وفي الوقت ذاته يعلن الموقع رسميا انه يؤيد إسرائيل في إشارة من المسؤول إلى الصعوبة التي ترافق مهام دوائر مكافحة الجريمة والحيرة التي تكتنف عمل السلطات الألمانية.
يذكر أن تجدد النقاش حول معاداة الإسلام في ألمانيا يأتي على خلفية فضيحة كشف السلطات الأمنية في نهاية العام الماضي عن تورط إرهابيين يمينيين في مقتل ثمانية مواطنين أتراك ويوناني وشرطية ألمانية وذلك بين عامي 2000 و 2007 وانطلاقا من دوافع معاداة الأجانب.

الرئيس: لن نتسامح مع العداء للأجانب والإسلام جزء من البلاد



أكد الرئيس الألماني كريستيان فولف إن بلاده لن تتسامح مع ظاهرة العداء للأجانب. وأوضح فولف خلال اللقاء السنوي مع الوفود الدبلوماسية بمناسبة العام الجديد في برلين، أمام أكثر من مائتي سفير يمثلون مختلف بلدان العالم "نسعى في بلادنا إلى محاربة العداء للأجانب والعنف، والتطرف السياسي، وهي أشياء لن نتسامح معها".
وأكد الرئيس أن بلاده تلتزم بسلامة وحرية كل المواطنين، وستظل مجتمعا منفتحاً ومتسامحاً، وأن "الإسلام يعتبر جزءًا من ألمانيا".
يأتي هذا الموقف على خلفية كشف النقاب، في مطلع الشهر الماضي عن مسؤولية خلية من النازيين الجدد، مكونة من ثلاثة أفراد، وعرفت باسم "خلية تسفيكاو"، عن تنفيذ سلسلة جرائم قتل بحق تسعة أشخاص من أصول أجنبية، إضافة إلى شرطية ألمانية في الفترة بين عامي 2000 2006.
كان كريستيان فولف أكد في تشرين الأول/أكتوبر من عام 2010 على أن الدين الإسلامي جزء من الثقافة الألمانية، مما أثار في حينه جدلاً حول موضوع اندماج الأجانب في ألمانيا.

ألمانيا تسمح للأجانب العمل في الوظائف الحكومية



أعلنت الحكومة الألمانية انه ابتداء من 1 يناير من عام 2012 المقبل سيتاح الفرصة للأجانب العمل في الدوائر الحكومية. وعزت الحكومة الألمانية قرارها إلى أنها ترى أنه على الدوائر الحكومية أن يكون فيها أجانب للحفاظ على سمعتها بأنها بلد التسامح والانفتاحية على الثقافات وبإمكان كل أجنبي العمل بالدوائر الحكومية شرط امتلاكه مؤهلات علمية ومهنية تتيح له العمل في هذا الدوائر إضافة إلى استعداده على تحمل مسئولية العمل والمهام . 
وأعلنت الحكومة أنها قامت بتوجيه قرار إتاحة العمل للأجنبي بالدوائر الحكومية إلى دوائر العمل إضافة إلى الدوائر الحكومية نفسها إلى جانب عدم وضع أي شروط مجحفة لحصول الأجنبي على عمل يناسب المهنة العلمية والعملية التي يتحملها التي أيضا تكون الدوائر بحاجة إليها .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire