dimanche 29 juillet 2012

قراءة في حملات تشويه صورة نبي الاسلام - مقدمة




قراءة في حملات تشويه صورة نبي الاسلام - مقدمة



الحمدلله رب العالمين، و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد النبي الأمين، وعلى آله و صحبه أجمعين
لقد تعرض الانبياء و الرسل الكرام عليهم السلام للتكذيب و التنكيل حتى وصل الأمر الى درجة قتل بعضهم، ويبين تاريخ الرسالات الالهية الكبرى ان انبياء الله الذين حملوها الى الناس قد تعرضوا لكثير من صنوف الالام و المحن على ايدي الذين حسبوهم من الكاذبين وما افظعها من تهمة خاصة حين يقذف بها وجوه اصدق الناس حديثا و يزداد الامر سوءا و تشتد المحنة عندما يأتي التكذيب و السخرية من الأهل و العشيرة و الأصحاب.
فها هي التوراة تقول إن موسى عليه السلام تعرض للتقد الجارح من اخيه هاورن واخته مريم عندما تزوج من امرأة سمراء اعجبته: (و تكلمت مريم و هارون على موسى بسبب المرأة الكوشية التي اتخذها لأنه كان قد اتخذ امرأة كوشية فحمى غضب الرب عليهما .. فالتفت خارون الى مريم و اذا هي برصاء فقال هارون لموسى: أسألك يا سيدي لا تجعل علينا الخطيئة التي جمعتنا و أخطأنا بها) – سفر الأعمال 1 : 12 – 11
و ها هو المسيح يشك فيه اقرباؤه و يعتبرونه مختل العقل: (ولما سمع اقرباؤه خرجوا ليمسكوه لأنهم قالوا إنه مختل) انجيل مرقس 21:3 
وكان إخوته – أنباء مريم حسب رواية الانجيل – يشكون فيه (قال له اخوته: انتقل من هنا و اذهب الى اليهودية لكي يرى تلاميذك ايضا الاعمال التي تعمل .. لأن اخوته ايضا لم يكونوا يؤمنون به) انجيل يوحنا 3:7 – 5
(وحين سمع كثير من تلاميذه بعض مواعظه فإنهم ارتدوا عنه و تركوا صحبته فلم يبق معه الا اثنا عشر حواريا، قال كثير من تلاميذه الى الوراء و لم يعودوا مشون معه. فقال يسوع للاثنى عشر، ألعلكم انتم ايضا تريدون ان تمضوا؟) انجيل يوحنا 60:6 – 66
وقد سجل القرآن الكريم افتراءات الكفار والمشركين على الاسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، حتى حديث الافك ضد زوجته عائشة رضي الله عنها ، جعله الله قرآنا يتلى، فلو كان القرآن من عند النبي صلى الله عليه و سلم لتوقعنا ان ينحيه جانبا، ولكنه عبد مامور، قال له ربه (ليس لك من الأمر شئ) آل عمران – 128 ، إذ (إن الامر كله لله) ال عمران – 154
تعرض رسول الاسلام محمد صلى الله عليه و سلم لكثير من الافتراءات و السخرية ، نعرض هما بعضا منها:-
1- اتهامه بالجنون و الكهانة و السحر و الكذب:
- (و قال الكافرون هذا ساحر كذاب) ص -4
- (و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون) القلم – 51
- (انهم كانوا اذا قيل لهم لا اله الا الله يستكبرون ، ويقولون أئنا لتاركوا الهتنا لشاعر مجنون) الصافات – 35، 36
- (فذكر فما انت بنعمة ربك بكاهن و لا مجنون) الطور – 29
2- اتهامه بتأليف القرآن و افترائه كذبا على الله:
- (و قال الذين كفروا إن هذا الا افك افتراه واعانه عليه قوم آخرون، فقد جاءوا ظلما و زورا. و قالوا اساطير الاولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة واصيلا) الفرقان – 4 ، 5
- (و لقد نعلم انهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون اليه اعجمي و هذا لسان عربي مبين) النحل – 103
3- السخرية من النبي صلى الله عليه وسلم
- (و قالوا لولا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم) الزخرف – 31
- (و قال الذي كفروا هل ندلكم على رجل يبنئكم اذا مزقتم كل ممزق إنكم لفي خلق جديد ، أفترى على الله كذبا أم به جنة) سبأ – 7 ، 8
ولقد كان ما تعرض له النبي صلى الله عليه و سلم في الحرب الدعائية الظالمة سواء في العصور الماضية او التي تشن ضده في وقتنا الحالي ، ما هو الا استمرار لما تعرض له اخوانه السابقون من الانبياء و المرسلين (كذلك ما اتى الذين من قبلهم من رسول الا قالوا ساحر او مجنون، أتواصوا به بل هم قوم طاغون) الذاريات- 53، 53
هذا و لقد دأب الحاقدون من الغرب المسيحي على الطعن في الاسلام و نبيه. وتعرضت سيرة خاتم النبيين الى التشويه و المغالطات و المفتريات و الاباطيل على ايدي بعض من رجال الكهنوت و تلاميذهم من المستشرقين و المبشرين و المنصرين و من بعض الكتاب و الاعلاميين المضللين..
لقد تنبا القرآن الكريم بهذا الواقع الأليم فقال ( و لتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و من الذين أشركوا أذى كثيرا و إن تصبروا و تتقوا فإن ذلك من عزم الأمور) آل عمران – 186
واشتد الهجوم في الغرب على الاسلام و المسلمين بعد الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك، و مبنى البنتاجون في واشنطن يوم 11 سبتمبر 2001 ، و اصبح الهجوم على الاسلام و نبيه مادة يومية في الصحافة و التلفزيون و شبكة الانترنت و القنوات الفاضائية و الافلام السينمائية و الكاريكاتير … الخ ….. و اصبح كل مسلم موضع اتهام في الولايات المتحدة الامريكية و دول اوروبا بمجرد اكتشاف انه مسلم
و لم يعد امر العداء للاسلام في الغرب خافيا على احد في العالم الاسلامي بعد أن صرح بذلك عشرات الكتاب و المفكرين والباحثين و العلماء و القادة و السياسيين من الدول الغربية في كثير من الكتب و الاصدارات ووسائل الاعلام
واعتقد ان الذين ينكرون وجود هذا العداء بعد الحملات الكثيرة و المتكررة لتشويه صورة الاسلام و نبيه منذ فجر الاسلام هم في الحقيقة يتهربون من مواجهة الحقيقة لأنها تفرض عليهم العمل للدفاع عن الاسلام ورسوله محمد صلى الله عليه و سلم
و لا ننكر أن في الغرب مفكرين يتحدثون عن الاسلام بإنصاف و لكن تضيع اصواتهم داخل صناعة ضخمة تمولها المخططات الصهيونية الصليبية في الغرب، هي صناعة الكراهية و العداء للاسلام و المسلمين.
و مما لا ريب فيه أن هناك ايضا مفكرين عالميين منصفين درسوا الاسلام دراسة عميقة فأحبه البعض و ناصروه ، و آمن به البعض الاخر وأعلن اسلامه و صدق فيه
و هؤلاء الكتاب المفكرون ينقسمون الى فريقين:
- فرق اعلن اسلامه، في غير لبس و لا مراءاة ، و جابه الراي العام في بيئته بعقيدته، ثم اخذ يدعو اليه مكرسا وقته و جهده لنشره
- و فريق احب الاسلام و مدحه و لا ندري ماذا أسر في نفسه؟
و اذا كان الامر كذلك، فما الذي يمنع الغربيين من الدخول في الاسلام زرافات ووحدانا؟!
ان الاسلام واضح جلي، و ان تعاليمه سهلة ميسورة، تنسجم مع العقل و المنطق، فما السر في عدم اخذ الغربيين و الاوروبيين بهذا الدين، و عدم اعتناقهم له في سرعة و في كثرة هائلة؟
الواقع ان العوامل التي تمنع الغربيين من اعتناق الاسلام كثيرة قوية ، و من المؤسف ان بعض هذه العوامل يرجع الى المسلمين انفسهم بسبب عدم تطبيقهم و تمسكهم بالاسلام، و تكاد الصلة التي بينهم و بينه تكون مجرد صلة اسمية، و ينسون عظمة المسلمين وقوتهم ايام كانوا متمسكين بالاسلام، و ايام ان كانت الدينا لهم.
و لعل المسلمين يعودون الى دينهم صافيا نقيا، ويستمسكون به فيكونون مرآة حقيقية يتمثل فيها الاسلام قويا شاميا
و من العوامل التي ساعدت على تشويه صورة الاسلام و نبيه محمد صلى الله عليه و سلم ، و المسلمين في الغرب و احجام الكثير منهم عن دخول الاسلام تجربة الكنيسة مع الدين ، و ما استتبع ذلك من وسائل التبشير و التنصير، و محاربة الدين الاسلامي على كافة الاصعدة، و بمختلف الوسائل و الطرق، و مما ساعد على ذلك ايضا تحالف الصهيونية مع الصليبية في الغرب ، و تخاذل و ضعف بعض المسلمين و تقصيرهم في الدفاع عن دينهم و الدعوة اليه و نشره في جميع انحاء العالم، و عدم تصحيح الصورة المغلوطة عن الاسلام في الغرب.
يقول جمال الدين الافغاني (ان الغربيين يستمدون فكرهم عن الاسلام من مجرد رؤيتهمللمسلمين متخاذلين ضعفاء أذلاء مستكينين، فرقت بينهم الاهواء و الشهوات ، وقعدت بهم الصغائر ، وانصرفوا عن عظائم الامور، و اصبحوا مستعبدين مستذين، و يقولون لو كان الاسلام دينا قويا لما كان المسلمون هكذا …. )
و يقول ايضا (اذا اردنا ان ندعو للاسلام، فليكن أول ما نبدأ به ان نبرهن للغربيين أننا مسلمون)
المرجع : مقدمة كتاب الرسول صلى الله عليه و سلم في عيون غربية منصفة – ردودعلى حملات تشويه صورة خاتم المرسلين - للمؤلف : الحسيني الحسيني المعدي – الناشر : دار الكتاب العربي – 2006

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire